أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

مخاطـر التقـليـد الأعـمـى !!..

الإعـلامي/ محمد بن خميس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

“عـزف عـلى وتـر مقـطـوع”..

 

مخاطـر التقـليـد الأعـمـى !!..

 

هل التقليد مفيد ؟ ولماذا نقلد ؟ تساؤلات عديدة حول هذا الموضوع الذي ذكر مرات عدة فهناك الكثيرون ممن تحدثوا عنه، ما يعنينا فيه هو التعرف على فوائده ومتى يمكن إستخدامه، فالتقليد بصفة عامة أمر غير محبذ خاصة التقليد الأعمى، نعم هناك بعض الفوائد له فيما لو أحسن الإستفادة من عملية التقليد بحيث لا يكون أعمى.

التقليد المفيد يكون كتقليدنا لأناس صالحين ناجحون في حياتهم العملية والتقليد يكون لبعض الصفات وليس جميعها والأهم من ذلك عند التقليد أن نتفوق على الأشخاص تم تقليدهم وبذلك نكون حققنا الهدف الصحيح من ذلك التقليد.

والتقليد لا يتوقف عند الأفراد حتى بعض المؤسسات تقلد ولا بأس في ذلك إذا كان القصد منه النجاح والتميز وهناك دول تقلد دول أخرى بهدف الإستفادة من تجاربهم وخبراتهم ونجحوا بحيث التقليد تحول لإنتاج مجموعة من الأعمال حققوا من خلالهاَ نتائج إيجابية ساهم في دفع مسيرة دولهم.

فالتقليد الهادف جيد ما لم يسيطر  على المقلد بصورة كاملة عليه، فهناك تقليد سلبي وغير محبذ خاصة عندما يتعلق الأمر بالتقليد الكلي في كل حاجة دون التطوير فيه مثل عملية النسخ واللصق.

وهذا التقليد خطير لأنه تقليد أعمى وللأسف نراه كثيرَا على معظم المستويات وخاصة على مستوى الأفراد حيث نرى تقليد افراد لغيرهم في اللبس والمأكل وفي عاداتهم وتقاليد آخرين خالعين ثوب عاداتهم وتقاليدهم بحجج وهمية يريدون تصديقها وبالفعل حققوا ما ارادوا واصبحنا نرى في مجتمعنا بعض التصرفات السلوكية في حياتهم.

هناك من يبرر ذلك التقليد الأعمى بل ويعاير بالقول : (إنكم أناس رجعيّين) أي قديمين أكل الدهر منكم وشرب ومنهم من يتباهى قائلًا (هذه ثقافة وموضة جديدة) وكلٌ يأتي بحجج القصد منها إثبات إنهم على صح وتقليدهم لهدف سليم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتتّبِعُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، فهذا التقليد الأعمى ما هو إلا اضطراب في الشخصية وذبذبة في السلوك،

هناك من يستهين بعملية التقليد في اللبس وقصات الشعر وغيرها من السلوكيات، ربما يجهل عواقبها التي تجره لإرتكاب أفعال أعمال مشينة مخلة للآداب تتحول لقضية مجتمعية متفشية يصعب حلها إلا عن طريق المحاكم.

هـمـسـة :

هناك من يدرك أن التقليد خاصة الأعمى غير مفيد ومع ذلك يستمر فيه، لا يبالي ولا يهتم إلا عند وقوع المشكلة له ولغيره.

إذن لماذا لا نتعلم على الرغم من بعضنا يعرف خطورة التقليد الأعمى إلا إنه يستمر، يمكن لاعتقاده السائد أن ذلك التقليد فقط مؤقت فهو يساير كل ما هو جديد وإن كان تقليدًا.

ثقافة (لا تعطني سمكًا فقط علمني كيف أصطاد) لا تجدي نفعًا مع هؤلاء المقلدين، ولكن هل يمكن أن نكون صامتين بصورة دائمة ونحن نرى فلذات أبنائنا يقلد معظم الحاجات وخاصة الجديدة ؟ وهل صحيح أن كل جديد مفيد؟

بالنسبة للآباء معظمهم يقول لا نتركهم بل نعلمهم ونرشدهم من الصغر على الابتعاد عن التقليد الأعمى إلا إذا كان وراء ذلك التقليد هدف محقق ، وفائدة ترتجى..

الواقع يقول للأسف أنه مجرد كلام إنشائي فما نراه اليوم من تقليد أعمى من شبابنا يشتعل به الرأس شيبًا .

علينا أن نعمل بطريقة أكبر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التقليد المستمر اللاواعي لدى معظمنا .

ودمـتـم بـــود..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى