
الشاي.. مشروبٌ يوميّ يعكس ثقافة الضيافة في المجتمع التركي
أصـــداء /العُمانية
يُعد مشروب الشاي جزءًا أصيلًا من الثقافة التركية وتقاليد الحياة اليومية، إذ يُقدّمه الأتراك بوصفه رمزًا للضيافة والتواصل الاجتماعي، لا سيما خلال اللقاءات العائلية والمناسبات المختلفة، حيث يُنظر إليه ليس فقط كمشروب، بل كتعبير عن الكرم والصداقة.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أوضح المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي أن الأتراك عرفوا الشاي قبل نحو 140 عامًا، مشيرًا إلى أن زراعته بدأت في أواخر العهد العثماني، وتحديدًا في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث زُرع الشاي في مناطق متعددة امتدت من بورصة إلى حلب، ومن أيدين إلى أرضروم.
وأضاف أن تقديم الشاي يُعد من أهم تقاليد الترحيب بالضيف في تركيا، موضحًا أن رفض شرب الشاي يُعد غير مستحب اجتماعيًّا، حتى وإن لم يكن الضيف راغبًا به. كما أشار إلى عادة متوارثة في آداب تقديم الشاي، وهي أنّ وضع الملعقة الصغيرة داخل الكأس يُشير إلى رغبة الضيف بالمزيد، بينما وضعها خارجه يدل على الاكتفاء.
ويتميّز تحضير الشاي في تركيا بطريقة تقليدية فريدة باستخدام إبريقين، يُوضع أحدهما فوق الآخر. حيث يُغلى الماء في الإبريق السفلي، بينما تُنقع أوراق الشاي في العلوي على البخار المتصاعد، ما يمنح الشاي نكهة مركّزة، تُخفف لاحقًا بإضافة الماء الساخن حسب رغبة الشخص في درجة التركيز.
وتُظهر الحياة اليومية في تركيا حضور الشاي في مختلف المواقف، سواء في العمل أو أثناء الدراسة أو اللقاءات الاجتماعية، بل وحتى في الأنشطة المنزلية، وتُشارك النساء كذلك في هذا الطابع الثقافي، حيث يُنظر إلى الشاي على أنه وسيلة للراحة وكسر الروتين اليومي.
ويقول الأتراك في مثل شعبي شهير: “محادثة دون شاي كسماء الليل دون قمر”، في تعبير عن ارتباطهم الوثيق بهذا المشروب. وتُعدّ منطقة “ريزا” الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي للبلاد المركز الرئيسي لزراعة الشاي في تركيا، لما تتمتع به من تربة خصبة ومناخ ملائم، وتُنتج فيها عشرات الأصناف التي تُصدّر إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.