العالمسياسة

أوزبكستان والأمم المتحدة.. خطوات جريئة نحو التعاون وأهداف التنمية المستدامة

وكالة أنباء أوزبكستان/ أصـــداء

 

إن تعاون أوزبكستان مع الأمم المتحدة وهياكلها يكتسب أهمية خاصة بسبب طبيعته الطويلة الأمد والإستراتيجية والشاملة. وفي السنوات الأخيرة، تكثف هذا التعاون بشكل كبير، مع التركيز على القضايا الملحة للتنمية العالمية والإقليمية، كمثال على الدبلوماسية المتعددة الأطراف لجمهوريتنا.

وعلى وجه الخصوص، فإن مشاركة رئيس أوزبكستان في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمبادرات ذات الأهمية الإقليمية والعالمية التي يدعمها في إطار هذه الدورات تحظى بدعم كامل من المجتمع الدولي.

يُنفَّذ أكثر من 160 برنامجًا ومشروعًا بنجاح في أوزبكستان بالشراكة مع الأمم المتحدة. ومن المتوقع هذا العام توقيع برنامج تعاون جديد مدته خمس سنوات. 

منذ عام ٢٠١٧، اعتُمدت المقترحات والمبادرات التي طرحها الرئيس  شوكت ميرضيائيف في ١٣ قرارًا للجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن أبرز هذه القرارات، قرار “تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة آسيا الوسطى” (٢٠١٨)، وقرار “إعلان منطقة بحر الآرال منطقة للابتكارات والتقنيات البيئية” (٢٠٢١)، وقرار “تعزيز دور البرلمانات في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة” (٢٠٢٢)، وقرار “آسيا الوسطى في مواجهة التحديات البيئية: تعزيز التضامن الإقليمي من أجل التنمية المستدامة والازدهار” (٢٠٢٣)، وقرار “عقد الأمم المتحدة للتحريج وإعادة التحريج وفقًا لمبادئ الإدارة المستدامة للغابات” (٢٠٢٥). 

تغطي هذه الوثائق مجموعةً من القضايا المهمة، بدءًا من التعاون الإقليمي والاستدامة البيئية وصولًا إلى السياحة ومؤشر الرفاه والتنمية البشرية. ومن التطورات المهمة الأخرى إنشاء صندوق الأمم المتحدة الاستئماني متعدد الشركاء للأمن البشري في منطقة بحر الآرال، بمبادرة من أوزبكستان.

بفضل نهجها النشط والاستباقي، انتُخبت أوزبكستان في السنوات الأخيرة لعضوية هياكل مهمة في الأمم المتحدة – مجلس حقوق الإنسان، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ولجنة حقوق الإنسان، واللجنة الإحصائية، وغيرها. ومن الجدير بالذكر أن الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو من المقرر أن تُعقد في سمرقند في الفترة من 30 أكتوبر إلى 13 نوفمبر من هذا العام.

ألقى رئيس الدولة خطابه الأول كرئيس لأوزبكستان في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي 22 سبتمبر 2020، ألقى خطابه الأول باللغة الأوزبكية في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. في خطابه، عرض رئيس الدولة على المجتمع الدولي وجهات نظره بشأن القضايا الملحة ذات الأهمية الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى المجالات ذات الأولوية للتحديث السياسي والاجتماعي والاقتصادي لأوزبكستان.

كما أكد رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف في كلمته أمام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، على انسجام استراتيجية “أوزبكستان – 2030” مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن أوزبكستان تظهر معدلات نمو مستدامة على الرغم من التهديدات العالمية.

مبادرات جديدة

ألقى رئيس الدولة أمس كلمة في مناقشة السياسة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

على وجه الخصوص، تطرق الرئيس إلى عملية الإصلاحات التي لا رجعة فيها والتي تُنفَّذ في أوزبكستان بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وأقرّ باتباع سياسة بناء أوزبكستان جديدة ديمقراطية وقانونية واجتماعية وعلمانية.

وفي كلمته، أكد الرئيس أن أوزبكستان ملتزمة التزاما راسخا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن أوزبكستان حددت لنفسها هدفا يتمثل في أن تصبح دولة ذات “دخل متوسط ​​أعلى” بحلول عام 2030.

في الواقع، إن الإصلاحات المستمرة التي تم تنفيذها في أوزبكستان خلال السنوات الأخيرة في إطار استراتيجية “أوزبكستان – 2030” تؤتي ثمارها وتثبت أن أوزبكستان تحقق بسرعة أهداف التنمية المستدامة والأهداف الوطنية المعتمدة على أساسها.

تجدر الإشارة إلى أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة تركز على قضايا في عدد من المجالات الهامة، مثل التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبيئة وحماية البيئة، وتنمية رأس المال البشري.

بدورها، تولي استراتيجية “أوزبكستان – 2030” اهتمامًا خاصًا لهذه القضايا، وتُقدم آليةً جديدةً كليًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، استنادًا إلى الخصائص الوطنية. وفي إطارها، تُنفَّذ إصلاحاتٌ شاملةٌ لا رجعة فيها. 

تُحدد استراتيجية “أوزبكستان – 2030” تدابير لتنمية رأس المال البشري، وتحسين رفاهية السكان، والقضاء على الفقر، وضمان العدالة الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، تتضمن تدابير لتعزيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة، وبناء اقتصاد تنافسي، وتحفيز الابتكار، وتطوير “اقتصاد أخضر”، والاستخدام الفعال والعقلاني لمصادر الطاقة المتجددة.

تُحقق الإصلاحات المُنفَّذة في إطار الاستراتيجية نتائج ملموسة. فعلى سبيل المثال، تجاوز متوسط ​​معدلات النمو الاقتصادي 6% سنويًا، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الثماني الماضية، ليصل إلى 115 مليار دولار أمريكي، متجاوزًا 3000 دولار أمريكي للفرد.

علاوةً على ذلك، انخفض معدل الفقر في أوزبكستان من 35.9% عام 2015 إلى 6.6% هذا العام. كما تسارعت وتيرة التحول إلى “الاقتصاد الأخضر”: إذ وصلت حصة الطاقة “الخضراء” من إجمالي قدرة التوليد إلى 30%. وبحلول عام 2030، من المخطط زيادة حصة الطاقة “الخضراء” إلى 54% من خلال استثمار مباشر إضافي بقيمة 35 مليار دولار.

علاوةً على ذلك، تُولى في أوزبكستان اهتمامٌ خاصٌّ للحماية الاجتماعية وتنمية رأس المال البشري. وعلى وجه الخصوص، ارتفعت نسبة تغطية التعليم ما قبل المدرسي من 27% إلى 78%، ونسبة تغطية التعليم العالي من 9% إلى 42%، ومن المعروف أن أكثر من نصف طلاب الجامعات (52.4%) من النساء. وقد ارتفع عدد مؤسسات التعليم العالي من 77 إلى 202 مؤسسة في السنوات الأخيرة، وارتفع إجمالي عدد الطلاب من 250 ألفًا إلى 1.5 مليون طالب. 

إذا تم إنفاق 9.4 مليار سوم على الرعاية الصحية في عام 2018، فإن هذا الرقم سيزيد في عام 2024 بنحو 3.5 مرة ليصل إلى 33.4 مليار سوم.

ونتيجة لتحسن الظروف المعيشية ارتفع متوسط ​​العمر المتوقع من 73.8 سنة إلى 75.1 سنة هذا العام.

وبشكل عام، تكتسب استراتيجية “أوزبكستان – 2030” وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة أهمية كبيرة بسبب تماسكها وتركيزها على العامل البشري والتوجه الاجتماعي والتركيز على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتناغم البيئي والتعاون الدولي.

كما أن أكثر من 10 مقترحات ومبادرات قدمها فخامة الرئيس شوكت ميرضيائيف في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وعلى وجه الخصوص، تم طرح عدد من المقترحات، مثل عقد القمة العالمية للتعليم المهني في أوزبكستان من أجل إنشاء منصة دولية واحدة للمعلمين لتبادل الخبرات والمعرفة، وتحويل منتدى المرأة الآسيوية إلى منصة دائمة وعقده بانتظام، وإدخال آلية عالمية “تعزيز ربط النقل من أجل أهداف التنمية المستدامة” لضمان أمن ممرات العبور الدولية وإنشاء سلاسل لوجستية فعالة، مع الأخذ في الاعتبار أنه في عالم اليوم المليء بالتهديدات، فإن ضعف نظام النقل العالمي يؤثر سلبًا على استقرار البلدان النامية غير الساحلية.

وتطرق رئيس أوزبكستان أيضًا إلى مشاكل تغير المناخ المتزايدة الخطورة واقترح اعتماد ميثاق عالمي للشراكة الدولية الواسعة والسياسة المنسقة بشأن الهجرة المناخية.

ولفت رئيس أوزبكستان الانتباه أيضًا إلى أهمية تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج الجديدة في المنطقة مع هياكل الأمم المتحدة، بما في ذلك عقد منتدى دولي حول التنمية الاقتصادية لدول آسيا الوسطى تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي والأونكتاد، وإنشاء مركز إقليمي للتكنولوجيات “الخضراء” في الصناعة مع اليونيدو، وتبني برامج بشأن الاستخدام الرشيد للموارد المائية، وإنشاء مساحات “خضراء”، وتحقيق الاستقرار الديموغرافي في منطقتنا.

وبشكل عام، كانت مشاركة رئيس الدولة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة حدثا هاما، أظهر التزام أوزبكستان الجديدة بالإصلاحات الديمقراطية التي لا رجعة فيها وتحقيق أهداف وغايات استراتيجية “أوزبكستان – 2030” وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. 

إن تنفيذ المقترحات والمبادرات التي عبر عنها الرئيس من شأنه أن يساعد على تعزيز التنمية المستدامة والشاملة والاستقرار والتعاون الإقليمي والعالمي ليس فقط في أوزبكستان الجديدة، بل وأيضاً في منطقة آسيا الوسطى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى