
أوزبكستان تبني مسارات إلى المستقبل بالتعاون مع الشركاء الدوليين
مسقط / أصـــداء
في الخامس من أغسطس 2025، سيشارك رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف في الدورة الثالثة من مؤتمر الأمم المتحدة للدول النامية حبيسة البر (LLDC3)، والذي سيُقام في منطقة أفازا السياحية في تركمانستان.
ينظم هذا المؤتمر الثالث أمانة الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة تركمانستان، ومن المتوقع أن يحضره رؤساء دول وحكومات، وأكثر من 100 وفد رفيع المستوى، بما في ذلك ممثلون عن 32 دولة نامية حبيسة البر، فضلاً عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
سيشتمل المؤتمر على فعاليات سياسية – دبلوماسية ، وتجارية – اقتصادية ، وإنسانية – ثقافية ، بما في ذلك “أيام وطنية” لدول آسيا الوسطى التي ستعرض ثقافتها وفنونها ومأكولاتها الوطنية ، كما سيُعقد معرض يسلط الضوء على الإنجازات الوطنية والمشاريع الاستثمارية والبنى التحتية والحلول التكنولوجية للدول الإقليمية.
تضم مجموعة الدول النامية حبيسة البر (LLDCs) 32 دولة عضواً في الأمم المتحدة ، ومن دول رابطة الدول المستقلة الأعضاء : أرمينيا ، أذربيجان ، كازاخستان ، قيرغيزستان ، مولدوفا ، طاجيكستان ، تركمانستان ، وأوزبكستان.
تهدف المجموعة إلى تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة لأعضائها ، تنفيذ الأهداف وخطط العمل المتفق عليها عالمياً ، وتوحيد موقفها في القضايا الاقتصادية الدولية الكبرى داخل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما من المنصات المتعددة الأطراف.
يُعد مؤتمر الأمم المتحدة للدول النامية حبيسة البر ؛ المنصة الرئيسية لاتخاذ القرارات بشأن قضايا LLDC ويُعقد كل عشر سنوات.
عُقد المؤتمر الأول في 28–29 أغسطس 2003 في ألماتي (كازاخستان) ، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 57/242، وتمهّد له عقد جلستين للجنة الحكومية التحضيرية المفتوحة الأطراف ، واعتمد إثره “برنامج عمل ألماتي” كإطار عالمي لإنشاء نظم نقل عبور فعالة ، وتحسين الإجراءات الإدارية ، وتسهيل ضوابط الحدود.
أما المؤتمر الثاني فانعقد من 3–5 نوفمبر 2014 في فيينا (النمسا) ، وتمخض عنه “برنامج عمل فيينا للفترة 2014–2024” الذي يستهدف تلبية الاحتياجات الخاصة للدول النامية حبيسة البر ، والقضاء على الفقر ، وتنفيذ تدابير تنموية أخرى.
تشارك أوزبكستان بنشاط في الجهود الدولية المنبثقة عن هذه الوثائق ، التي تستهدف مواجهة التحديات الفريدة التي تواجهها دول LLDC ، وعلى وجه الخصوص ؛ تنفّذ الدولة بشكل مستمر إجراءات لتطوير بنية أساسية للنقل واللوجستيات المستدامة ، وتنويع طرق التجارة ، وتعزيز التعاون الإقليمي.
وقد أصبحت هذه الأولويات مركزية في استراتيجية التنمية الوطنية لأوزبكستان ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
في عام 2022، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع قرارًا خاصًا بشأن تعزيز الاتصال بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا ؛ بمبادرة من أوزبكستان وبدعم من 40 دولة.
في السنوات الأخيرة، أصبحت أوزبكستان كل من المبادر والمشارك الفعّال في مشاريع دولية كبرى مثل ممر السكة الحديد عبر أفغانستان ، وتطوير “الممر الأوسط” ، والمبادرات تحت مظلة “الحزام والطريق” ، إلى جانب منصات التعاون بين الصين وآسيا الوسطى.
تُستكمل هذه الجهود بتحديث البنية الأساسية المحلية – من خلال بناء سكك حديدية مكهربة ، وإنشاء مراكز محورية لوجستية وحدود حديثة ، وفي الوقت نفسه، تعزز أوزبكستان جدول أعمالها داخل منظمة الدول التركية ، ومنظمة التعاون الاقتصادي ، ومنظمة شنغهاي للتعاون ، وغير ذلك من الأطر الإقليمية.
تُثمر هذه النُّهج متعددة الاتجاهات بالفعل : فتتزايد أحجام العبور عبر أوزبكستان ، وتتوسّع مكانتها كمحور نقل في أوراسيا ، والأهم من ذلك أنها تعزّز مقاومتها للمخاطر الخارجية ، وتمهد الطريق لتحقيق التكامل الكامل في الاقتصاد العالمي رغم القيود الجغرافية.
وهكذا ؛ لم تُعد حالة أوزبكستان كدولة حبيسة البر المضاعف تُعتبر تحديًا ؛ بل عنصرًا استراتيجيًا يُشكل أولوياتها الدولية ويحوّلها إلى لاعب نشط في المشهد اللوجستي الأوراسي الناشئ.
كما سيؤكد ذلك حضور الرئيس شوكت ميرضيائيف في مؤتمر الأمم المتحدة القادم في تركمانستان ، وكما يشدد الخبراء ؛ التزام أوزبكستان بتعزيز التضامن الدولي والسعي إلى حلول مستدامة للقضايا المطروحة ، وسيتيح للبلاد أيضًا تقديم مساهمة بناءة في صياغة أجندة جديدة لدمج دول LLDC ضمن العمليات الاقتصادية العالمية.