أصداء وآراء

المـسـامـح كـريـم..

 

 

الإعـلامي/ محمد بن خميس الحسني

alhassani60536@gmail.com

 

“عزف على وتر مقطوع“..

 

المـسـامـح كـريـم..

 

المسامحة من الأمور المهمة التي ينبغي علينا جميعا المحافظة عليها، وتطبيقها في حياتنا اليومية وهي صفة حميدة من صفات المسلم، ومبدأ من المبادئ الإسلامية القيمة التي حث عليها ديننا الحنيف لأهمية تحقيقها والآثار الإيجابية المترتبة عليه.

ولتطبيق مبدأ التسامح نتائج عدة أهمها زيادة أواصر المحبة، وصفاء القلوب، والتقارب بين أفراد المجتمع الواحد، وبث روح السلام والإخاء في قلوب المتسامحين، والتسامح يقضي على الكراهية والبغضاء.

ولنا في رسول صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة حسنة، فقد تعرض عليه الصلاة والسلام للشتم والإيذاء في بدايات الدعوة إلى الإسلام وقبل حادثة فتح مكة، وعندما فتحها قال لهم ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا خيرا، أخ كريم وابن اخ كريم» فقال صلى الله عليه وسلم : إذهبوا فأنتم الطلقاء. وكذلك قول الله عزوجل (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).

رغم الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ورغم البرامج المتعددة حول هذا الموضوع إلا أن بعضنا للأسف الشديد لا يسامح حتى لأدنى الأسباب، وهناك قضايا عدة في المحاكم بسبب عدم المسامحة، لأن فلان اشتكى على فلان لأنه تلفظ عليه بلفظ غير لائق، أو لأنه قام بتوبيخه بطريقة وسلوك خاطئ لم يعجبه، وهنا يستطيع المُخْطَأ عليه أن يسامح ذلك الشخص المتسبب في ارتكاب الخطأ إنطلاقا من مبدأ (العفو عند المقدرة)، ولكن للأسف هو لا يريد أن يسامح.

وهناك حالات أرى من وجهة نظري التسامح فيها واجب خاصة تلك التي تتعلق بزعل من موضوع ما، مهما كبر حجم الزعل بين أخوين أو صديقين أو حتى بين زوجين، المفترض يبادر ويسامح من أجل تعزيز صفاء القلوب، وسعادة النفوس لكي لا يطول الخصام فتموت المودة بينهما.

قد يقول قائل إذا قمنا بتطبيق مبدأ التسامح على تلك الأخطاء والسلوكيات من شتم وإهانات سوف تزيد وتتفشى لأن الشخص المخطئ قد ضمن التسامح وبالتالي يمكن أ، يكرر فعلته ويتمادى، لذا لا بد من عقوبة رادعة لمن تسول له نفسه بالاعتداء اللفظي على الآخرين .. نعم أتفق مع القائل ربما هناك حالات من تستغل المسامحة أو التسامح وتعيد وتكرر نفس السلوكيات وربما أكثر.

الحل الأمثل هنا تطبيق قوله تعالى (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).

ويقول كذلك : (أدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

كما يقول عز وجل : (وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين).

من خلال الآيات السابقة نستدل على أهمية وجوب المسامحة التي تحقق غايات كبرى يعود نفعها للفرد المسامح وللمجتمع بصورة عامة (والمسامح كريم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى