أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

بعـد مسـيـرة حافـلة المشـهـور يتـرجّـل..

الدكتـور/ سالم بن محمـد الغـيلانـي

 

بعـد مسـيـرة حافـلة المشـهـور يتـرجّـل..

 

ترجل سعادة عـبدالله بن حسـيـن المشهور باعـمـر عن صهوة جواده ، وودّع قبة مجلس الشورى ، التي طالما صدح فيها بالحق تكرارا ومرارا مدافعا عن فكرة تخدم الوطن والمواطن ، لم يكن ممثلاً لمنطقته فقط (ولاية صلالة) ، بل كان ممثلاً عن كل العمانيّين ،لا اعتراض على حكمة الله ، فإنما هي آجال ، ولا راد لقضاء الله ، إنما هي خُطاً  كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خُطاً مشاها.

الأمةُ كُثْرٌ بها الرجال ، ولكنّ رجلاً عن رجل يفرق ، هناك رجال عندما يرحلون تبقى مآثرهم ، وهناك رجال يأتون ويرحلون ولا يشعر بهم أحد ، بل إن منهم من إن مر ذكرهم يقول القائل :  عموماً لا تجوز على الميت الا الرحمة .

قومٌ يسطّرون أمجادهم بل يصنعونها بقوة عزيمتهم ، بحبهم لمن حولهم ، بحس المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، وقوم يدورون في فلكهم الخاص ولسان حالهم يقول ماذا سأترك لأولادي ويجمع كل شاردةٍ وواردة لأجل مصلحته ، لمثل هؤلاء نقول ما هكذا تورد الإبل ، وليس بهذهِ الأفعال تبنى الأوطان.

رحل المشهور وترك بصمته في كل محفل ، ترك بصمته في كل حوار صادق ،  كان يدير دفته كما يدير قومَهُ أفلاكهم من سواحل مرباط إلى أقصى البحار بكل مهارةٍ وجدارةٍ وعلم بفنون علوم البحار، فكانوا ربابنة خير وسلام ورسل ينشرون سماحة الإسلام.

إن بناء الأوطان يحتاج إلى رجال مثل هذا الرجل ، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، إن بناء الأوطان ليس بحاجة إلى رجال لا يمتد طرفهم إلى أكثر من مصالحه الخاصة ، وتكوين ثرواتهم بطرقٍ غير مشروعة ، إن بناء الأوطان ليس بحاجة إلى رجال يظهرون في المناسبات وفي آخر لحظة وهم بكامل أناقتهم  بل ويزاحمون لكي يُرَوْا في الصفوف الأولى ، بل ويحبون أن يحمدوا بما  لم يفعلوا.

مهما أوتيت من منصب فهو أمانة ولن يطول بك المقام مهما امتدت السنون فلكل بداية نهاية ، قف مع نفسك واطرح عليها هذا السؤال : بماذا تريدي أن تُذْكري ؟.

إنك ميتٌ وإنَّهُم ميتون ثم إنكم يوم القيامةِ عند ربكم تختصمون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى