
أصـــداء /العُمانية
تواصل محافظة جنوب الشّرقية مسيرتها التّنموية بخُطى متوازنة وتؤكّد على استدامة العطاء، في تجسيدٍ حيّ لمُستهدفات رؤية “عُمان 2040” الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة ومُتكاملة بين ولايات المُحافظة الخمس.
كما تعمل محافظة جنوب الشرقيّة، بالتعاون مع الجهات الوطنية ذات العلاقة، على استقطاب استثمارات نوعية في قطاعات السياحة والثروة السمكية والصناعة والزراعة، إلى جانب تخصيص مواقع استثماريّة جديدة في مختلف الولايات، بما يعزّز الجاذبيّة الاقتصادية ويُسهم في تمكين المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة وتوفير فرص العمل.

وأكّد سعادةُ الدّكتور يحيى بن بدر المعولي، محافظ جنوب الشرقية على أنّ المُحافظة تشهد حراكًا تنمويًّا واسعًا يتجلّى في تنفيذ مشروعات استراتيجيّة كُبرى تمسّ مختلف القطاعات الاقتصاديّة والسّياحيّة والصّناعيّة والرّقميّة، بما يعزّز مكانتها التنافسيّة ويُسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة البنية الأساسيّة.
وقال سعادته في حديث لوكالة الأنباء العُمانية إن إجمالي تكلفة المشروعات مع مشروعات البلدية تصل إلى نحو 217 مليون ريال عُماني يتمثل أبرزها في ازدواجية طريق السُّلطان تركي بن سعيد (المرحلة الثانية – الجزء الثاني) المُمتد من ولاية الكامل والوافي إلى ولاية صور ومستشفى الفلاح بقطاع جعلان، وتطوير منطقة خور البطح، ومتحف التّاريخ البحري، ومركز الشّباب، ومركز المؤتمرات والمعارض وتطوير محمية السّليل بولاية الكامل والوافي، وميدان الفروسية، وواجهة الأشخرة البحريّة، ومصنع شركة الغيث للصّناعات الكيميائيّة بمدينة صور الصّناعية التابعة للمؤسّسة العامة للمناطق الصناعية (مدائن)، وإنشاء قاطرة جديدة للغاز الطبيعي المُسال بالمجمع الصّناعي، ومركز الزوار في قلهات.

كما وقّعت المُحافظة خلال العام على عدد من الاتفاقيات التنمويّة المُهمّة، أبرزها اتفاقيّة تمويل مشروع بناء الدّفعة الأولى من منازل الأسر ذات الدّخل المحدود بولاية مصيرة، واتفاقيّة تعاون مع الشركة العُمانية الهندية للأسمدة (أوميفكو) لدعم صندوق الإغاثة، واتفاقيّة دعم الأندية الرّياضيّة بمُحافظة جنوب الشرقية، واتفاقية تنفيذ مسار قهوان، وعلى عددٍ من مذكّرات التّفاهم والاتّفاقيات التّقنية التي تدعم التّكامل المؤسّسي وتطوير البنية الرّقمية بالمُحافظة.
ووضّح سعادةُ الدّكتور يحيى بن بدر المعولي، مُحافظ جنوب الشّرقية، أن عام 2025 شهد تنفيذ حزمة واسعة من المشروعات البلديّة والخدميّة التي شكّلت نقلة نوعيّة في تحسين البنية الأساسيّة، وتطوير شبكات الطّرق، والإنارة، والمرافق العامّة، إلى جانب تنفيذ مشروعات تجميليّة وسياحيّة تُسهم في رفع كفاءة المشهد الحضري في مختلف الولايات.

وأضاف سعادتُه أن المحافظة أنجزت خلال هذا العام 176 كيلومترًا من الطرق الدّاخلية، وصيانة الطّرق المتضرّرة من منخفض المونسون ضمن خطّة مُتكاملة لإعادة تأهيل البنية الأساسيّة وتعزيز جاهزيّة الطّرق أمام الظروف المناخيّة، والبدء في المرحلة الثّانية من تخطيط الطّرق الدّاخلية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.
وأشار سعادتُه إلى أن هذه الجهود انعكست بصورة واضحة على مؤشرات النّظافة العامّة والمشهد الجمالي من خلال تطوير المسطّحات الخضراء والمرافق العامّة وتوسيع شبكة الحدائق والمتنزّهات، حيث تم تسليم حديقة النهضة بولاية مصيرة وحديقة بلدية جعلان بني بوحسن، ويجري العمل على حديقة فلج المشايخ المتوقّع تسليمها نهاية العام، وتنفيذ الحديقة العامة بولاية صور بنسبة إنجاز بلغت 70 بالمائة، والمرفق السياحي بمنطقة سيق بولاية الكامل والوافي الذي سيُستلم بنهاية العام، ومشروع تطوير منطقة الحيرة بالكامل والوافي بنسبة إنجاز بلغت 45 بالمائة، والممشى الرياضي بولاية جعلان بني بوحسن بنسبة 20 بالمائة، ومركز الشامخية متعدّد الأغراض بولاية مصيرة بنسبة 10 بالمائة.

وبيّن سعادتُه أنّ مشروعات الواجهات البحريّة والمسارات السياحيّة شكّلت أحد أبرز روافد تجميل المدن وتحسين المشهد الحضري، حيث يجري تنفيذ مسار البر، وتصميم مسار رصاغ بولاية صور، والتوقيع على اتفاقية مسار قهوان بولاية جعلان بني بوحسن، والإعداد للتوقيع على اتفاقية مسار بو علي، فيما دخلت واجهة رأس الحدّ مرحلة التّصميم.
ووضّح سعادتُه أن عام 2025 شهد تنفيذ مشروع واجهة شاطئ العيجة بولاية صور باعتباره مشروعًا استثماريًّا متكاملًا لتطوير الواجهة البحريّة وتنشيط الحركة الاقتصاديّة والسياحيّة، وتوفير مرافق خدميّة وترفيهيّة تعزّز جودة الحياة، ووضع حجر الأساس لمشروع واجهة الأشخرة البحريّة بولاية جعلان بني بوعلي الذي يعدّ أبرز المشروعات السياحيّة الجاري تنفيذُها في المحافظة.
كما تم تنفيذ 32 مظلّة شاطئيّة لخدمة الزوّار، وتسليم الطّريق الدّاخلي بمخطّط سلمية، ورصف الطريق التجاري بنيابة طيوي، وتنفيذ مشروع تبليط الطّرق بين المنازل بمنطقة رأس حلف بولاية مصيرة بنسبة إنجاز بلغت 55 بالمائة، وتنفيذ مشروع المرحلة الثانية من واجهة أصيلة، وبدء العمل في تأهيل كفاءة الطّرق بالمنطقة الصّناعيّة بولاية جعلان بني بوعلي بنسبة 5 بالمائة.
وتم تنفيذ مركزي معلومات سياحية في ولايتي صور والكامل والوافي ليشكلا منصّتين خدميّتين متكاملتين توفران المعلومات والخدمات التفاعليةللزوّار والمستثمرين،وتدعمان التجربة السياحية في الواجهات البحريّة والمواقع السياحيّة.

وأكّد سعادتُه على أن هذه المشروعات مجتمعة أسهمت في تحسين مؤشرات النّظافة العامّة وتعزيز المشهد الجمالي من خلال تطوير البنية الأساسية، وتوسيع الحدائق العامّة، وتحسين إدارة المخلّفات، وإنشاء المرافق الحديثة، مما وفر بيئة حضرية أكثر نظافةً وتنظيمًا واستدامةً.
وفي الجانب الاستثماري، وضّح سعادتُه أن المحافظة وقّعت خلال هذا العام على 25 عقدًا استثماريًّا جديدًا في مختلف ولاياتها، تشمل مشروعات خدميّة وتجاريّة وسياحيّة تهدف إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاصّ وتوسيع نطاق الاستثمارات المحليّة، بما يسهم في استدامة التّنمية البلديّة وتحسين المشهد الحضري وتوفير فرص تشغيل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي.
وبيّن سعادتُه أن إجمالي تكلفة المشروعات البلديّة المُنفذة في المحافظة بلغ 34 مليونًا و560.9 ألف ريال عُماني ما يعكس حجم الجهود والاستثمارات الحكوميّة الموجّهة لتطوير البنية الأساسيّة ورفع جودة الحياة في ولايات المُحافظة جميعها.
وأكّد سعادةُ الدّكتور يحيى بن بدر المعولي، محافظُ جنوب الشّرقية، على أنّ القطاع الصحي يشهد نقلة نوعيّة شاملة في مستوى الخدمات والبنية الأساسيّة بفضل المشروعات التطويريّة والتوسّعيّة التي نفذتها الحكومة خلال السنوات الأخيرة، وأسهمت في تعزيز جودة الرّعاية الصحيّة المُقدّمة للمُواطنين والمُقيمين، بما يواكب توجّهات رؤية “عُمان 2040” لبناء منظومة صحيّة مُتكاملة ومُستدامة.
ووضّح سعادتُه أن الفترة الماضية شهدت تنفيذ أعمال توسعة وتأهيل لعدد من المراكز الصحيّة في مختلف ولايات المحافظة، تضمّنت تطوير عيادات النّساء والأطفال والباطنيّة، وإضافة عيادات للأسنان وخدمات للطّوارئ والمُختبرات، وتزويد المراكز الصحيّة بأجهزة طبيّة وتشخيصيّة حديثة أسهمت في رفع كفاءة الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدّمة للمُراجعين.
وأضاف سعادتُه أن مشروعات التّطوير شملت مستشفيات صور وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن ومصيرة، حيث تم في مستشفى صور تنفيذ عدد من المشروعات التّطويريّة، أبرزها إنشاء وتشغيل مختبر القسطرة القلبية، ووحدة التصوير بالرّنين المغناطيسي ووحدة السّكتة الدّماغية، وافتتاح جناح العزل الطبي الحديث، ما عزّز قدرات المستشفى في الرّعاية التخصّصية ورفع جاهزيّته التّشغيليّة.
كما تم تنفيذ توسيعات وتجهيزات حديثة في مستشفى جعلان بني بوعلي شملت تطوير وحدات العناية المُركّزة، واستحداث جناح جديد للتّنويم بسعة 42 سريرًا موزّعة على أقسام العناية المُركّزة والقلبيّة والتّنويم العام، مما رفع الطّاقة الاستيعابيّة للمستشفى وأهّله للتّعامل بكفاءة مع الحالات الطّارئة والمتقدّمة.
وبيّن سعادتُه أن العمل جارٍ على تنفيذ مشروع مُستشفى الفلاح الذي يُعدّ أبرز المشروعات الصحيّة الاستراتيجيّة في المُحافظة، بتكلفة بلغت أكثر من 51 مليون ريال عُماني وبسعة تقديريّة تصل إلى 170 سريرًا و38 عيادة خارجيّة، تشمل أقسام الطوارئ والباطنيّة والجراحة والنّساء والولادة والأطفال ووحدات العناية المُركّزة وغرف العمليات والمختبرات والأشعّة والصيدلة، ليشكل صرحًا صحيًّا متكاملًا يعزز قدرات الرعاية التخصّصية ويحدّ من الحاجة إلى التحويل إلى المستشفيات المرجعيّة خارج المُحافظة.
وقال سعادتُه إن العمل جارٍ على إنشاء المركز الصحّي الجديد في ولاية جعلان بني بوعلي ضمن منظومة التوسّع في الخدمات الصحيّة الحديثة، فيما أسهمت توسعة مركز الكامل الصحّي ومجمع جعلان الصحّي وإنشاء مخزن الأدوية في مجمع جعلان في تخفيف الضغط على المُستشفيات المرجعية وتمكين المراكز من التّعامل مع الحالات البسيطة والمتوسّطة.
وأكّد سعادتُه على أن تزويد المراكز الصحيّة بالأجهزة الحديثة ورفع جاهزيّة وحدات المُختبرات والتشخيص أسهما في تعزيز دقّة الفحوص وسرعة تقديم الخدمات، وتطوير مرافق الطوارئ وزيادة الكوادر الطبية، ما أحدث تحسّنًا نوعيًّا في كفاءة النّظام الصّحّي بالمحافظة.

وقال سعادتُه إن هذه الجهود تعكس حرص الحكومة على تطوير خدمات صحيّة شاملة ومتطوّرة تُسهم في تحسين جودة الحياة، وتمكين أفراد المجتمع من الحصول على خدمات طبيّة آمنة ومتكاملة ضمن بيئة صحيّة مُستدامة تحقّق رفاه المُواطن والمُقيم في جميع ولايات مُحافظة جنوب الشرقيّة.
ووضّح سعادتُه أنّ القطاع التّعليميَّ في محافظة جنوب الشرقية يشهد تطورًا متسارعًا ونموًّا متوازنًا يعكس ما تُوليه الحكومة من اهتمام كبير بتطوير المنظومة التربويّة وتحديث بيئتها التعليميّة، انسجامًا مع مُستهدفات رؤية “عُمان 2040” الهادفة إلى تعزيز جودة التّعليم وتنمية رأس المال البشري بوصفه الرّكيزة الأساسيّة لتحقيق التّنمية المُستدامة.
وأشار سعادتُه إلى أن المديريّة العامّة للتّربية والتّعليم بالمُحافظة تواصل تنفيذ مشروعات تربويّة نوعيّة تستجيب لمتطلّبات التوسّع التّعليمي وتحسين جودة المُخرجات من خلال تهيئة بيئة تعليميّة حديثة ومُتكاملة تدعم العمليّة التعليميّة وتواكب التحوّلات التّنمويّة في المحافظة، مشيرًا إلى أن عدد المدارس في المحافظة بلغ 106 مدارس موزّعة على ولاياتها الخمس، وتضمّ نحو 69714 طالبًا وطالبة، يشرف على تعليمهم كادرٌ إداريٌّ وتعليميٌّ وفنيٌّ متكاملٌ يضمن كفاءة العمليّة التّعليميّة واستدامتها.
ووضح سعادتُه أنّ العام الدراسيّ الحاليّ يشهد تنفيذ أربعة مشروعات تطويرية لإنشاء مدارس جديدة في عدد من الولايات، واستكمال الإضافات الإنشائية في سبع مدارس أخرى لتعزيز القدرة الاستيعابيّة للمؤسّسات التعليميّة وخفض الكثافة الصفيّة وتحسين بيئة التّعليم والتّعلم. كما تم تنفيذ أعمال صيانة شاملة في عشرين مدرسة لتطوير المرافق التعليميّة ورفع جاهزيّتها التشغيليّة.
وأشار سعادتُه إلى أنّ الجهود شملت كذلك تعزيز خدمات النّقل المدرسي بما يواكب احتياجات التوسّع الجغرافي للمدارس، حيث تم اعتماد عقود جديدة وتشغيل وسائل نقل حديثة، وطرح مناقصة لاستئجار 85 حافلة مدرسيّة جديدة مزوّدة بأنظمة متقدّمة للسّلامة والأمان، بما يضمن راحة الطّلبة وسلامتهم أثناء التّنقل اليومي من وإلى المدارس.
وأضاف سعادتُه أنّ هذه المشروعات التعليميّة المُتكاملة تمثّل ركيزة أساسيّة في دعم التّنمية البشريّة بالمُحافظة، وتترجم التوجّه الوطنيّ نحو بناء بيئة تعليميّة محفّزة على الإبداع والابتكار، وتنمية مهارات الطلبة في مختلف المراحل الدراسية بما يواكب متطلبات الاقتصاد المعرفي وسوق العمل المستقبلي، ويسهم في إعداد جيل قادر على مواكبة التحوّلات التقنية والمعرفيّة في شتى المجالات.
وأكّد سعادتُه على أن تنفيذ هذه المشروعات يُسهم في رفع مؤشرات الكفاءة التعليميّة وتحسين جودة المخرجات، ويتيح فرصًا أكبر لتطوير الكوادر التربويّة، وتعزيز التحوّل الرّقمي في التّعليم من خلال توظيف التّقنيات الحديثة والمنصّات التعليميّة الذكيّة في العمليّة التربويّة، بما يواكب توجّهات وزارة التّربية والتّعليم نحو التحوّل إلى التّعليم الذكيّ.
وفيما يتعلق بقطاع الإسكان وضّح سعادتُه أن القطاع يشهد تنفيذ عدد من المشروعات النوعيّة التي تعزّز الاستقرار الاجتماعي وترسّخ التنمية العمرانية المتوازنة في مختلف الولايات، تجسيدًا لاهتمام الحكومة بتوفير السّكن الملائم للمواطنين وتحقيق العدالة في توزيع المشروعات التّنموية.
وأكّد سعادةُ الدّكتور محافظُ جنوب الشّرقية على أنّ المُحافظة تواصل تنفيذ توجيهات الحكومة الهادفة إلى تأمين احتياجات المُواطنين السّكنية ضمن بيئات عمرانيّة مُتكاملة تراعي الجودة والاستدامة، مشيرًا إلى أنه تم خلال العام الجاري تسليم 206 وحدات سكنيّة موزّعة على ولايات المُحافظة الخمس، شملت 103 وحدات في ولاية جعلان بني بوعلي، و52 وحدة في ولاية صور، و28 وحدة في ولاية جعلان بني بوحسن، و12 وحدة في ولاية مصيرة، و11 وحدة في الكامل والوافي ضمن المشروعات الحكوميّة للإسكان التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار الأسري وتحسين المستوى المعيشي للمُواطنين.
وأضاف سعادتُه أنّ المُحافظة وقّعت بالشراكة مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني ومؤسّسة اليسر الخيريّة على اتفاقية تمويل مشروع بناء الدفعة الأولى من منازل الأسر ذات الدخل المحدود في ولاية مصيرة، بقيمة تمويلية بلغت نحو 1.5 مليون ريال عُماني ضمن الجهود المشتركة لدعم الفئات المستحقة وتمكينها من امتلاك مساكن توفر متطلّبات العيش الكريم وتحقّق الاستقرار الأسريّ، بما يعكس روح التّكافل المُجتمعي والشّراكة بين القطاعين الحكومي والأهلي.
وأشار سعادتُه إلى أنّ قطاع التنمية الاجتماعية في مُحافظة جنوب الشرقية يواصل دوره المحوري في تعزيز الاستقرار الأسريّ وتحسين جودة الحياة من خلال تنفيذ برامج ومبادرات تنمويّة متكاملة تعكس اهتمام الحكومة ببناء مجتمع مُزدهر ومُتلاحم، وتنسجم مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040” الهادفة إلى تحقيق التنمية الشاملة والرفاه الاجتماعي.

ووضّح سعادتُه أن المديرية أطلقت مبادرة “بيتنا الآمن” الهادفة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية السلامة الأسرية وتوفير بيئة منزليّة آمنة، وقامت بتنظيم ملتقى “الأسر البديلة تكافل ورحمة” الذي ركّز على تطوير منظومة الرعاية الأسرية ومناقشة سبل تحسين الخدمات المقدّمة لكبار السّن والأسر البديلة، بما يعزّز جودة الخدمات الاجتماعيّة ويواكب احتياجات المجتمع.
وأضاف سعادتُه أن برامج التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة حظيت باهتمام متزايد، إذ نفذت المديرية عددًا من البرامج التدريبية المتخصّصة لتنمية مهارات إدارة المشروعات الصغيرة وتسويق المنتجات المحلية، بما يعزز فرص الاستدامة الاقتصادية ويمكّن الأسر من تحقيق الاكتفاء الذاتي، ويسهم في تنويع مصادر الدخل وتحفيز روح المبادرة المجتمعية.
كما شهد العام الحالي تنفيذ معرض “الحضانات خطواتي الأولى” الذي مثّل منصّة نوعيّة لتبادل الخبرات التربويّة وتطوير بيئة الطفولة المبكرة من خلال إبراز التجارب الناجحة وتدريب الكوادر العاملة في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال وتعزيز بيئات التعلم الآمنة والمحفزة.
وفي إطار التّكامل بين الجهات الحكومية، أشار سعادتُه إلى أن الفريق اللامركزي المشترك بين مديرية التنمية الاجتماعية وتعليمية جنوب الشرقية أسهم في رفع كفاءة البرامج التنموية المنفّذة على مستوى الولايات، كما أتاح لقاء تبادل الخبرات في مجال التّربية الخاصّة مساحة مهنيّة لمناقشة التّحدّيات واستعراض التجارب النّاجحة، بما يعزّز جودة الخدمات المقدّمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وبيّن سعادتُه أن برامج التوعية بحماية الطفل من الإساءة شكلت محورًا رئيسًا في منظومة العمل الاجتماعي من خلال تنفيذ سلسلة من الفعاليّات والمُحاضرات التوعويّة حول حقوق الطفل وسبل حمايته من مختلف أشكال الإساءة، تعزيزًا لثقافة الحماية والوقاية وترسيخًا لمبادئ الأمن الاجتماعي داخل الأسرة والمجتمع.
وأكّد سعادةُ الدّكتور مُحافظ جنوب الشرقية على أن مشروعات تطوير شبكة الطرق والاتصالات في المحافظة تمثل ركيزة أساسية لدعم التنمية الشاملة، وتمتد كأحد المحاور الحيوية في بناء منظومة متكاملة للنقل والخدمات الرقمية الحديثة، بما يواكب مُستهدفات رؤية “عُمان 2040” في تعزيز البنية الأساسية ورفع كفاءة الأداء الحكومي والخدمات المقدّمة للمُواطنين والمُقيمين.
ووضح سعادتُه أن دائرة الطرق بالمحافظة تواصل تنفيذ عدد من المشروعات الحيويّة في مختلف الولايات أبرزها الأعمال المتبقية بمشروع طريق الكامل والوافي – صور ضمن استكمال طريق السلطان تركي بن سعيد (المرحلة الثانية – الجزء الثاني) الذي بلغت نسبة إنجازه حتى نهاية سبتمبر الماضي 74.14بالمائة، إلى جانب مشروع تصميم وتنفيذ طريق وادي بني جابر المفرد (الجزء الثاني) الذي وصلت نسبة إنجازه إلى 45 بالمائة بطول 6 كيلومترات من نهاية الطريق الأسفلتي الحالي حتى ما بعد المركز الصحي ومدرسة وادي بني جابر.
وأشار سعادتُه إلى أن العمل جارٍ في مشروع ازدواجية الطريق الممتد من دوار الغاز إلى دوار بلاد صور بطول 14.9 كيلومتر، حيث بلغت نسبة الإنجاز فيه 34 بالمائة، إضافة إلى طرح مناقصات جديدة تشمل إعادة تأهيل الطريق المؤدي إلى مشروع ديار رأس الحد، وتنفيذ ازدواجية طريق الكامل والوافي – جعلان بني بو حسن – جعلان بني بو علي، بما يسهم في تعزيز الربط بين ولايات المحافظة وتسهيل الحركة المرورية ودعم النشاط الاقتصادي والسياحي.
وبيّن سعادتُه أن الدائرة حقّقت تقدمًا في مشروعات الصيانة وإعادة التأهيل، حيث بلغت نسبة الإنجاز في صيانة الطرق الترابية 71 بالمائة على امتداد أكثر من 1,653 كيلومترًا، فيما وصلت نسبة الإنجاز في صيانة الطرق الاسفلتية إلى 51 بالمائة بطول 1,109 كيلومترات، شملت أعمال الإصلاح والتحسين في المواقع الحيوية المتضررة جراء منخفض المطير، مما يعزز سلامة الطرق واستدامتها.
وفي جانب الاتصالات وتقنية المعلومات، وضّح سعادةُ الدّكتور مُحافظ جنوب الشّرقية أن التطور المتسارع في البنية الأساسية للاتصالات بالمحافظة، بإشراف هيئة تنظيم الاتصالات وبالتعاون مع مزودي الخدمة الوطنيين، شكّل قاعدة رئيسة لانطلاق منظومة التحول الرقمي، وممكّنًا أساسيًا لتطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية ورفع جاهزية المؤسسات المحلية، بما يعزز كفاءة الأداء المؤسّسي وجودة الخدمات المُقدمة للمُواطنين والمُقيمين.
وبيّن سعادتُه أن إجمالي محطات الاتصالات العاملة في ولايات المحافظة بلغ 531 محطة، وأن نسبة تغطية شبكات الجيل الخامس (5G) للوحدات السكنية وصلت إلى 90 بالمائة، فيما بلغت نسبة تغطية الألياف البصرية 57 بالمائة.
وأضاف سعادتُه أن المحافظة حقّقت نتيجة متقدّمة في مؤشر الأمن السيبراني الوطني بنسبة 85.87 بالمائة، وهو ما يعكس الجاهزية التقنية وكفاءة أنظمة الحماية واستمرار الخدمة، مؤكّدا على أن هذا التقدم يعزز موقع محافظة جنوب الشرقية باعتباره محورًا رائدًا في التحوّل الرّقمي والخدمات الذكيّة على مستوى المحافظات.
ووضح سعادةُ الدّكتور مُحافظ جنوب الشّرقية أن جهود التّنمية تمتد لتشمل القطاعات الشبابيّة والثقافيّة والرياضيّة، عبر تنفيذ حزمة من المشروعات النوعيّة والمبادرات التمكينيّة التي تجسد الاهتمام الحكومي المتواصل بتمكين الشّباب وصقل مهاراتهم في مجالات الإبداع والابتكار، وتعزيز دورهم باعتبارهم شركاء فاعلين في مسيرة التنمية الوطنية المستدامة، انسجامًا مع مُستهدفات رؤية “عُمان 2040” في بناء إنسان مبدع ومجتمع معرفي مُزدهر.
وبيّن سعادتُه أن من أبرز هذه المشروعات إنشاء فرع مركز الشباب الثقافي بولاية صور، الذي يجري تنفيذه ضمن مركز صور الثقافي الشبابي ليكون صرحًا حضاريًّا متكاملًا يجمع بين الثقافة والمعرفة والترفيه، ويضم مكتبة رقمية ومختبرات معرفية ومساحات متعددة للأنشطة الشبابيّة والفنيّة، إضافة إلى مشروع استثماري مُتكامل يتمثّل في مركز المؤتمرات والمعارض الذي يدعم استدامة المركز التشغيليّة والماليّة، ويعزز دوره باعتباره محورًا رئيسًا للحراك الثقافي والاقتصادي بالمحافظة.
وفي إطار تمكين الشباب وتأهيلهم للمستقبل، وضّح سعادتُه أنّ وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات نفذت بالتعاون مع مُحافظة جنوب الشرقية النسخة الثانية من معسكرات “مكين” الوطنيّة لتأهيل الكفاءات الرقميّة، التي استضافها مركز الشباب بولاية صور بمشاركة أكاديميّة البرمجة، واستهدفت تدريب 40 شابًا وشابة من الباحثين عن عمل والمتخصّصين في مجالات علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.
كما أشار سعادتُه إلى أنّ المُحافظة تُولي اهتمامًا بتطوير البنية الأساسيّة الرياضيّة وتعزيز الأنشطة التراثية والبدنية، حيث تم تنفيذ مشروع ميدان الفروسية بولاية صور بدعم من الشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو) في إطار الحفاظ على الرياضات العُمانية الأصيلة وتشجيع المشاركة المجتمعيّة في الفعاليّات الرياضيّة، التي تجمع بين الأصالة والتحديث وتعكس هُويّة المُجتمع العُماني.
وأكّد سعادتُه على أن هذه المشروعات والمبادرات تمثل نموذجًا متكاملًا للتمكين الشبابي والثّقافي، وتعكس حرص الحكومة على الاستثمار في طاقات الشّباب وتنمية قُدراتهم، باعتبارهم قوّة دافعة للتّنمية الشّاملة وركيزة أساسيّة في بناء المُستقبل، مشيرًا إلى أن محافظة جنوب الشرقية ماضية في ترسيخ بيئة داعمة للإبداع والمشاركة المجتمعية، تجعل منها مركزا حيويًّا للابتكار والتجديد على مستوى المحافظات.
وفيما يتعلق بقطاع الزراعة والثروة السمكية وضّح سعادتُه أن القطاع برز كأحد أهم القطاعات الإنتاجية التي تستند إليها مُحافظة جنوب الشرقية في تحقيق الاستدامة الاقتصاديّة ودعم الاقتصاد الأزرق، مستفيدة من موقعها البحري الاستراتيجي الممتدّ على سواحل غنية بالثروات المائيّة، وبيئاتها الزراعيّة الخصبة التي تمثل ركيزة أساسيّة في منظومة الأمن الغذائي الوطني.
ووضّح سعادةُ الدّكتور مُحافظ جنوب الشرقية أنّ المحافظة واصلت خلال العامين الأخيرين تحقيق مؤشرات أداء إيجابية في هذين القطاعين الحيويين، حيث جاءت في المرتبة الثانية على مستوى سلطنة عُمان في إنتاج الصيد الحرفي بإجمالي إنتاج بلغ أكثر من 214 ألف طن وبنسبة نمو بلغت 4 بالمائة مقارنة بالعام السابق، مما يعكس قوة أداء القطاع السّمكي ودوره الحيويّ في تعزيز الاقتصاد الأزرق وتنويع مصادر الدّخل الوطني.
وبيّن سعادته أن قطاع الثروة الزراعيّة شهد كذلك نموًّا متسارعًا وتطوّرًا نوعيًّا في حجم الإنتاج، إذ بلغ إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية أكثر من 211 طنًّا شملت الخضروات والفواكه والمحاصيل الحقلية والعلفية، وأكثر من 10 آلاف خلية نحل بإنتاج بلغ أكثر من 53 ألف كيلوجرام من العسل، في حين بلغ إنتاج التمور بالمحافظة 28.4 ألف طنّ موضّحًا أنّ مشروعات مكافحة سوسة النخيل الحمراء ودوباس النخيل أسهمت في رفع جودة التّمور وتقليل الفاقد وتعزيز مستويات الاكتفاء الذّاتي، بما يتكامل مع الجهود الوطنيّة لتعزيز الأمن الغذائي.
ووضّح سعادتُه أن شركة التطوير الزّراعي والسّمكي أسهمت في رفع كفاءة الإنتاج باستخدام نظم الزّراعة الحديثة وتقليص الفجوة الغذائيّة، مع توفير فرص عمل مباشرة للمُواطنين حتى نهاية عام 2024. كما تمضي المُحافظة في تنفيذ مشروعات زراعيّة نوعيّة أبرزها زراعة التين لتقليص الفجوة في الإنتاج المحلّي وزراعة نخيل الفرض لتعزيز القيمة المضافة للتّمور، ومشروع المزارع التكامليّة الذي يضم 13 مزرعة إنتاجية أسهمت في زيادة إنتاج الخضروات والفواكه وتمكين أصحابها من التشغيل الذاتي في إطار توجّه المحافظة نحو تحقيق الاستدامة الإنتاجية وتعزيز سلاسل القيمة المحلية.
ووضّح سعادتُه أن مشروعات البنية الأساسية الزراعيّة والسّمكيّة أسهمت بشكل مباشر في رفع كفاءة الإنتاج وتحسين دخل المزارعين والصيادين، حيث أدت صيانة سدّ الحماية بمدينة صور إلى رفع كفاءة تخزين المياه وتنظيم جريانها وزيادة الرقعة الزّراعية، فيما يُتوقّع أن يسهم سد التغذية الجوفيّة على وادي سال بولاية جعلان بني بوعلي في تحقيق الاستدامة المائيّة وتعزيز النّشاط الزّراعي في المناطق المجاورة.
وفي المجال السّمكي، أكد سعادتُه على أن تطوير مرسى رأس الحد وفر بنية أساسية متقدّمة لعمليات الصيد والتفريغ والتخزين، مما أسهم في رفع جودة المنتج السمكي وخفض تكاليف التشغيل وتوسيع قنوات التسويق، كما ساعد إنشاء مزلاق الصيد البحري بالأشخرة في تسهيل عمليات الإنزال وتحسين كفاءة الصيد وتوفير بيئة عمل أكثر أمانًا للصّيادين، الأمر الذي انعكس على زيادة الإنتاج اليومي وارتفاع متوسط الدخل الفردي.
وأضاف سعادتُه أن العمل جارٍ على تنفيذ عشرة مشروعات زراعية وسمكية نوعية وجديدة ضمن خطة العام الجاري، تشمل تصميم وتأهيل كاسر الأمواج بنيابة طيوي، ومشروع ميناء مصيرة متعدد الأغراض، والخدمات الاستشارية لتأهيل مواقع الإنزال السمكي بالدفة والرويس والسويح، والمرحلة الثانية من القرية النموذجية للصيادين بمصيرة، ومشروع المزرعة البحريّة للشّعاب الصّناعية لتنمية الأحياء المائيّة في إطار توجّه المُحافظة نحو تعزيز الاقتصاد الأزرق وتحقيق التّكامل بين التّنمية الاقتصاديّة والبيئيّة وضمان الأمن الغذائي المُستدام.
كما أشار سعادتُه إلى أنه تم الإعلان أخيرًا عن مناقصة الخدمات الاستشاريّة للتصميم التفصيلي والإشراف على إنشاء مدينة الصّناعات السمكيّة بمحافظة جنوب الشرقيّة، التي ستسهم في تطوير الصّناعات السمكيّة التحويليّة وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات البحرية، بما يعزّز مكانة المُحافظة باعتبارها مركزًا وطنيًّا رائدًا في الاقتصاد الأزرق ومحورًا أساسيًّا لتحقيق الاكتفاء الغذائي والاستدامة الاقتصادية في سلطنة عُمان.
وقال سعادةُ يحيى المعولي إن محافظة جنوب الشرقية تواصل جهودها نحو تحقيق تنمية مُتوازنة ومُستدامة تعزز مكانتها كمحافظة رائدة في تطبيق مفاهيم الاستدامة البيئية والاقتصادية ضمن منظومة رؤية “عُمان 2040” من خلال تبني مبادرات نوعية تسهم في تعزيز هذا التكامل وحرصها على أن توطّد جميع مشروعاتها التنموية على مبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية.
ووضح سعادتُه أن المحافظة تولي القطاع البيئي اهتمامًا محوريًّا بوصفه ركيزة أساسيّة في تحقيق التّوازن بين النّمو الاقتصادي والحفاظ على النظم البيئيّة، إذ شهد العام الجاري نقلة نوعية في مشروعات الإدارة البيئية والمحميات الطبيعية أبرزها التوقيع على اتفاقيتي تمويل لتطوير محمية السليل الطبيعية بولاية الكامل والوافي، ضمن شراكة استراتيجية جمعت بين هيئة البيئة والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال والشركة العُمانية الهندية للسماد (أوميفكو)، في إطار نموذج وطني يجسد الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في دعم جهود الاستدامة.
وبيّن سعادتُه أن مشروع تطوير محمية السليل الطبيعية يُعد أحد المشروعات الوطنية الرائدة في مجال البيئة والسّياحة المُستدامة، إذ يهدف إلى رفع القيمة البيئيّة والاقتصاديّة للمحميّة من خلال تحسين مرافقها الخدميّة وتطوير بنيتها الأساسية وتنشيط الأنشطة السياحية البيئية، بما يُسهم في تمكين ولاية الكامل والوافي كمركز إقليمي للتنمية البيئية والسياحية، ويعزز مكانة المُحافظة كوجهة وطنيّة لتطبيقات التّنمية الخضراء التي توازن بين البيئة والمجتمع والاقتصاد.
ووضّح سعادتُه أن مشروعات الاستدامة البيئية بالمحافظة تمثل نموذجًا وطنيًّا للتكامل بين الأبعاد البيئية والاقتصادية والمجتمعية، من خلال مبادرات تسعى إلى تحقيق التوازن بين حماية البيئة وتعظيم العائد التنموي للمجتمع المحلي.
وأشار سعادتُه إلى أن برامج إعادة التدوير وحملات النظافة العامة في ولايات المحافظة أسهمت في ترسيخ ثقافة الاستدامة ورفع الوعي البيئي لدى فئات المجتمع كافة، فضلا عن تحفيز المبادرات الشبابية والمجتمعية في مجالات البيئة والمشروعات الخضراء.
كما أكّد سعادتُه على أن المحافظة ماضية في تبني مبادئ الاقتصاد الدّائري من خلال تشجيع المشروعات البيئية ذات الجدوى الاقتصادية، وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص لتطوير حلول مبتكرة لإدارة النفايات والمخلفات، بما يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة وتحقيق مردود اقتصادي مستدام، إضافة إلى توظيف الموارد الطبيعية في تعزيز الهُوية البيئيّة والسياحيّة عبر مشروعات التشجير وإنشاء المنتزهات والممرات الخضراء وتجميل المداخل العامة، في إطار سعي المحافظة إلى تحسين جودة الحياة والبيئة الحضرية بما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة.
وأكّد سعادةُ الدّكتور مُحافظ جنوب الشرقية على أن قطاع ريادة الأعمال في المحافظة يشهد نموًّا متسارعًا يعكس حيوية الاقتصاد المحلي وفاعلية منظومة الدّعم الحكومية لريادة الأعمال، موضحًا أن هذا النموّ يجسد الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة بتمكين الشباب العُماني وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، انسجامًا مع مُستهدفات رؤية “عُمان 2040”.
وبيّن سعادتُه أن عدد المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة المسجلة في هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحاصلة على بطاقة ريادة الأعمال في المحافظة بلغ 6878 مؤسسة، وهو رقم يعكس توسع النشاط الريادي وتنامي قاعدة الأعمال المحلية بصورة متوازنة بين ولايات المحافظة.
وأشار سعادتُه إلى أن المُحافظة نفذت عددًا من المبادرات النوعيّة التي تستهدف دعم بيئة الأعمال المحلية من خلال الملتقيات والمنتديات الريادية، مثل ملتقى “نمو ريادي” الذي شكّل منصة لعرض قصص النجاح الريادية واستعراض فرص الاستثمار المحلية، وتعزيز الشراكات بين رواد الأعمال والقطاعين العام والخاص.
كما تم تنفيذ برامج تدريبية متخصّصة بالتعاون مع مؤسسات التمويل والصناديق الاستثمارية لتعريف أصحاب المؤسسات بآليات التمويل والتسويق والإدارة المالية، بما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية واستدامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وبيّن سعادتّه أن هذه الجهود المتكاملة تُترجم توجه المحافظة نحو تعزيز الدور التّنموي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوصفها أحد المحركات الرئيسة للاقتصاد المحلي، وداعمًا أساسيًّا لتوفير فرص العمل وتعزيز القيمة المضافة، مؤكدًا على أن المحافظة ماضية في تنفيذ برامج ومبادرات جديدة تهدف إلى رفع كفاءة القطاع الرّيادي وتحفيز الاستثمار الخاصّ ودعم مشاريع الشباب، بما يعزز تنافسية محافظة جنوب الشرقية على مستوى مؤشرات ريادة الأعمال الوطنية ويكرس مكانتها كمحافظة ريادية رائدة في الابتكار والتنمية المستدامة.
وأكد سعادتُه على أن محافظة جنوب الشرقية تمضي بثبات نحو ترسيخ نموذج تنموي متكامل يجمع بين الريادة والابتكار والاستدامة، ويجعل من الإنسان محور التنمية وغايتها، ومن العمل المؤسسي والشراكة المجتمعية ركيزة لتحقيق نهضة شاملة تواكب تطلعات عُمان المستقبل، المتجددة.
وأضاف سعادتُه أنه تم خلال عام 2025 إسناد أعمال تنفيذ مشروع رفع كفاءة البنية الأساسية والخدمات باستخدام الأقمار الصناعية وتوظيف الذكاء الاصطناعي بالشركة العُمانية للاتصالات (عمانتل) بالتعاون مع شركة إتكو الوطنية، لتعزيز قدرات التحليل الرقمي عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد وتوظيف صور الأقمار الصناعية في إدارة البيانات الجغرافية والبيئية، بما يتيح استفادة مختلف الجهات الحكومية والخاصة من مخرجات المشروع في دعم مبادرات التحوّل الرقمي وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
وأشار سعادتُه إلى أن محافظة جنوب الشرقية شهدت توسّعًا ملفتًا في مشروعات التحول الرقمي والابتكار التقني، حيث تم تنفيذ هاكاثون جنوب الشرقية بالتعاون مع جهاز الاستثمار العُماني مطلع العام الجاري بهدف تمكين الشباب وتحفيز الإبداع في المجالات الرقمية، إلى جانب تدشين مشروع القبعة الذكية لتعزيز بيئات العمل الميدانية عبر حلول تقنية مبتكرة، ومشروع الإنارة الذكية ضمن منظومة المدن الذكية، واستكمال إعداد خطة التحول الرقمي (2026 – 2030) التي تشكل خارطة طريق رقمية متكاملة للمحافظة.
وبيّن سعادتُه أن محافظة جنوب الشرقية وقّعت على عددٍ من الاتفاقيات لمشروعات رقميّة مبتكرة مثل مشروع أنعام للمسالخ الذكية، ومؤتمر المحافظات الذكية، ومشروع الري الذكي، إضافة إلى تنفيذ المعرض الافتراضي لمحافظة جنوب الشرقية، ومبادرة تحليل البيانات الضخمة بالتعاون مع المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، ومبادرة الدردشة الآلية عبر المنصات الرقميّة لتحسين تجربة المستخدم ورفع كفاءة الخدمات الإلكترونية.
وفي المجال البيئي، أشار سعادتُه إلى أن هذا العام شهد إعلان فوز إدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية بثلاث جوائز وطنية بيئية مرموقة لعام 2024، إلى جانب تتويج المحافظة بجائزة إجادة للنمو المستدام ضمن جوائز الإجادة المؤسسية الحكومية، وهو ما يعكس تميز الأداء المؤسسي وعمق الالتزام بمبادئ الاستدامة والجودة في العمل الحكومي.
ووضّح سعادةُ الدّكتور يحيى المعولي أن محافظة جنوب الشرقية ترتبط بعلاقات شراكة وثيقة مع مؤسسات القطاع الخاص التي تمثل نموذجًا وطنيًّا يحتذى في الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية، مشيدًا بالدور الرائد لكلٍّ الشركات والمؤسسات الوطنية التي قدمت دعمًا مؤثّرًا للمشروعات الخدمية والتنموية بالمحافظة، في إطار من التكامل والمسؤولية المجتمعية والإسهام الفاعل في تحقيق الاستدامة.














