أصــداء منوعةمؤتمرات ، معارض

بمشاركة سلطنة عمان .. انطلاق أعمال المؤتمر السابع لزعماء وقادة الأديان في كازاخستان..

توكاييف : نحن بحاجة إلى إصلاحات واسعة النطاق في جميع مجالات الحياة..

البابا فرنسيس : الأديان جاءت لإسعاد البشرية، والوقوف مع الضعفاء والفقراء، وتحقيق العدالة للمظلومين..

الدكتور أحمد الطيب : أدعو إلى اجتماع خاص بزعماء وقادة الأديان في العالم؛ للتحاور فيه بكل جرأة وصراحة بهدف التدارس والنظر في الظواهر والممارسات التي لا علاقة للأديان بها..

 

رسالة كازاخستان : عـلي الحـسني – أصـــداء

 

انطلقت يوم الأربعاء 14 سبتمبر أعمال المؤتمر العالمي السابع لزعماء وقادة الأديان العالمية والتقليدية في قصر السلام بنور سلطان عاصمة كازاخستان الذي تحت رعاية الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييڤ الذي ألقى كلمة في المؤتمر.

وتشارك سلطنة عُـمان في هذا المؤتمر بوفد يرأسه سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء.

في بداية المؤتمر ألقى رئيس البرلمان الكازاخي رئيس المؤتمر العالمي لزعماء وقادة الأديان العالمية والتقليدية كلمة رحب فيها بزعماء وقادة الأديان والوفود المشاركة والإعلاميين والصحفيين المدعوين لتغطية أعمال المؤتمر، داعياً الجميع إلى العمل معاً بروح الوئام والتعاون الإنساني، والخروج في نهاية المؤتمر برؤى وتوصيات تؤلف بين الأديان وتحافظ على القيم والمبادئ النبيلة، وتقرب أتباع الديانات بعضهم ببعض، وتعمل على خدمة البشرية بما يحقق السلام، ويسهم في التقدم نحو الأفضل لشعوب الأرض، كما ألقى كلمات في المؤتمر كل من البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر، وإسحاق يوسف كبير حاخامات اليهود الأشكيناز، ونائب عن رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا..

وفي كلمته دعا الرئيس قاسم جومارت توكاييف إلى إعادة التفكير في دور القادة الدينيين في جميع جوانب التنمية البشرية، وقال : إنه يرحب بالمشاركين في المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية المنعقد في نور سلطان.

مؤكداً في كلمته، بأن التحديات التي نواجهها اليوم، وكذلك دور القادة الدينيين في العمليات العالمية تحتاج إلى إعادة التفكير أيضًا.

وقال : «في هذا الصدد أود أن أطرح عدة محاور للمناقشة :

أولاً : تشترك جميع الأديان التقليدية في مجموعة من المبادئ الأساسية : القيمة المقدسة للحياة البشرية، والدعم المتبادل، ورفض التنافس والعداء المدمر».

مضيفاً : «أنا مقتنع بأن هذه المبادئ يجب أن تشكل أساس نظام عالمي جديد؛ اليوم نحن بحاجة إلى تحديث أساسي ومواءمة للمفاهيم النظرية والمقاربات العملية في الثقافة والسياسة والاقتصاد والمجتمع. لإحياء الروح الحقيقية للحضارة ومعناها ، نحتاج إلى إصلاح واسع النطاق في جميع مجالات الحياة».

ثم تحدث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في المؤتمر، حيث دعا في كلمته إلى الحوار العقلاني بين زعماء وقادة الأديان الذي يؤدي إلى التقارب بين البشر، كما دعا إلى عدم تقييد حرية ممارسة الشعائر والعبادات لكل الناس.

مؤكدا في كلمته أن الأديان تقف مع الإنسان وتساعده على التخلص من المشاكل التي يواجهها، وأنها لا تقف صد التقدم البشري، والتطور العلمي والتقني، وأنها جاءت لإسعاد البشرية، والوقوف مع الضعفاء والفقراء وتحقيق العدالة للمظلومين.

ودعا بابا الفاتيكان في كلمته إلى محاربة الإلحاد الذي كان سائداً في عصور الظلام والتخلف، إذ إن الأديان جاءت لتعرف الناس بالطريق الصحيح للحياة، ومعرفة الخالق وطلب العون منه، ومحاربة الشر والفساد، ونصرة المستضعفين.

كما دعا إلى الاستثمار في التعليم والتنوير، والبحث في الوسائل الأفضل للأجيال حتى تكون لديهم معرفة سويّة ونظرة واضحة تجاه الحياة وجميع البشر، وتعريفهم بالقيم والمبادئ التي تدعو إلى التحاور بعيداً عن التعصب، وإلى تقبل الآخر في الدين والمعتقد وعدم إقصائه، وإلى المحبة بين جميع أفراد الإنسانية، فالبشر ضيوف على هذه الأرض، لذلك لا شيء يستدعي التعالي على الآخرين وكراهيتهم.

وألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمة في المؤتمر، ركز غيها على عدد من الظواهر والممارسات الخطيرة الخارجة عن تعاليم الأديان، وعن الفطرة الإنسانية.

حيث تحدث عن الشذوذ الجنسي واستفحاله في المجتمعات البشرية، ودعم عدد من المنظمات والهيئات لهذه الظاهرة الخطيرة المدمرة للبشرية والتي تخالف الفطرة التي خلق الناس عليها.

وتطرق أيضاً إلى ظاهرة الإلحاد التي ترفض حقيقة وجود الخالق وقدرته على كل شيء، والتي أخذت في الانتشار في دول العالم بصورة كبيرة تهدد بدمار المجتمعات البشرية.

ثم تناول ظاهرة انتشار المجون والفساد، والتفسخ وانهيار القيم والأخلاق والمبادئ الدينية السامية، التي جاءت بها التعاليم الإلهية ودعت إلى التمسك بها حفاظاً على الحياة السويّة ليحيى البشر في سعادة وفضيلة ورقي إنساني.

داعياً فضيلته إلى اجتماع خاص بزعماء وقادة الأديان في العالم؛ للتحاور فيه بكل جرأة وصراحة ووضوح وشفافية بعيداً عن التعصّب بهدف التدارس والتباحث والنظر في الظواهر والممارسات التي لا علاقة للأديان بها، وطرح أفكار وحلول واقعية وعملية لمحاربة هذه الظواهر والممارسات والأفكار والمعتقدات الخطيرة المخالفة لتعاليم الأديان والقضاء عليها.

وأكد في ختام كلمته؛ أن دعوته للتعاون بين الأديان، والحوار الهادف بين علمائها ورموزها؛ لا تعني الدعوة إلى اندماج الأديان في دين واحد، فقد جعل الله القدير لكل أمة شرعة ومنهاجا، ولكن للتفاهم والتعاون من أجل التسامح والتعايش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى