أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

القـرآن الكـريم في حياة النـشء..

مـريـم الشـكـيـلـيـة

 

القـرآن الكـريم في حياة النـشء..

 

يقول الحسن البصري : (تفقد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن والذكر؛ فإن وجدت ذلك فامضي وابشر، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه).

ويقول غوته : (كلما قرأت القرآن شعرت أن روحي تهتز داخل جسمي).

الكثير والكثير من العبارات والأقوال التي قيلت في كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم) وأهميته الدينية والدنيوية في حياتنا منذ بداية البعثة المحمدية وإلى يومنا هذا.

القرآن الكريم معجزة الله تعالى، والنعمة التي أنزلها على عبادة ليكون هدايةً للخليقة، ومنظماً لحياتهم في الدنيا.

بعد هذه المقدمة البسيطة عن القرآن الكريم يتساءل القارئ ما الجديد في الموضوع ؟! وهل القرآن الكريم وأهميته موضوع نادر ؟!.

والجواب : لا طبعاً فالكثير من المقالات وغيرها ألقت الضوء، وتحدثت عن أهمية كتاب الله تعالى .. مقالي هذا أردت منه أن ألقي الضوء على وجود القرآن الكريم في حياتنا اليوم؛ في ظل زحام انشغالنا في حياتنا، وانغماسنا في مشاكلنا، وطغيان القضايا الدنيوية، ومما زاد الأمر هو ظهور قضايا جديدة وعادات في حياتنا، ورأي القرآن الكريم فيها، كما أننا اليوم غير الأمس؛ فالعالم أصبح قرية صغيرة متداخلة مع بعضها البعض، وتداخلت معه الكثير من المتغيرات حتى مست العقيدة لدى البعض، ولو لا أن القرآن الكريم منزل من الله تعالى، وتعهد بحفظه؛ لما ثبت إلى اليوم في ظل عوامل التغيرات ومرور السنوات وتعاقب الأجيال.

ولكن السؤال الذي أريد أن أصل به إلى القارئ الكريم هو أين القرآن الكريم من حياتنا وحياة النشء اليوم؟!.

إننا اليوم بحاجة إلى تقوية علاقتنا بالقرآن الكريم أكثر من أي وقت كان؛ ليس لأبنائنا فحسب، وإنما حتى نحن كأباء ومربين.

لنعيد إنضباط تواقيت حياتنا أولاً يجب أن نفهم الأجيال أن القرآن الكريم ليس فقط سور نرددها في الصلوات الخمس، وليست فقط آيات نقرأ سطورها في شهر رمضان المبارك كعادة، أو هكذا وجدنا من قبلنا يفعلون.

إن الأمر الشائع ومع الأسف أننا اختزلنا وجود القرآن الكريم في حياتنا في أوقات دينية فقط، ولو أننا لم نكن نتقصد هذا الأمر لأننا مسلمون بالفطرة، ونعلم ما هو كتاب الله بالنسبة لنا كمسلمين، ولكن ماذا عن وجود القرآن الكريم في حياتنا الدنيوية وفي حياة النشء على وجه الخصوص؟ في ظل هذا الإنفتاح الكبير على العالم، ووجود طوفان من المتغيرات التي غيرت حياتنا بشكل كبير؛ حتى إن تداخل القضايا البسيطة منها مع بعضها البعض أصبحت تحدث جدلاً بين الناس، وما كان واضحاً بالأمس أصبح اليوم مشكوك فيه؛ أقصد فيما يتعلق بأمور حياتنا وتفاصيلها.

اليوم نحن بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوية وجود القرآن الكريم في تفاصيل حياتنا؛ حتى نستطيع التعامل مع كل تلك القضايا التي تشغلنا، ولكن قبلها نحن بحاجة إلى تعميق مفهوم القرآن الكريم وقدرته وعظيم أسراره في كل ما يتعلق بنا، وأن يكون متواجداً في تعاملاتنا ويوميات حياتنا.

إن من الملاحظ تزايد معدلات الأمراض النفسية كالقلق والوسواس والخوف والاكتئاب وغيرها وهي ما يطلق عليها بأمراض العصر، وإن أحد أسبابها هو الفراغ الروحي الذي انشغلنا عنه بحياتنا وبمن حولنا بقصد وبدون قصد منا ابتعدنا شيئاً فشيء عن التفكّر وشحن أرواحنا بتلك الطاقة النورانية التي هي صالحة لكل زمان ومكان، وهي الآيات القرآنية التي باستطاعتها حل مشكلاتنا كلها، وتعيد العلاقة بينها وبين النشء، وترتيب الأولويات وضبط إيقاع الحياة بشكل عادل وسهل ومفهوم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى