
وتَسْـتَـمِـرُّ ٱلتَّـغـطِـيَـة..
إلـهـام الـعـويـفـي
شاعرة وكاتبة – المملكة المغربية
أيُّها العُشَّاقُ للصَّوت ٱلنَّبيلْ
يا من في ٱلظُّلْمَةِ ، كنتم لنا فَتيلْ
أنسُ الشريف .. ياصاحبَ ٱلصَّوت ٱلصَّليل
وإسماعيلُ .. زيتون لا يميل
كلاهما عبرَ الجحيمَ مُحمَّلا
ببردِ كانونَ، وَشتاءٍ ثَقيلْ
ناما على صقيعِ أرضٍ عاريةٍ
والقلبُ مشغولٌ؛ بأهلٍ ورحيلْ
لكنهما ظلا يصوغانَ الحقيقةَ لؤلؤاً :
قَتْلٌ، دَمارٌ، صُراخٌ وَعَويلْ
حتى إذا ما أشرقت الحقيقة جاءت،
رصاصةُ من حاقدٍ غَليلْ
قتلوكما بلا رحمة .. بلا وداع
أخمَدوا ٱلصَّوتَ الأصيل
أيُّ جريمةٍ أن ترى للكونِ جُرحاً ؟
أيُّ ذنبٍ أن تقولَ : هنا قتيلْ ؟
صارَ ٱلصَّحفيُّ بعيونِ الغاصبِ
خطرًا يُبادُ، وصوته دَليلْ
والعالمُ الأعمى، يرى ويسكتُ
يبكي شعارات .. ودمعه لا يسيلْ !!
وكأنَّ في غَزَّةَ شعباً من حجر
دماؤهم تفيض .. ولا نهر ٱلنّيلْ !!
أنسٌ .. ياعطر البيوت وَأُنْسِها
يامن تركت الدفء في ليل طويل
وإسماعيلُ .. يا صوت الحق ونبضه
يا من تركت الفؤاد بعدك عَليلْ
سيبقى صوتُكُما في العلا طبولاً
تُقْرَعُ، حتى وإن غَيَّبَكُمُ الرحيلْ