بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

احْتفالنا بالمرأة العُمانية احْتفال بِكُل عُمان..

الكاتـب/ حـمـد النـاصـري

 

احْتفالنا بالمرأة العُمانية احْتفال بِكُل عُمان..

 

احتفلت السَلطنة يوم الأحد بمناسبة يوم المرأة العُمانية الذي يوافق ١٧ اكتوبر مِن كُل عام ، وهو يوم دأبَتْ على الاحْتفاء به مُنذ أنْ حدّدَه جلالة السُلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه عِرفاناً وامْتناناً لدور المرأة العُمانية على مرّ التاريخ في صِناعة امْجاد عمُان وفي خَلْق اجْيال صَنعت ذلك التاريخ المَجيد.

وتُعتبر سَلطنة عُمان مِن أوائل الدُول الخليجية التي مَنحت المرأة حقّ الترشّح والانْتِخاب، وهو ما ظهَر بوضوح خلال انْتخابات مَجلس الشُورى في السَلطنة مُنذ مُنتصف التَسْعينات، حيث تَشْهَد صَناديق الاقْتراع إقبالاً نسائياً كبيراً، جسّدته انْتخابات الشُورى خلال فتراته السابقة والقادمة بإذن الله، وقد تَقلّدت المرأة العُمانية مناصِب كبيرة ضِمْن مَسيرة الدولة العُمانية واضْطلعت بمسؤوليات مُهِمّة في كُل مجالات العمل بلا استثناء إضافة لأدوارها الأخرى.

إنّ احْتفالنا بيوم المرأة العُمانية لا يَقتصر على تاريخ مُعين فالمرأة هيَ المُجْتمَع وكُل يوم هو عِيْد للمرأة التي ربّتْ وصَبرت وكافحَت وأدّتْ أدْواراً عظِيمة في سَفر الدولة العُمانية الخالد مُنذ آلاف السِنين فكانَت الأُم والأُخْت والزوجة والابنة وادْوار مُجْتَمعية كثيرة لا مجال لإحصائها.

إنّ مُشاركة المرأة العُمانية في مَسِيرة البِناء الوطني اسْتمدّت وسَقت جُذورها مِن الإرث التاريخي والحضاري لِلْمُجتمع العُماني الذي شَهِد خلال فتراته التاريخية حُضوراً أساسياً للمرأة.

لقد ابْدعَت العُمانية في كُلّ مَحْفل ومَجال .. واصْبَحت انموذجاً تُحتذي به النساء العربيات وحتّى الاجْنبيات في العزيمة والاصْرار والقُدرة على التَطوير فلمْ تَكتفِ بأدْوار هامِشيّة أو ثانوية بلْ ارْتَقت بطموحها وإرادتها لِتَضْطلع بكلّ المهام في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والفنية بكفاءة عالية واقْتدار كبيرين.

ولعلّي اقْترب أكثر مِن هذا الجُهْد المُسْتَمر وما يُصاحِبَه مِن نشاطٍ دؤوبٍ بأهمية التوعية ، بأنْ تُكرّم المرأة نفسها ، عَن طريق الجمعيات النسائية المُنتشرة في عرض البلاد وطولها سَواء اكاَنت خاصة أم حكومية وأنْ تقوم الناشطات الاجتماعيات بإدارة مَحاور إسْهاماتهن في خِدْمَة بَعضهن وإيْضاح تجاربهنّ وبداياتِهنّ وما وصَلْنَ إليهِ حتى تاريخ هذه الاحتفائية السَنوية على مُسْتوى السَلطنة والعالم وإفضاء طُموحاتهن وإذْكاء روح التَحدي والتَحفيز للمرأة العُمانية العامِلَة وتَذليل المُعوقات والحواجز التي تُعِيق سِيرتهن العَمليّة.

وبرأيي يَجِب أنْ تأخُذ تلكَ الجمعيّات على عاتِقَها نَشْر ثقافة الحقوق والواجبات والالْتزامات القِيَميّة ومَبادي الحياة والعادات والأخْلاق العريقة وسِيْرة العُمانيات الفاضِلات اللّاتِي خَلّدَهُن التاريخ العُماني واللّواتِي كانَ لهُنّ بَصَمة في التاريخ العُماني المُشرّف ، نَسْتذكر بَعضهن ونُبْرِز مُساهماتِهنّ في رَفْد المجتمع بأسْباب الدَيْمومة والنُهوض بِدَورهنّ المُؤثّر في الحياة العُمانية بَلْ هو دورٌ أساسِيْ في التاريخ العُماني، وإسْهاماتهنّ خَلّدَت الكثيرات مِنْهُن  كذكرى لا تُنْسَى في الجوانب السياسية والعلميّة.. كـ الشعثاء بنت الإمام جابر بن زيد ، وهِنْد بنت المُهَلّب ابنَ أبي صُفرة ، والعالِمَة الضَريرة عائشة الرياميّة ، والسيّدة مُوزة بنت أحمد بن سعيد وشمْسَاء الخليلية.

وفي سَاِبق قراءاتي وكتاباتي عَن المرأة ، أوضَحْت أنّ المرأة ليستْ نِصْف المُجْتمع واسْتَشْهَدت بذلك المفهوم ، أنّ المرأة خُلِقَتْ لتكون شريكة للرّجُل يَتقاسَمان معاً، كُل أدْوار الحياة ويَتشاطران الأفْكار والآراء والجهود ويَتشاركان عَظمة الانْجاز ، ومِن يَقوم بتلكَ الأدْوار الفاعِلَة في المُجْتمَع بالمُشاركة مع الرجُل فهو كامِل وليسَ بِنِصْف .. وقد أكّد سَماحة المُفتي العام للسَلطنة الشيخ أحمد الخليلي أبقاه الله ، هذا التوجّه .. او التأكيد على هذا القَول : (إذا كان مما يتردد على الألسنة أن المرأة نصف المجتمع، فإني أقول وأؤكد بأن المرأة هي المجتمع كله ، فبقدر ما تكون عليه من عفّة وطهارة ونزاهة يرجى للمجتمع أن يسعد بجيل في المستقبل يتصف بهذا كله، فإن المرأة هي صانعة الأجيال) .. جاء هذا عَبر حساب سماحَته الرسمي على تويتر.

كُلّ التحيّة والتَقدير والاحْترام لكِ ايّتها العُمانية الصّابِرَة القويّة المُكافِحَة ، ولله درّك فقدْ أدّيْت أمانَة الله والوطَن ، وزَرعت في نُفوس ابْنائك حُبّ الوطَن والتَضحية .. فلكِ مِن الجميع كُلّ العِرفان والشُكر والاحترام والتقدير والمَحَبّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى