أصـــداء / العُمانية
أقيمت اليوم بمحافظة مسقط حلقة عمل وطنية بعنوان “النهج التشاركي في تخطيط الخدمات الصحية”، نظمتها وزارة الصحة تحت رعاية سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي محافظ جنوب الباطنة، بحضور سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي.
شارك في أعمال الحلقة 70 شخصًا من مديري العموم وممثليهم بمكاتب أصحاب السعادة المحافظين، وعدد من مديري الدوائر ورؤساء أقسام التخطيط في دوائر التخطيط والتنظيم الصحي بالمديريات الصحية بمحافظات سلطنة عُمان.
وألقى الدكتور قاسم بن أحمد السالمي مدير عام المديرية العامة للتخطيط بوزارة الصحة كلمة أكد فيها أهمية الحلقة في دعم مسيرة تطوير منظومة التخطيط الصحي في سلطنة عُمان، وترسيخ نهج مؤسسي موحد، قائم على الأدلة، وقادر على الاستجابة الفاعلة لاحتياجات الحاضر واستشراف متطلبات المستقبل.
وأضاف أن القطاع الصحي في سلطنة عُمان شهد خلال العقود الماضية، تطورًا نوعيًّا انعكس إيجابًا على المؤشرات الصحية وجودة الخدمات المقدمة؛ غير أن التحولات الديموغرافية، والتغيرات الوبائية، وتنامي التوقعات المجتمعية، فرضت اليوم مقاربات أكثر نضجًا وعمقًا في التخطيط، تتجاوز الحلول الجزئية، وتنتقل إلى تخطيط استراتيجي متكامل، يوازن بين الاحتياج، والعدالة، والكفاءة، والاستدامة.
وأشار السالمي إلى أن وزارة الصحة وضعت دليلًا وطنيًّا ليكون إطارًا مرجعيًّا واضحًا ومنهجًا لتخطيط الخدمات الصحية، يهدف إلى توحيد المفاهيم، وتنظيم الإجراءات، وتعزيز التكامل بين المستويات الوطنية والمحلية، بما يضمن توجيه الموارد الصحية نحو الأولويات الحقيقية، وتحقيق الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، مع الحفاظ على جودة الخدمات وسهولة الوصول إليها لجميع فئات المجتمع.
من جانبها قدمت الدكتورة خلود بنت محسن المفرجية ـ مديرة دائرة التخطيط بوزارة الصحة عرضًا مرئيًّا عن المنهجية الوطنية لتخطيط الخدمات الصحية، فيما قدّم عبد الله العبري من دائرة التخطيط الاستراتيجي بالمديرية العامة للتخطيط عرضًا مرئيًّا عن معايير تخطيط الخدمات الصحية، وعرضًا آخر قدمته الدكتور حنان المحروقية من المديرية العامة للتخطيط عن الخطوات التنفيذية حول مسار العمل في المرحلة القادمة، وعقدت كذلك جلسة حوارية عن التحديات والحلول المقترحة، وتدريب عملي على معايير تخطيط الخدمات.
وتم خلال الحلقة تدشين الدليل الوطني لمنهجية تخطيط الخدمات الصحية، الذي يُعد بداية مرحلة جديدة من العمل المؤسسي المنظم، ويتطلب الالتزام بتطبيق ما ورد فيه من منهجيات ومعايير، وبناء القدرات الوطنية في مجالات التحليل والتخطيط والتقييم، وتعزيز نظم المعلومات الصحية، بما يضمن تحويل هذا الإطار النظري إلى أثر ملموس ينعكس مباشرة على صحة الإنسان ورفاهيته.
وسعت الحلقة الوطنية إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات، لتعميق الفهم المشترك لمنهجية تخطيط الخدمات الصحية، وتوضيح آليات التطبيق، واستعراض الأدوار والمسؤوليات، وصولًا إلى الممارسات التخطيطية المتسقة والفاعلة على مستوى محافظات سلطنة عُمان.
