أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

التـسـويـق الإلكـتـرونـي..

مـحـمـد عـلـي الـبـدوي

خبير في شؤون السياحة العربية والعالمية 

 

التـسـويـق الإلكـتـرونـي..

 

يزداد الاعتماد على الإنترنت والتقنيات الحديثة وما صاحب ذلك من ثورة هائلة في مجال الاتصالات وبذلك أصبحت تمثل أهمية لا غنى عنها عند محبي السفر حال بحثهم عن معلومة تتعلق بخططهم من أجل السفر.

وتهتم معظم الدول بتلبية حاجة السائح من خلال توفير خدمات الإنترنت والتقنيات الحديثة بعدة سبل منها تدشين بوابة إلكترونية لتكون بمثابة قناة تسويق مما يساهم في الترويج للوجهات السياحية.

ولكي تنجح فكرة البوابة الإلكترونية لابد من تحديثها بشكل مستمر وتطوير المحتوى وإضافة خدمات حجز الخدمات التي يحتاجها السائح مثل حجز السيارات وتذاكر الطيران واستخدام أحدث وسائل التقنية الحديثة في عمل جولات افتراضية داخل المعالم الأثرية والتاريخية لتحفيز زائري الموقع.

وكلما كانت البوابة الإلكترونية أكثر تشويقا كلما كانت أكثر قدرة على جذب مزيد من العملاء المحتملين.

ومن الأشياء التي تلجأ إليها الدول عند التسويق للمنتج السياحي تطبيق خدمة الهاتف السياحي والذى يعد من أهم أذرع التسويق الفعالة بشرط أن يكون بعدة لغات مختلفة ومتاح على مدار الساعة، هذه الخدمة الهامة تعنى بتزويد السائحين بمعلومات دقيقة عن كافة المواقع السياحية وخدمات حجز الفنادق ومعلومات التواصل مع كافة مقدمي الخدمات التي يبحث عنها السائح كما يجب أن توفر هذه الخدمة للسائح طريقة ميسرة لتقديم الشكاوى وتحويلها إلى الجهة المختصة حتى يشعر السائح بالجدية في التعامل.

ولا يمكننا الحديث عن التسويق السياحي دون التطرق إلى إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي كأحد اهم أدوات التسويق السياحي ذات التأثير الكبير على قرارات السائحين، ويتم ذلك عن طريق توفير فريق محترف قادر على التفاعل مع السائحين والرد على استفساراتهم وتزويدهم بكافة المعلومات التي يطلبونها.

ويجب أن يدرك المشرفين على هذه الصفحات والحسابات أن تعدد وسائل التواصل الإجتماعي يصب في صالح التسويق السياحي فليس كل السياح من هواة متابعة الفيس بوك وليس كلهم من متابعي تويتر أو إنستغرام.

إذن فالتعدد يضمن الوصول إلى أكبر عدد ممكن من زوار هذه المواقع والتفاعل معهم بشكل صحيح.

كما يجب الإهتمام البالغ بمكتبة الصور والأفلام الترويجية وتحديثها بشكل مستمر وإضافة عناصر تجذب إنتباه المتصفح.

ويمكن للموقع الإلكتروني تقديم مسابقات ثقافية وتقديم جوائز تشجيعية للمشتركين في مثل هذه المسابقات.

كما يمكن بث الرسائل الإلكترونية لتحفيز العملاء وإرسال رسائل بعروض حقيقية يستفيد منها السائح.

ومن المهم متابعة العملاء بعد إنتهاء إقامتهم وبث شعور الألفة بين المسوقين وبين العملاء عن طريق إستمرارية إرسال الرسائل للعملاء وتحفيزهم على السفر مرة أخرى.

وتحتوي الحملات التسويقية على نوعين من الرسائل : رسائل عقلانية وأخرى عاطفية.

الإعلان أو الرسائل العقلانية هي الطريقة التي يتم من خلالها إقناع العميل بطرق منطقية وعادة ما تكون الرسائل العقلية وصفية في جوهرها بحيث تقدم معلومات عن المنتج السياحي.

أما الإعلان أو الرسائل العاطفية فهي تسعى لتوليد شعور بين السائح وبين الوجهة السياحية ويلاحظ أن الرسائل العاطفية الموجهة إلى السائحين قد شهدت إهتماما كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية.

وتركز الرسائل (الإعلان) العاطفية على التجارب الإنسانية مع التركيز على الجودة.

وتتسابق الوجهات السياحية في استقطاب السائح بالتركيز على بناء التجربة والإنطباعات الإيجابية ويتم ذلك عن طريق دعم مكونات المزيج التسويقي : المنتج السياحي، التسعير، التوزيع والترويج.

كما يجب توفير ميزة تنافسية في عالم اليوم المحتدم بالمنافسة الشرسة في مجال السياحة، ولابد أن يتم تطوير إستراتيجيات التسويق وفقا لاحتياجات السائح وضرورة دراسة الأسواق المختلفة والبيئة التسويقية والعمل على بناء الصورة الذهنية الإيجابية.

وقد أكدت الدراسات الحديثة على أهمية الصورة الذهنية على أساس أن أي مؤسسة تعمل في إطار صورة ذهنية تكونت عنها لدى المستهلكين والجهات والهيئات التي تتعامل معها داخليا وخارجيا، تسعى إلى زيادة الجوانب الإيجابية والمشرقة فى هذه الصورة ومعالجة الجوانب السلبية.

وبحسب منظمة السياحة العالمية فإن السياحة بأنواعها هي : المحرك الأكثر فاعلية في تثبيت الصور الذهنية والإدراك عن كل بلد والسبيل إلى تفهم عاداته وتقاليده وسياساته.

وتتكون الصور الذهنية عن طريق التجربة الفردية أو عن طريق ما يقوله الآخرون.

وتتعدد مصادر تكوين الصورة الذهنية وتتنوع ما بين :

* الخبرة المباشرة من خلال الاحتكاك والتعامل اليومي للفرد مع غيره من الأفراد والأنظمة والقوانين مما يُكَوِّن لديه الانطباعات الذاتية.

* الخبرة غير المباشرة عن طريق سماع انطباعات الآخرين أو سماع ما تبثه وسائل الإعلام.

* الرأي العام يعد أيضا من مصادر تكوين الصورة الذهنية.

وتبقى الصورة الذهنية الإيجابية هدفا يسعى إليه المُسَوّق السياحي من أجل كسب مزيد من التدفقات السياحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى