أصــداء منوعةقصص ، روايات

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الحادي عشر .. (بداية الخيط مسقط)..

فـايـل الـمـطـاعـنـي

 

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الحادي عشر.. (بداية الخيط مسقط)..

 

دخلت النقيب رحمة بنت سعيد المكتب ووجدت المقدم سالم واقفاً ينظر إلى النافذة واضعاًً يده اليمنى فوق اليسرى ناظراً إلى أمواج البشر وأصوات السيارات، مفكراً بعمق؛ لذلك لم يسمع صوت طرقات النقيب رحمة على الباب، وعندما دخلت النقيب وسلمت لم يجبها المقدم سالم بسرعة، وهذا دليل على وجود أمر ما يشغله.

وبعد فترة انتبه المقدم سالم لوجود النقيب رحمة فقال معتذراً : آسف رحمة لم أنتبه لوجودك .. ابتسمت رحمة ثم قالت : ما الذي يشغل المقدم ؟ لابد أن الموضوع مهم.

جلس المقدم وأشار بيده للنقيب رحمة بالجلوس قائلاً : نعم الأمر محير جداً لقد استدعيت منال غازي، وتكلمت معها، وهنا بادرت رحمة بالسؤال قائلة : سيدي كنت أريد أن أستدعيها ولكنك سبقتني إليها.
المقدم سالم حاول أن يكون مرحاً : لو جعلتك انت تستدعيها كان أحسن، فأنتن النساء لكن طرقكن في أخذ المعلومة من بعضكن، ولم يكن جاداً في الأمر ، وقال بنبرة جدية وفيها من الصرامة الشيء الكثير : منال غازي امرأة مختلفة، ونظرت إليه النقيب رحمة، وكأنها تقول له أكمل، وأكمل المقدم قائلاً : شخصيتها قوية، معتدة بنفسها، بالفعل امرأة مختلفة لديها كبرياء وثقة بنفسها.

وأضاف : كبرياء وليس غروراً .. أهم ما دار في الحوار أنها لا تعلم أن عبدالعزيز تنازل للبيت لها، وعندما سألتها عن سبب وجودها ليلة مقتله ويوم زفافها أجابت : عبدالعزيز اتصل بها، وقال لها أريدك أن تحضري لأمر هام وطارئ، ولكن عبدالعزيز أنكر ذلك، وكان مرتبكاً عندما رأته وإحساسها يقول لها : إن معه امرأة، وقد فوجئ بوجودي !، ولكنه لم يخبرها عن ضيفته، وعندما سألتها هل أنت متأكدة أن هناك امرأة ؟؛ قالت وبحدة : نعم فقد وجدت آثاراً لامرأة رائحة عطرها تملأ المكان؛ وأيضاً وجود حذاء نسائي وليس إحساس المرأة فقط، وحينها خرجت غاضبة من الفيلا.

وأخرج المقدم سالم أوراق من مكتبه، يبدو أنه عَقْد تنازل، وعندما رأته منال بالفعل استغربت فهي بالفعل لا تعلم شيئاً عن هذا التنازل.

إذن السؤال من الذي وشى بعبدالعزيز، وجعل منال تأتي إليه في ليلة زفافها ؟!، والأمر الآخر المهم من المرأة التي كانت مع عبدالعزيز ليلة مقتله؟!.

النقيب رحمة : وهناك سؤال آخر سيدي، إذا كانت منال لا تعرف عن التنازل من الذي أخبرنا أن عبدالعزيز تنازل عن البيت لمنال والمفروض أن هذا من الأشياء الخاصة ؟!
سيدي .. القاتل لازال يحاول أن يلقي الطعم بالقرب منا بينما هو بعيد عن مسارنا.

المقدم سالم قائلاً : نذهب إلى الإسكان، وأكيد الجواب سيكون هناك؛ ربما أحد الموظفين هو الذي فضح عبدالعزيز بخصوص التنازل، ولكن السؤال لمصلحة من يفعل ذلك؟!.

★★★★★

عـشـتـار..
إدارة التحريات مسقط..

جلس النقيب محمد
يقلب الأوراق التي أمامه ويقول : بالفعل هذه مواصفات عشتار*، وجلس يقرأ التقرير الذي أمامه وهو يردد؛ يا ترى هل سنطلبها للتحقيق هنا أم نذهب نحن إليها؟.
وهنا قالت له النقيب
منى التي كانت خلفه مباشرة : بل سأذهب وحدي إليها، وحينها قال النقيب محمد ضاحكاً : لماذا لا تريدين أن أذهب معك؟!
أرى أن من الأفضل أن نطلبها هنا، ربما رهبة المكان يجعلها تبوح بالأسرار؛ إحساسي يقول : إنها هي القاتلة التي نبحث عنها.

التفتت إليه النقيب منى وقالت : لماذا ؟! ومن أين تسرب هذا الإحساس اليك؟!.
النقيب محمد : طبيبة وأولى زوجات عبدالعزيز، وتزوج عليها، وأكيد الموضوع فيه انتقام لكرامتها، وهنا قاطعته النقيب منى قائلة له : أما أنا لدي إحساس بأنها مظلومة، وهي ضحية من ضحايا عبدالعزيز، وبالعكس أحببتها قبل أن أراها؛ يا أخي إسمها جميل؛ “نعمة”.
ضحك محمد قائلاً: لو كان على الأسماء لكان نصف الشعب الآن في السجن من جمال أسمائهم وسوء أفعالهم.
ابتسمت منى، ولكنها قالت : يا محمد هي ليست متهمة هي فقط مشتبه بها، أو لنقل إنها ضحية من ضحايا عبدالعزيز، وذهابي إليها سوف يعطيها انطباعاً بأنها ليست متهمة، دعني أنفذ فكرتي قالتها منى وهي خارجة : ربما يطلع شيء من سوالف الحريم؛
حينها ضحك النقيب محمد وقال : على بركة الله.

★★★★★

الدكـتـورة نعـمـة..

خرجت منى متوجهة الى المستشفى الذي تعمل فيه الدكتورة نعمة، وكانت الدكتورة على وشك الخروج لولا أن استوقفتها قائلة لها : أنا النقيب منى بنت سليمان من إدارة التحريات؛ رأت منى الخوف في عيون الدكتورة، ولكن منى طمأنتها قائلة لها : إطمئني دكتورة؛ أنا جئت أتحدث معك برهة لست هنا بصفة رسمية، لذلك ثقي بي ارجوك جِدِي لنا مكاناً نتحدث فيه على راحتنا.

قالت الدكتورة بعد أن اطمأنت : آني هواي مشغولة؛ لكن هسَّه أفضّي لك مكان؛ تعالي مكتبي هنا نحچي براحتنا. استغربت النقيب منى من لهجة الدكتورة فبادرتها بالسؤال : حضرتك عراقية؟!؛ فأجابت الدكتورة باستحياء : لا والدتي عراقية، التقطت منى الخيط وقالت : إذن عبدالعزيز بعد والدته عراقية، وهنا امتقع وجه الدكتورة حين سماعها اسم عبدالعزيز، وقالت بأقتضاب : إي والدته خالتي.
منى : طيب عبدالعزيز يكون زوجك، هل زواج أقارب أو شي آخر ؟، وهنا سكتت الدكتورة قليلاً ثم قالت : للأسف كنا نحب بعض، ليس زواج تقليدي مثل مايتصور بعض الناس، ولكن للأسف هو خان العشرة؛ هو خائن بطبعه يحب كلشي يكون له لحاله، وبدأت في الانهيار وهي تقول : ما كفّاه الحريم اللي بالعالم كلها هَمْ راح يخوني عند صديقتي !!، ولكن النقيب منى لم تدع لها فرصة للتفكير فقالت لها : عبدالعزيز مات أو لِنَقُل قُتِل..

يتبع…

* عشتار : آلهة الجمال عند سكان بلاد الرافدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى