الإيجابية وتأثيـرها عـلى الحياة..
خالـد عـمـر حـشـوان
الإيجابية وتأثيـرها عـلى الحياة..
الإيجابية هي سمة من سمات شخصية الإنسان وتُعْرَف بأنها اقتناع عقلي ودافع نفسي يؤدي إلى الاندفاع الذاتي لتمكين الانسان من التكييف مع الواقع الفعلي الذي يعيشه وتغييره للأفضل، كما أنها تدفع الإنسان لأداء عمل مميز والوصول إلى غاياته المنشودة في مُخَيّلتِه بمواجهة الصعاب والتغلب عليها لتحقيق الأهداف المطلوبة دون كلل أو ملل بطاقةٍ عاليةَ الهِمَّة وطموح جامح.
كيف نتعرف على سمات الشخصية الإيجابية؟..
والإجابة هي يمكن معرفة الشخصية الإيجابية من واقع البعد عن التشاؤم والتفاؤل اليومي مع كل صباح وعدم الخوف من الحياة وامتلاك هذه الشخصية لعبارات وكلمات قوية لأنها لا تتمسك بالمعتقدات والأفكار وتثق في قدراتها وإمكانياتها في التميز والإبداع، مع الابتسامة التي لا تفارق مخيلتها وحب الفكاهة في حدود الأدب والاحترام للذات وللآخرين وعدم التفكير في الماضي، لكنها تستفيد من دروسه لبناء مستقبل أفضل، مع إدراك تام للمشاعر المتنوعة كالألم والحزن والفرح والسعادة وإجادة التواصل مع الغير بطريقة صحيحة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين وتتحمل المسؤولية الكاملة بكل شجاعة.
فوائد الإيجابية..
هناك فوائد للإيجابية على الصحة النفسية والجسدية، وسوف نركز على أهمها، وهي:
أولاً : الفوائد النفسية للإيجابية..
من فوائدها صفاء الذهن والهدوء وكثرة الأفكار الجيدة والمفيدة وسرعة البديهة وتوازن الفرح والفكاهة وحب الآخرين وسرعة إيجاد حلول مناسبة للمشاكل ومواجهة الصعوبات وعدم انتقاد الآخرين أو جلد الذات والثقة المطلقة في النفس والمهارات والإمكانيات المتاحة والتي تكون سببا للبهجة والسعادة والرضا لها وللآخرين وخاصة المحيطين بها.
ثانياً : الفوائد الجسدية للإيجابية..
ومنها التمتع بمزاج جيد يساهم في خفض معدل الاكتئاب والتوتر ويزيد من مقاومة الأمراض الجسدية وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية وتقليل مخاطر الإصابة بها وتعزيز مناعة الجسم، بالإضافة إلى الابتسامة التي تساهم في إنتاج كريات الدم البيضاء وشد عضلات الوجه وتأخر الشيخوخة بإذن الله، ناهيك عن الضحك والفكاهة التي تزيد من معدل ضربات القلب واستهلاك معدل الأوكسجين والتي تليها فترة استرخاء العضلات وانخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم.
كيفية اكتساب الإيجابية..
يتم ذلك بعدة خطوات أهمها :
* تحديد الأهداف المطلوبة ثم وضع خطة مُحْكَمَة ومَرِنة لتحقيقها بإصرار وعزيمة في فترة زمنية محددة.
* الثقة الكاملة في النفس والقدرات والإمكانيات وعدم التشاؤم أو الوقوف عند التجارب السيئة أو التأثر بها.
* مصاحبة الإيجابيين والأخيار والاستفادة منهم والبعد عن السلبية والأشخاص السلبيين وأفكارهم وتوجهاتهم.
* ممارسة التأمل لمساعدة العقل على التفكير والتركيز والوضوح والتدريب على قوة الملاحظة والانتباه والإبداع.
* المحافظة على نمط الحياة الصحي من تناول أغذية صحية وممارسة أنشطة رياضية والبعد عن العادات السيئة.
* تقبل الرأي والرأي الآخر وحُسْن الحوار والنقاش والإقناع واحترام الآخرين مهما كان الاختلاف معهم.
* التعبير عن الشكر والامتنان للنفس وتقديرها لما له من تأثير إيجابي على النفس والشعور بالإيجابية.
* الاستفادة من التجارب غير الجيدة واعتبارها خطوة من خطوات النجاح والتقدم، لا الفشل واليأس والإحباط.
* حسن الظن بالناس وعدم تضخيم الأمور وتقدير اختلاف ثقافات وتعليم وتربية كثير من الناس.
* اليقين الكامل بالله والقضاء والقدر والتفاؤل بأن القادم سوف يحمل الأفضل والأحسن والخير الكثير من الله.
* المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية ومساعدة الآخرين يساهم بالشعور في السعادة والإيجابية والرضا.
* تطوير الثقافة الفكرية وتحديثها بكل ما هو جديد عن طريق القراءة والاطلاع والمشاركة وخاصة في علم النفس.
وأختم .. بأن الإيجابية هي سمة كما ذكرنا تُكْتَسَبْ بالتَعلَّم والتطور المستمر الذي يعتمد على عاملين أساسيين هما طريقة التفكير وطريقة التصرف وكليهما لديه قابلية للتغيير والتطوير لأن الإيجابية تعتبر أيضا مزيج من طريقة التفكير للإنسان وطريقة تصرفاته وسلوكه مع الآخرين لذلك لابد أولا من الحرص على التفكير بالإيجابية المستديمة والبعد عن السلبية لعدم تسلل اليأس والإحباط للنفس والذي ينعكس تلقائيا على التصرف والسلوك والأفعال والتوقعات التي ينهجها الإنسان لنفسه، كما أن الإنسان لا يسعه التحكم في الظروف الخارجية ولكن بوسعه التحكم في عالمه الداخلي الذي يقوده بفضل الله إلى السعادة والنجاح والتميز ثم بفضل الإيجابية التي اتخذها منهجاً واضحاً لحياته.