أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

عالم جديد بدون امبراطوريات مهيمنة..

الكاتـبـة/ د . كـريـمـة الحفـنـاوي

 

عالم جديد بدون امبراطوريات مهيمنة..

 

جاء في تقرير المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعنى بالتأثير السلبى للتدابير القسرية على التمتع بحقوق الإنسان بعد زيارته إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية في 1 – 12 فبراير 2021 والذى تم تقديمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سبتمبر 2021 :

على جميع الأطراف الالتزام بموجب ميثاق الأمم المتحدة بمراعاة مبادئ القانون الدولي بما في ذلك المساواة في السيادة والاستقلال السياسي وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتسوية السلمية والسياسية للنزاعات الدولية.

عدم مقبولية تطبيق العقوبات خارج الحدود الإقليمية، وعلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بفنزويلا، ومراجعة ورفع العقوبات ضد القطاع العام في فنزويلا، والامتناع عن فرض عقوبات على فنزويلا.

حث حكومات أمريكا وبريطانيا والبرتغال والمصارف المقابلة على إلغاء تجميد أصول مصرف فنزويلا المركزي لشراء الأدوية واللقاحات والأغذية والمعدات الطبية والسلع الأساسية لضمان الاحتياجات الإنسانية.

دعوة حكومة فنزويلا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان فى فنزويلا إلى التفاوض لضمان التوزيع الشفاف والعادل وغير التمييزى للسلع الأساسية والمساعدات الإنسانية تحت سيطرة المؤسسات الدولية بغض النظر عن العرق والجنس والجنسية والعمر والمعتقد الديني والآراء السياسية مع مراعاة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة.

كما أشار المقرر الخاص إلى أن “حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنتها أمريكا في 8 مارس 2015 كأساس لفرض العقوبات ضد فنزويلا وتمديدها بشكل مكرر لا تتوافق مع المادة 4 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حيث لا يوجد تهديد لحياة الأمة.

قدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خطابا خلال المناقشة العامة للدورة 76 لمنظمة الأمم المتحدة في أواخر سبتمبر 2021 أكد فيه على أن “دول العالم تتقاسم مواقفها بشأن ما ينبغي أن يكون للبشرية في القرن ال21 من تعزيز بناء عالم جديد للسلام والتعاون، عالم جديد من حوار التنوع الأيديولوجي – الثقافي – السياسي – الديني الذى يضم ثقافة الشعوب في جميع انحاء كوكب الأرض، عالم متعدد الأقطاب والمراكز، عالم بدون امبراطوريات مهيمنة، عالم متحرر من محاولة السيطرة الاقتصادية المالية العسكرية السياسية، عالم متحرر من الذين نهبوا واستغلوا وقمعوا شعوب العالم  بالاستعمار الجشع القديم، والذين يتقدمون بأشكال جديدة من الاستعمار ضد شعبنا، أشكال للسيطرة للاستيلاء للقمع للاستغلال ضد شعوب العالم”.

إننا نتفق مع الرئيس الفنزويلي ونؤيد ما طالب به من عالم إنساني يعيش في سلام وتعاون لخير البشرية، ونرفض سياسيات الدول الاستعمارية المتوحشة التي أدت منذ بداية القرن الواحد والعشرين بزعم محاربة الإرهاب (مع العدوان الأمريكي على افغانستان 2001 والعدوان على العراق 2003) إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في انحاء العالم وبالذات في منطقتنا العربية ومحيطها الإقليمي، مع مزيد من استنزاف ثروات الشعوب لصالح تلك الدول الكبرى مما أدى إلى إفقار وتجويع الغالبية من الشعوب وتكدس الثروات في يد قلة محتكرة تسود العالم وتهيمن عليه، هذا غير سياسات العقوبات الاقتصادية غير القانونية التي تنتهجها أمريكا على الدول التي لا تخضع لها ولا تتبع سياساتها  الظالمة الجشعة ومنها دول كوبا وفنزويلا وإيران، هذا بجانب استمرار انتهاج  الولايات المتحدة الأمريكية لسياسات معادة الصين وروسيا خوفا من صعودهم كأقطاب  تهز عرش القطب الواحد الأمريكي المهيمن على العالم.
كما ندعم فنزويلا شعبا وحكومة في المطالبة برفع العقوبات الجنائية ضد الاقتصاد الفنزويلي والشعب الفنزويلي من جانب أمريكا، واحترام القانون الدولي والإنساني، واحترام فنزويلا كبلد ذات سيادة ينتمى للأمم المتحدة.

وأشار نيكولاس مادورو في خطابه إلى أن الدولة تقوم بحوار وطني مع كل قوى المعارضة في المكسيك وبمساعدة دول منها روسيا وهولندا والنرويج للوصول لاتفاق شامل لتعزيز السلامة والسيادة والازدهار الشامل لشعب فنزويلا، وأنه سيتم إجراء انتخابات في 21 نوفمبر القادم لاختيار جميع السلطات الإقليمية البلدية والمحلية.

وأنهى رئيس فنزويلا خطابه أمام الأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين بقوله : “إننا نحتاج إلى منظمة جديدة للأمم المتحدة حتى نتمكن جميعا من تقاسم الحياة والمشاركة في التضامن والطريق العادل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى