حـمـد الـنـاصـري

العمليات الروسية في أوكرانيا والمأزق العالمي !!..

يبدو ان المأزق العالمي الذي بدأت تأثيراته تنذر بكوارث أمنية واقتصادية واجتماعية وحتى بيئية خطيرة بات واضحا لكل ذي لب او القى السمع وهو شهيد..

فمن الناحية الأمنية العالمية اطلقت وزارة الخارجية الأوكرانية في 1 مارس 2022 موقعا الكترونيا لقبول المتطوعين الأجانب الراغبين في القتال مع اوكرانيا ضد روسيا وأطلقت على تلك القوة اسم الفيلق الدولي!! وهي خطوة حسب اعتقادي واعتقاد اغلب المحللين خاطئة بل وكارثية فمثل تلك القوة التي سيتم تجهيزها وتدريبها بإشراف الناتو هي سلاح ذو حدين وهي تكرار سيء لتجربة منظمة القاعدة الارهابية والتي تم تأسيسها وتسليحها من قبل الامريكان بنفس الطريقة ولمقاتلة الجيش السوفيتي السابق ومن ثم خرجت عن سيطرة امريكا وتحولت الى اكبر منظمة ارهابية معروفة !!، وتكرار نفس التجربة وبنفس الطريقة ستكون له عواقب أسوأ حتى في حالة حل تلك القوة فستنتشر عناصرها في اوربا والعالم وستعيث في الأرض خرابا وفي قارة اوربا خصوصا أو ستكون هي نفسها نواة لمنظمة ارهابية عالمية جديدة…  وقام الموقع المذكور بعرض اعلان للتطوع (روسيا غزت أوكرانيا انضموا لقتال الروس المعتدين)، وقالت شبكة البي بي سي إن الموقع استقبل لحد تلك الساعة أكثر من 16 الف طلب للتطوع.

ومن ناحية اقتصادية فان فرض ذلك الكم الهائل والمتشعب من العقوبات على دولة روسيا القى بظلاله القاتمة على الاقتصاد العالمي الذي لايزال يئن من تداعيات جائحة كوفيد-19، ولم يفق منها بعد.

فمع صعود اسعار النفط والغاز الى ارقام قياسية ارتفعت جميع اسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية في كل العالم فروسيا واوكرانيا تشكلان المصدر الرئيسي لثلاثة ارباع الانتاج العالمي من زيت الطعام وثلث الانتاج العالمي من القمح عدا أن روسيا هي الاولى عالميا في انتاج النفط والغاز هذا بالإضافة الى منتجات اساسية كثيرة تقع الدولتان على رأس قائمة الدول المنتجة لها.

إن من السذاجة بمكان الاعتقاد أن العقوبات الأمريكية والاوروبية ستؤثر فقط على روسيا بل في الحقيقة ؛ أن ما يحصل هو العكس تماما فتأثيرات العقوبات الأمريكية هي الأكبر في أمريكا نفسها وأوروبا وكذلك في بقية دول العالم.

إن تلك العقوبات رغم أن إصدارها تم في ساعات؛ لكن تأثيراتها لن تنتهي حتى برفعها وستستمر لسنين قادمة أو أكثر.

ومن ناحية اجتماعية فقد زادت الحرب من عمق الهوة بين روسيا وبقية دول أوروبا، وبين روسيا والقوميّين الأوكرانيّين، وأورثت كمّاً هائلاً من الكراهية وعدم الثقة، ناهيك عن التأثيرات المروعة لأزمة اللاجئين الأوكران.

أما من ناحية بيئية فهناك مخاطر كبيرة لحدوث تلوثات خطيرة بسبب أن أوكرانيا تحتضن أربعاً من أكبر المحطات النووية في العالم تحتوي على ستة عشر مفاعلاً نووياً بالإضافة الى مئات المعامل والمصانع العسكرية والتي تحتوي على مواد خطيرة وستؤدي الى حصول كوارث مدمرة على البيئة في حالة إصابتها أو تدميرها بسبب العمليات العسكرية قد لا تتعافى الأرض منها في عقود قادمة.

إن دول العالم وأولها روسيا وأمريكا ودول حلف الناتو أمام مسؤولية تاريخية كبرى وعليهم جميعا بذل أقصى الجهود لإيقاف تلك الحرب، وأن تؤخذ المخاوف الروسية بنظر الاعتبار، وأن تتنازل كافة الأطراف لإنقاذ العالم من مصير مرعب بدأت ملامحه تظهر في الأفق.

المصدر :

قناة الجزيرة.

أوكرانيا بالعربية.

موقع ويكيبيديا.