
وكالة أنباء أوزبكستان/ أصـــداء
بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، قام ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين بزيارة دولة لأوزبكستان يومي 25 و26 أغسطس الجاري.
الأردن دولة تقع في الشرق الأوسط، وتتألف من 12 منطقة. يبلغ عدد سكانها 11.7 مليون نسمة. ووفقًا لبيانات البنك الدولي الرسمية، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للأردن 53.3 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بمتوسط دخل للفرد يبلغ 4700 دولار أمريكي. ويتجاوز حجم التجارة الخارجية 37.1 مليار دولار أمريكي. ويُصدّر الأردن بشكل رئيسي الفوسفات والملابس الجاهزة والمنسوجات والمنتجات الكيميائية. وهو من أبرز مصدري الفوسفات في العالم، والذي يُصدّر بشكل رئيسي كأسمدة ومواد كيميائية. وتُصدّر معظم منتجات صناعة النسيج الأردنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

يعتمد الاقتصاد الأردني بشكل كبير على قطاع الخدمات، الذي يُمثل 75.5% من الناتج المحلي الإجمالي. تُساهم الصناعة بنسبة 19.6%، والزراعة بنسبة 4.9%.
تُشكّل السياحة جزءًا هامًا من الدخل القومي. يمتلك الأردن موارد طبيعية محدودة، وخاصةً احتياطيات النفط والغاز. ويعتمد على تصدير الفوسفات ومنتجات البوتاس والمواد الكيميائية.


تُعدّ المساعدات المالية الدولية بالغة الأهمية للاقتصاد الأردني. ويتلقى الأردن مساعدات من جهات مانحة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودول الخليج. تُساعد هذه الشراكات، إلى جانب جهود تنويع الاقتصاد وتحديث البنية التحتية، الأردن على الحفاظ على استقراره في بيئة جيوسياسية واقتصادية صعبة.
يحتل الأردن المرتبة 69 عالميًا في مؤشر الحرية الاقتصادية، والسادسة إقليميًا. كما يحتل المملكة المرتبة 65 عالميًا في بيئة الأعمال.
الأردن من أكبر منتجي الفوسفات في العالم، ويحتل المرتبة الخامسة، باحتياطيات مؤكدة تتجاوز 1.5 مليار طن. ومن المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج الفوسفات الجاف من جميع الحقول في عام 2024 إلى 11.5 مليون طن.
أقامت أوزبكستان علاقات دبلوماسية مع الأردن عام ١٩٩٣، ويتواصل التعاون بينهما منذ ذلك الحين. وبلغ حجم التبادل التجاري بين بلدينا حوالي ٤.٦ مليون دولار أمريكي في عام ٢٠٢٤، ووصل في النصف الأول من هذا العام إلى ٤.٣ مليون دولار أمريكي. وتتاح للطرفين فرصة مضاعفة حجم التبادل التجاري، ويتم استغلال هذه الفرصة بفعالية.
في 25 أغسطس، استقبل رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية في مطار سمرقند.
زار زعيما الدولتين المعالم التاريخية الرائعة والأماكن المقدسة في مدينة سمرقند.
أقيمت الفعاليات الرئيسية للزيارة في 26 أغسطس في مركز المؤتمرات في سمرقند.
وفي بداية اللقاء جرى حفل استقبال رسمي للملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

اصطف حرس الشرف في الساحة أمام مبنى مركز المؤتمرات. رحب رئيس أوزبكستان بالضيف الرفيع المستوى ترحيبًا حارًا، ودعاه إلى المنصة.


قدمت الفرقة العسكرية النشيدين الوطنيين للبلدين.
وعبر رئيس أوزبكستان وملك الأردن حرس الشرف وسلما على أعضاء الوفد الرسمي.
قبل المفاوضات، وفي إطار برنامج زيارة الدولة، قام الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك الأردن، برفقة رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، بزيارة معرض المنتجات المصنعة في بلدنا.
وقد عرض مركز المؤتمرات مجموعة واسعة من المنتجات عالية الجودة التي تلبي المعايير الدولية للأسواق الأجنبية.
وتم تزويد الضيف رفيع المستوى بمعلومات مفصلة حول المراحل التكنولوجية والقدرات الإنتاجية والابتكارات والمعدات الأكثر تقدما المستخدمة في قطاعات مثل التعدين والأدوية والكيمياء والمنسوجات والمجوهرات والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.
ويضم المعرض عينات من المنتجات الصناعية النهائية ذات القيمة المضافة العالية: الأدوية، والمعدات الطبية، والأسمدة المعدنية، والمنسوجات، والملابس المحبوكة والمجوهرات، والحرف اليدوية، وحلول تكنولوجيا المعلومات وغيرها.
أعرب الزعيم الأردني عن تقديره الكبير للمنتجات والإمكانات الصناعية الأوزبكية. وأكد رئيسا البلدين على أهمية توسيع التعاون بين الشركات الرائدة، وتبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيا.
بعد ذلك، جرت في مركز المؤتمرات مفاوضات بين رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف والملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

وناقش الجانبان قضايا تطوير الحوار السياسي والتبادل الثقافي والإنساني، فضلاً عن توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري.
وفي بداية اللقاء، أعرب الملك الأردني عن شكره لرئيس دولتنا على دعوته للزيارة وعلى حفاوة الاستقبال والضيافة التي حظي بها الوفد الأردني.
وأشار إلى أن هذه الزيارة الأولى رفيعة المستوى في تاريخ العلاقات الدبلوماسية ستشكل بداية مرحلة جديدة في التعاون الثنائي وتعمل على رفعه إلى مستوى الشراكة الشاملة.

وأشار إلى أن الصداقة التقليدية والتعاون العملي المتعدد الأوجه بين أوزبكستان والأردن تتعزز، وأن استراتيجيات الإصلاح التي يتم تنفيذها في البلدين متشابهة.
وأشار الزعيمان بارتياح إلى التعاون المثمر الذي يجري في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما من الهياكل الدولية، وأكدا على ضرورة مواصلة الدعم المتبادل للمبادرات بشكل نشط.

وتم التأكيد على ضرورة مواصلة الحوار البناء بين وزارتي خارجية البلدين والعلاقات الوثيقة بين الوزارات.
وتم التأكيد على الاستعداد لمضاعفة مؤشرات التجارة الثنائية وتنفيذ مشاريع الاستثمار المشترك والاتفاقيات التجارية.
وتم الاتفاق على توسيع التعاون في الصناعات الكيميائية والنسيجية والزراعة “الذكية” والجيولوجيا والرعاية الصحية والأدوية والسياحة وغيرها من القطاعات.
واقتُرح إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الأعمال وعقد اجتماعاتهما الأولى بنهاية هذا العام. وسيُسهم عقد منتدى الأعمال الأوزبكي الأردني، بمشاركة شركات ومصنعين رائدين من البلدين، في إرساء شراكات طويلة الأمد بين قطاعي الأعمال.
وأعرب الجانبان عن الاستعداد لتكثيف التبادلات في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة، بما في ذلك من خلال الأسابيع الثقافية المشتركة والحفلات الموسيقية والمعارض والعروض الفنية.
تتمتع العلاقات الودية بين شعبي أوزبكستان والأردن بتاريخ عريق، وهي تشهد حاليًا تطورًا ملحوظًا. وفي هذا السياق، نوقشت قضايا تطوير التعاون في مجال الدراسات المشتركة للتراث الروحي المشترك، وتعزيز التعاون بين مراكز ومعاهد الدراسات الإسلامية في البلدين.
اتفق الطرفان على ضرورة العمل المشترك لتعزيز مفاهيم الإسلام المتسامح والمستنير. وقد أشاد رئيس دولتنا بمبادرة “مسار العقبة” التي أطلقها الملك عبد الله الثاني قبل عشر سنوات، واقترح عقد أحد الاجتماعات القادمة لهذه المبادرة المهمة في مدينة سمرقند.
وأشار إلى أن إنشاء رحلات جوية منتظمة بين عاصمتي البلدين وإدخال نظام الإعفاء من التأشيرة من شأنه أن يخدم في زيادة العلاقات التجارية وتدفقات السياحة المتبادلة.
كما تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة ذات الأهمية العالمية والإقليمية.
وفي ختام المفاوضات دعا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رئيس دولتنا لزيارة الأردن.
اعتمد رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف والملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية بيانا مشتركا بشأن تعزيز علاقات الشراكة.
وفي المجمل، تم التوقيع على 15 وثيقة ثنائية خلال الزيارة، بما في ذلك:

– اتفاقية تسليم المجرمين؛
– اتفاقية بشأن الترويج والحماية المتبادلة للاستثمارات؛
– الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة؛
– الاتفاق بشأن إلغاء متطلبات التأشيرة؛
– اتفاقية التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي؛
– اتفاقية التعاون في مجال السياحة؛
– بروتوكول بشأن التعديلات على الاتفاق الحكومي الدولي للنقل الجوي؛
– بروتوكول بشأن التبادل عبر الإنترنت للمعلومات الأولية حول حركة البضائع والمركبات؛
– اتفاقية التعاون في مجال الزراعة؛
– اتفاقية التعاون في مجال الحجر الصحي وحماية النباتات؛
– اتفاقية التعاون في القطاع البيطري؛
– مذكرة تفاهم في مجال التقييس والمقاييس وتقييم المطابقة؛
– مذكرات التفاهم بين الوزارات في الشؤون الدينية؛
– خطة إجراءات عملية لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الرسمية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
في إطار الزيارة الرسمية للملك الأردني، أقيم حفل لمنح رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف وسام النهضة الأردني.


وقد تم تقديم أعلى وسام لهذا البلد شخصياً لرئيس دولتنا من قبل الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال رئيسنا: “أقبل هذه الجائزة بكل سرور باعتبارها تقديراً جديراً بجهودنا المشتركة لتوسيع التعاون المتعدد الأوجه، فضلاً عن كونها تعبيراً عن الصداقة والاحترام لشعب أوزبكستان، الذي يضع أسس النهضة الثالثة في بلدنا”.
نتيجة للزيارة التاريخية التي قام بها ملك الأردن إلى أوزبكستان والمفاوضات المثمرة، ارتفعت العلاقات بين بلدينا إلى مستوى جديد من الشراكة.
واتفق الزعيمان على تطوير التعاون الشامل في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية والنقل والثقافية والإنسانية.
وأشار رئيس دولتنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بشكل خاص إلى مساهمته في التنمية السريعة للأردن وتنفيذ السياسة الخارجية المحبة للسلام للبلاد ونمو مكانتها ونفوذها في المجتمع الدولي.
وأكد رئيسنا أن هذه الجائزة الرفيعة ستأخذ مكانها اللائق كرمز للصداقة القوية بين شعبي أوزبكستان والأردن.
وفي ختام كلمته، جدد رئيس الدولة شكره للملك عبدالله الثاني ابن الحسين على هذه الجائزة، وتمنى للشعب الأردني السلام والهدوء والرخاء.
أقيم في ختام القمة الأوزبكية الأردنية حفل غرس مشترك للأشجار.

قام رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف والملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين بغرس شجرة بلوط في حديقة مركز المؤتمرات في سمرقند.
ورمز الحفل إلى بداية عهد جديد في العلاقات الأوزبكية الأردنية ورغبة القادة في تعزيز الصداقة بين شعبينا.
وبعد انتهاء الفعاليات، تم توديع الضيف الرفيع المستوى في مطار سمرقند الدولي من قبل رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف.

يمكن القول إن زيارة الدولة التي قام بها ملك الأردن لبلدنا، والتي كانت الأولى في تاريخ العلاقات الدبلوماسية الأوزبكية الأردنية بدعوة من رئيسنا، كانت ذات دلالة بالغة، إذ مثلت بداية مرحلة جديدة في التعاون الثنائي، وساهمت في الارتقاء به إلى مستوى الشراكة الشاملة. ونتيجةً ليومين من الحوار الصادق والودي والمفاوضات المثمرة بين زعيمي البلدين، تم تحديد مجالات التعاون ذات الأولوية والواعدة، والاتفاق على توسيعها.