أصداء وآراء

أدوات ومهارات القوة الناعمة في كسب العقول والقلوب معاً..

الكاتـب/ أ. عـصـام بن محمـود الرئيـسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت الوظيفي

 

أدوات ومهارات القوة الناعمة في كسب العقول والقلوب معا..

 

يُحكى من الزمن البعيد أن الريح، والشمس تراهنتا يوما في ما بينها على نزع معطف رجل يمشي في الطريق، فتقدمت الريح أولاً، فصارت تزمجر، وتصدر أصواتاً مخيفة، وتحاول بقوتها ودورانها على الرجل أن تنتزع معطفه، ولكنه كان يتمسك به بكل ما يملك من قوة، وكلما زادت الريح شدةً، زاد الرجل تمسكاً بمعطفه، حتى توقفت الريح عن محاولاتها، وأعلنت إخفاقها، وعدم قدرتها على إنجاز المهمة، ثم أشارت الريح للشمس بكل سخرية بأنه قد حان دورها، فابتسمت الشمس بكل ثقة وسطعت بهدوء وملأ الدفء المكان فشعر الرجل بالسعادة باختفاء تلك الريح الغاضبة، وبإزدياد الدفء لم يجد الرجل للمعطف حاجة فنزعه عنه وبإرادته الكاملة وبكل رضا وهدوء، وطمأنينة، وسلام.

قصة جميلة، ومعبرة وقد تكون من نسج الخيال يراد بها تربية الأجيال وترسيخ سلوك التعامل، إلا أن فيها من الدروس والعبر ما تُعلمنا كيف يكون التعامل الصحيح ما بين بني البشر إنطلاقا من مخاطبة العقول والقلوب بكل رقي، وبدون أدنى شك فإن مخاطبة العقول والقلوب فن لا يجيده إلا من يمتلك أدواته، وهنالك من بني البشر من يمتلك تلك الأدوات ولديه القدرة على التعامل الفطري المؤثر مع الآخرين بطريقة تجعل من يتعامل معه يشعر بالأمان والثقة وينجذب اليه بطريقة لا إرادية، وهنالك من البشر من يواجه صعوبة في ذلك، ويخاطب الناس بأدوات قد تكون عنيفة وهجومية ولا تتناسب مع إنسانية الإنسان المتحضر، وينظر إليهم بأنهم فئة واحدة، ناسين بأن البشر لهم رؤيتهم وفكرهم المختلف، إلا أنه يصر ويعمل على إقناعهم بقناعاته الشخصية، وتراه في نهاية المطاف يلتف حول فكره ويخاطب نفسه، وقناعاته.

وتُعرف مهارات التأثير بأنّها فرع من مهارات الإتصال والتفنن في الحوار مع الآخرين، ويمكن للفرد أن يمتلك قوة ناعمة وهادئة، ممزوجة بالعطف والود للتأثير على الآخرين، وبأدوات بسيطة للغاية .. وإليك عزيزي القارئ بعضا منها :

  • قَدّم فكرك في محتوىً مغلف بالقيم الإيجابية، وكن واضحاً وشفافاً في طرحك من خلال الأفكار المنطقية، وتجنب العنف الحواري والكلمات المؤذية وتابع مدى تأثير طرحك لمن حولك ومدى تقبلهم.
  • كن مستمعاً جيداً، فإن أفضل طريقة للتأثير على الآخرين هو الإنصات لهم، وبالتالي كسب ودهم.
  • لا تغامر بفقد أعصابك في الحوار، حيث إن الإحتفاظ بالهدوء يزيدك قوة في التأثير، بينما الإنفعال والغضب يكشف شخصيتك السلبية.
  • تكيّف مع أي موقف بطريقة لبقة وتحت أي ظرف مع من حولك، وتعلم مهارة التكيف، فإنها عامل مساعد للغاية في كسب العقول والقلوب معا.
  • كن قادراً على إتقان فن التواصل بمختلف أدواته وأساليبه وانتقي الأفضل منها حسب كل موقف وحوار.
  • تحلّا بالاحترام والسلوك القويم، فإن ذلك يخلق الأمان في نفوس الآخرين في التعامل معك.
  • كن مبادراً، حيث إن المبادرة من الصفات الحميدة والرائعة في الإنسان، وتجعله مؤثراً لمن حوله.
  • واكب التغيير الإيجابي وما يدور حولك من أحداث جديدة، حتى تكون دائماً على دراية بما يحدث، وأن تكون لك وجهة نظرك المنطقية، وهذا الأمر أيضاً يساعدك على تطوير قدرتك في خلق مواضيع الحوار والحديث.
  • لا تطلب من الآخرين شيئاً مقابلاً عن الذي تقدمه لهم، وهذا الأمر يجعلك محبوباً بينهم ونبيلاً في نظرهم، وبالتالي تكسب ودهم واحترامهم.

وعلى الخير نلتقي وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى