عُـمانعُمان اليوم

مبادرة الجامعات المُعزّزة للصحة نقلة نوعية في بيئة التعليم العالي بسلطنة عُمان

أصـــداء /العُمانية

 

تُعَدُّ مبادرة الجامعات المعزَّزة للصحة في سلطنة عُمان خطوة استراتيجية رائدة نحو تعزيز جودة التعليم العالي من خلال دمج الصحة والرفاهية في بيئة الجامعات، وتهدف إلى تطوير مؤسسات التعليم العالي لتكون بيئات تعليمية آمنة وصحية.

وقالت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية، المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة، لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ المبادرة انطلقت خلال العام الأكاديمي 2023 /2024 بمشاركة ثلاث جامعات وطنية، ثم شهدت توسعًا ملحوظًا في العام الأكاديمي 2024 /2025 بانضمام ثماني مؤسسات تعليمية حكومية وخاصة، وهو ما يعكس تنامي الوعي المؤسسي بأهمية دمج الصحة ضمن السياسات الجامعية والبنية التنظيمية والأنشطة الطلابية.

وأضافت أنّنا اليوم ننتقل من مرحلة التقييم الوطني إلى مرحلة التقييم الإقليمي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تمهيدًا لاعتماد عدد من الجامعات العُمانية كجامعات معزّزة للصحة على مستوى الإقليم، وهو ما يُعد إنجازًا وطنيًا مهمًا يُعزّز مكانة سلطنة عُمان دوليًا في مجالي التعليم والصحة.

ووضّحت أنّ معايير “الجامعات المعززة للصحة” تشمل منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة داخل الحرم الجامعي، وتشمل السياسات المؤسسية الداعمة للصحة، والبيئة الجامعية الآمنة، والصحة النفسية، والنشاط البدني، والتغذية السليمة، ومكافحة السلوكيات الخطرة، إلى جانب تعزيز رفاهية الطلبة، مؤكدةً أنّ هذه المعايير تسهم في إيجاد بيئة تعليمية صحية ومستدامة تدعم نجاح الطلبة وتطوّر المؤسسات التعليمية.

وأشادت بالمستوى العالي من الالتزام والتفاعل الذي أبدته الجامعات المشاركة في المبادرة، سواءً على صعيد القيادات الأكاديمية أو الفرق التنفيذية. وقد تُرجمت هذه المبادرة إلى برامج وممارسات صحية مستدامة داخل الحرم الجامعي، وهو ما نلمسه على أرض الواقع. وأفادت بأنّ المبادرة تهدف إلى تحسين الصحة الجسدية والنفسية للطلبة، وتقليل السلوكيات الصحية السلبية، ورفع مستوى الوعي الصحي، بالإضافة إلى بناء شخصية متوازنة للطالب وتحسين التحصيل الأكاديمي، كون الطالب السليم صحيًا هو الأكثر قدرة على الإبداع والتميُّز.

وحول دور المديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة في هذه المبادرة، أشارت إلى أنّ دورها يتمثّل في الإشراف على تنفيذ المبادرة داخل مؤسسات التعليم العالي الخاصة، ومتابعة مؤشرات الأداء، والتنسيق المستمر مع وزارة الصحة، بالإضافة إلى تمكين الجامعات من تحقيق متطلبات الاعتماد وضمان دمج مفهوم الصحة في السياسات الأكاديمية والإدارية.

وأكّدت أنّ مبادرة الجامعات المعززة للصحة ليست مشروعًا مرحليًا، بل هي مسار وطني مستدام يعكس حرص سلطنة عُمان على بناء إنسان صحي، واعٍ، ومنتج، في بيئة تعليمية آمنة ومحفزة، وبشراكات وطنية ودولية فاعلة.

وتطرّقت إلى الملتقى الوطني لمبادرة الجامعات المعزَّزة للصحة الذي استضافته جامعة الشرقية بمحافظة شمال الشرقية، والذي أُقيم في ديسمبر الجاري ومثّل محطة وطنية بالغة الأهمية في مسار تطوير منظومة الصحة في البيئة الجامعية، كونه جمع بين مؤسسات التعليم العالي والقطاع الصحي والشركاء الدوليين في منصة واحدة لتبادل الخبرات، واستعراض التجارب، وتوحيد الجهود نحو بناء جامعات معزّزة للصحة بمعايير عالمية. وهو امتداد عملي لرؤية وطنية تؤمن بأنّ جودة التعليم لا تنفصل عن جودة الحياة والصحة داخل الحرم الجامعي.

وذكرت أنّ الملتقى جاء ثمرةً للتعاون المشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار – ممثلةً في المديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة – ووزارة الصحة، وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، في نموذج وطني يعكس تكامل الأدوار بين القطاعات المختلفة لتعزيز الصحة في المؤسسات التعليمية.

وتعكس مبادرة الجامعات المعزّزة للصحة التزام سلطنة عُمان بتحويل الحرم الجامعي إلى بيئة تعليمية صحية وشاملة، حيث تتكامل السياسات الأكاديمية والإدارية مع برامج الصحة والرفاهية، لتُسهم في بناء طالب متوازن وقادر على الإبداع والتميّز، وتُعزّز مكانة الجامعات العُمانية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى