
أصـــداء / علي البوسعيدي
نظمت محافظة الداخلية اليوم النسخة الرابعة من ملتقى «في ضيافة المحافظ» بولاية بدبد ، والذي يأتي لمناقشة الأولويات التنموية واستعراض المشاريع والمبادرات المجتمعية الرامية إلى دعم مستهدفات رؤية عُمان 2040، وتفعيل الشراكة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع في تنفيذ برامج التنمية وتحسين جودة الخدمات في الولاية.
وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية: إن المحافظة تواصل تنفيذ استراتيجياتها في تنظيم ملتقى «في ضيافة المحافظ» بهدف ترسيخ نهج الشراكة المجتمعية، والاستماع إلى آراء المواطنين ومقترحاتهم، والأخذ بمعطياتهم لتطوير ولايات المحافظة بما يتواكب مع أولويات التنمية الوطنية.
وأضاف سعادته أن ما دار خلال الملتقى من نقاشات وطرح بنّاء من أبناء الولاية كان مثريًا ومبشّرًا، ويبعث على التفاؤل، حيث شهد الملتقى تفاعلًا واسعًا ومقترحات عملية لمشروعات تنموية جديدة، مشيرًا إلى أن هذه المقترحات ستُدرج ضمن أولويات المرحلة القادمة، خاصة مع اقتراب بدء تنفيذ الخطة الخمسية الحادية عشرة، بما يضمن الاستفادة من الأفكار والمبادرات المطروحة.
وأشار سعادته إلى أن النهج الذي تتبعه المحافظة من خلال تنظيم الملتقيات الدورية أثمر عن اعتماد عدد من المشاريع المهمة خلال الفترة الماضية، منها مشاريع قيد التنفيذ على أرض الواقع، مؤكدًا أن النقاشات التي شهدها الملتقى شملت موضوعات متنوعة تتعلق بالبنية الأساسية والتنمية الحضرية وتوفير فرص العمل ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأعرب سعادته عن شكره وتقديره لجميع المشاركين في الملتقى من ممثلي الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأبناء الولاية الذين أسهموا بآرائهم ومقترحاتهم، مؤكدًا أن هذا التكامل في الرؤى يجسد روح الشراكة الحقيقية التي تقوم عليها التنمية المستدامة في المحافظة.
ومن جانبه قال سعادة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي والي ولاية بدبد: إن تنظيم الملتقى في الولاية يعكس الحرص الذي توليه الحكومة لتعزيز مبدأ اللامركزية وتمكين المجتمعات المحلية من المشاركة في تحديد أولوياتها ومتابعة تنفيذ مشروعاتها التنموية، مضيفا أن ما تشهده بدبد من تطور في مشاريع الطرق والخدمات والمبادرات المجتمعية يجسّد ثمرة التعاون البنّاء بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي والقطاع الخاص.
وأضاف سعادته: أن الولاية تمتلك مقومات طبيعية واقتصادية وسياحية واعدة، ويجري العمل على استثمارها بطريقة مستدامة تتواءم مع الهوية العُمانية الأصيلة، مشيدا بالدور الكبير الذي يقوم به أبناء الولاية في دعم جهود التنمية والمشاركة الفاعلة في المبادرات التطوعية والمجتمعية.
تضمّن الملتقى عرضًا تفصيليًا لعددٍ من المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في ولاية بدبد، من بينها تنفيذ 23 كيلومترًا من الطرق الداخلية حاليا، واستكمال تنفيذ /18 /كيلومترًا، ليصل إجمالي أطوال الطرق إلى /41/ كيلومترًا بتكلفة اجمالية تقارب /4/ ملايين ريال عُماني تغطي عددًا من المخططات السكنية والصناعية والخدمية، من أبرزها مخطط حي الشروق، ومخطط السيح الأحمر،سعال ،حي الشروق ، الفرفارة ، حميم ، السيح الشرقي، مخطط المريرات والمنطقة الصناعية ببدبد مخطط ثميد. كما تم إسناد مشروع صيانة الطرق المتضررة بولاية بدبد والمشروع حاليًا في مرحلة توقيع العقد تمهيدًا لبدء التنفيذ، وتشمل أبرز المواقع المستهدفة: طرق سعال ، التصاوير، غرابة مجرى وادي منصح ، غلة اولاد وادي ، ثميد والبطحاء.
كما استعرضت بلدية الداخلية مشروعات التطوير الحضري التي شملت الخدمات الاستشارية لتصميم وتطوير مدخل ولاية بدبد والتشجير والتجميل بنسبة إنجاز بلغت 95 بالمائة، والخدمات الاستشارية لتطوير المنطقة التجارية بفنجاء بنسبة إنجاز 100 بالمائة، إضافة إلى الانتهاء من إعداد المخططات النهائية لمنتزه السيح الأحمر على مساحة خمسة آلاف متر مربع.
وفي مجال الإنارة العامة، تم تنفيذ مشاريع في مناطق سعَال والفرفارة خلال عامي 2022 و2023، فيما سيُنفّذ مشروع إنارة طريق الرحبة خلال عام 2025 بالشراكة مع المجتمع المحلي والقطاع الخاص، بما يُسهم في تعزيز السلامة المرورية وتحسين المشهد الحضري في الولاية.
كما استعرض الملتقى عددًا من المبادرات والمشروعات المجتمعية المقترحة التي تعبّر عن روح الشراكة والتكامل بين أبناء الولاية والجهات الحكومية، من أبرزها مشروع سوق الحرفيين بفنجاء، ومشروع “ميدان بدبد والسوق الليلي”، ومشروع السوق المركزي والمقبرة البديلة، إلى جانب مشروع مركز بدبد الثقافي للابتكار والتكنولوجيا الذي يهدف إلى دعم الشباب ورواد الأعمال وتعزيز الثقافة الرقمية والابتكار.
وفي إطار الاهتمام بالموروث الثقافي، ناقش الملتقى مشروع صون حارة الحَجرة التاريخية في فنجاء، الذي يستهدف ترميم المباني القديمة والمحافظة على طابعها المعماري، مع إدراج الحارة ضمن المسار السياحي للولاية وتشجيع الاستثمار المجتمعي في مجالات السياحة التراثية.
ويأتي الملتقى ضمن جهود المحافظة لتعزيز الحوار المجتمعي وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات في رسم خارطة التنمية المحلية، بما يترجم تطلعات رؤية «عُمان 2040» نحو اللامركزية وتمكين المحافظات من إدارة أولوياتها التنموية.