أصــداء منوعةندوات ومحاضرات

تزامنا مع احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني 51 انطلاق صالون الملّاح العماني أحمد بن ماجد الثقافي بالقاهرة..

القاهرة : محمد سعد – أصـــداء

 

تزامنا مع الاحتفالات بالعيد الوطني الحادي والخمسين لسلطنة عُمان، دشّن سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ـ مساء الخميس الماضي الصالون الثقافي «أسد البحار العماني أحمد بن ماجد»، في أمسية ثقافية أقيمت بمقر السفارة العمانية بالقاهرة، بحضور المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، ولفيف من أساتذة الجامعة والمفكرين والإعلاميين.

وأكد سعادة السفير عبدالله الرحبي في كلمة له، أن الصالون الثقافي لأسد البحار العماني أحمد بن ماجد يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها عمق العلاقات المصرية العمانية على مر العصور، مشيرا إلى أن أحمد بن ماجد، يعد الشخصية السادسة من سلطنة عمان التي يضمها اليونسكو للائحته للشخصيات الأكثر تأثيرًا، ومنوها إلى إقامة صالونين سابقين للفراهيدي والعوتبي في سفارتي السلطنة في القاهرة وعمان بالأردن.

مشيراً إلى أن ريادة عمان للبحار شكلت تاريخًا حضاريًا ممتدًا، وأن العمانيين في طليعة الأمم التي أرسلت أبناءها عبر البحر للتواصل طوال حقب التاريخ مع الحضارات القديمة كالفرعونية والإغريقية والبابلية والآشورية والسومرية والفارسية، ولقبوا بأسياد البحار، وأحبتهم الشعوب لسماحتهم وإسلامهم وإعلائهم قيم الحوار والتفاهم مع أبناء الحضارات الأخرى.

واعتبر الرحبي أن “صالون أحمد بن ماجد الثقافي” يأتي تخليدا لكل الأمجاد في تاريخ سلطنة عمان، كما حلقت في الصالون مسميات عدة لابن ماجد تجلي أدواره الثقافية والعلمية المتعددة كأسد البحار، والعطاء العماني في مجال العلم والحضارة ونشر الإسلام.

كما قدم الدكتور سالم البوسعيدي ورقه أمام الصالون وهو يتحدث عن ابن ماجد، وأثبت أنه وحتى الجد التاسع من الذين ينقلون البضائع في البحر، أما جده المباشر فقد شجعه على الإبحار والتأليف، فيما اختلف حول سنة ميلاده ولكن البوسعيدي رجح أن تكون في عام 821 من الهجرة، أما حياته فقد تجاوزت الستين وربما امتدت إلى السبعين، وأشار إلى مؤلفات أحمد بن ماجد وأراجيزه الشهيرة في هذا المجال.

من جانبه، أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين سلطنة عمان ومصر، منوّها بالموقف العظيم لجلالة السلطان قابوس – رحمه الله – ودعمه لمصر في أعقاب توقيع اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل، ورفضه لمقاطعة مصر آنذاك، وأشار إلى أهمية تاريخ عمان العريق وتأثيرها الحضاري في المنطقة.

وقال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق : إن سلطنة عمان تتميز بتاريخها البحري العريق، والذي يعد البحّار أحمد بن ماجد أحد أبرز رموزه وأعلامه، منوّها بالنهضة الكبرى التي شهدها بنفسه في سلطنة عمان حين عمل بجامعة السلطان قابوس، وأشاد بالرؤية الشاملة لجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وبما يجسده جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله من امتداد لهذه الرؤية العبقرية لعمان التاريخية ودورها الفكري والحضاري.

 

وتحدث الأستاذ الدكتور إبراهيم سلامة رئيس قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية، عن شخصية الملّاح العماني أحمد بن ماجد، ومنجزاته العلمية التي أصبحت تشكل مراجع علمية في المكتبات الدولية، مؤكدا على عراقة عطاء الشعب العماني وتاريخه المجيد، وتفوقهم البحري والتجاري عبر المحيط الهندي وشرق أفريقيا وبلاد الصين وكذلك الخليج العربي.

وقدم الدكتور صالح محروس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورقة حول “الدور الحضاري البحري العماني .. رحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك عام 1840م”، تناول خلالها الدور البحري العماني منذ قبل الميلاد، وطبيعة عمان وموقعها الجغرافي الذي جعلها تتوجه نحو البحر، وتسطر كل هذا التاريخ العريق، وبخاصة في عصر السيد سعيد بن سلطان.

 

واختتم الصالون بكلمة للدكتور أحمد درويش، مقرر لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة، والذي وجّه رسائل مهمة تتعلق بالاهتمام بمنجزات هؤلاء العظماء عبر التاريخ ومن بينهم البحار العماني الأبرز أحمد بن ماجد.

حضر الأمسية نخبة من السفراء والمثقّفين وكبار الكتّاب والمفكّرين والأدباء ورؤساء تحرير الصحف والاعلاميّين.

وفي ختام الصالون أقامت السفارة العمانية والطيران العماني اقتراعاً لاختيار ثلاثة من الحضور لزيارة السلطنة فاز بها كل من سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف ورئيس اتحاد الناشرين العرب، والكاتب والمؤرخ الدكتور خالد عزب، والإعلامية أميرة سالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى