أصداء عُمان

تنفيذ مشاريع تجميلية لواجهة فلج الميسّر بولاية الرستاق…

أصــداء – العمانية

نُفذت بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة خلال الفترات الماضية عدد من المشاريع بجهود أهلية تطوعية، من بينها تجميل واجهة فلج الميسّر الذي أُدرج ضمن سجل التراث العالمي لليونسكو بتاريخ 16 يوليو 2006م.

ويُمثل الفلج تحفة هندسية في شقّ الأفلاج كما يُعد من الآثار العُمانية الشاهدة على إبداع العُمانيين وبراعتهم في استخراج المياه من باطن الأرض، فهو من أكبر الأفلاج وأشهرها في الولاية وعلى مستوى السلطنة قياسًا لكمية مياهه المتدفقة بمعدل يصل إلى 2,500 متر مكعب في الساعة وطوله الذي يمتد لمسافة (5783) مترًا ونظامه الفريد في كيفية توزيع مياهه بشكل متوازن.

وقال المهندس أحمد بن سيف المزروعي وكيل الفلج لوكالة الأنباء العُمانية “تم تنفيذ عدد من المشاريع بجهود أهلية لتحسين واجهة الفلج والمنطقة بشكل عام لجذب السياح واستقطابهم، ومن أهمها مشروع تجميل موقع الغياز وتأهيل موقع الشريعة ليكون مناسًبا لإبراز الفلج، وإعادة بناء سبلة المحيضري وسبلة اللمد ومشروع إعادة تـأهـيل موقع الساعة الشمسية (اللمد) وإعادة تأهيل استراحة الزائـر إضافة إلى مشروع توثيق آثار الملك خوفًا من فقدان الصلة بين الآثار ومُلاكها مع مرور الزمن”.

وأشار إلى أنه لا يوجد تاريخ مُحدد لشقّ الفلج ولكن الشواهد تدل على أنه شُقّ مع قيام التجمعات السكانية في علاية الرستاق وبناء قلعة الرستاق.

وأضاف أنّ الفلج يتميز بهندسته المعمارية الفريدة بدءًا من منبعه الأصلي وانتهاءً بآخر نقطة يصل إليها لري المزروعات، حيث يبلغ طول قناة الفلج (5783) مترًا وتبدأ من أم الفلج التي تسمى بفرضة (الغدادية) وتقع بالقرب من مجرى وادي بني عوف ويصل عمقها لأكثر من (54) مترًا حيث تظهر براعة الإنسان العُماني في الوصول إلى هذا العمق وعبر أدوات حفر بسيطة إذ تم نحت صخرة في هذا المكان بعمق (20) مترًا.

وأضاف أنّ ساعد الغدادية يبعد عن هذه الفرضة صعودًا بمقدار 50 مترًا بعدها تشاهد 7 أنفاق نُحِتت في الجبل بعمق 54 مترًا عن سطح الأرض ومن جميع نواحيها تتدفق المياه مثل غدد العين لذلك تم تسميتها بالغدادية، منها 6 أنفاق نشطة والسابع يتدفق أيام الخصب، ويشكل ساعد الغدادية المصدر الرئيسي لمياه الفلج بنسبة 80% بينما ساعد وادي السن بنسبة 20%.

وأشار إلى وجود سواعد إضافية للفلج كل واحد ممتد إلى جهة معينة فيخال إلى كل من ينزل إلى قناة الفلج بأن هناك متاهة نظرًا لتفرع هذه السواعد، وهي: ساعد الحلاة وهو متضرر وساعد وادي الكور الذي يتدفق أيام الخصب وساعد القرن الذي لم يتم إيصاله بقناة الفلج ويبعد عنها بمقدار 10 أمتار.

وذكر أنّ هذه السواعد تُشكل إضافة إلى ساعده الأصلي دورًا في بقاء تدفق الفلج وعدم تأثره بالجفاف إلا نادرًا، كما توجد العديد من الفتحات التي تُعين الأهالي على صيانة الفلج وتوفير التهوية اللازمة لهم أثناء إزالة كل ما يعيق تدفق المياه، حيث يصل عدد الفتحات أو ما يُعرف محليًّا (بالفرضة) حوالي (270) فرضة، ويبلغ ارتفاع سقف عامد الفلج بشكل عام مترًا ونصف المتر.

وحول الخطط التطويرية للمحافظة على ديمومة واستمرارية تدفق مياه الفلج وجعله وجهة سياحية قال المهندس أحمد بن سيف المزروعي “وضعنا خطة شاملة لتطوير فلج الميسّر تتضمن مجموعة من الأفكار والرؤى للإسهام في زيادة منسوب مياه الفلج بمعدل 2% سنويًّا عبر صيانة أمهات الفلج وسواعده وقنواته ومنع تسرب المياه منها إضافة إلى زيادة عوائد الفلج سنويًّا بمعدل 5% من خلال الاستفادة من جميع الأراضي الواقعة على جانب الفلج والاستفادة من القيمة السياحية للفلج والسعي نحو تخصيص أراضٍ صناعية وتجارية يتم استثمارها لصالح الفلج”.

ووضح المهندس أحمد المزروعي بأن لفلج الميسّر أهمية كبيرة فهو يُغذي منطقة العلاية بأكملها وهي أكبر رقعة زراعية على مستوى الولاية إذ تبلغ مساحتها (1,574,580) مترًا مربعًا ويروي الفلج حوالي (20) ألف نخلة ويصل معدل تدفق المياه إلى حوالي 2,500 متر مكعب في الساعة.

وبيّن أنّ فلج الميسّر ينقسم إلى فلجين أو (غيزين): غيز الفوق وغيز التحت في مكان يسمى بـ (سيف لغياز) وكل واحد منهما ينقسم أيضًا إلى فلجين وبذلك يكون عدد الأفلاج التي ينقسم إليها فلج الميسّر أربعة أفلاج وهذا لا يوجد إلا في القليل من أفلاج السلطنة.

وأفاد بأن الفلج يعتمد في ريّ المزروعات على نظام فريد من نوعه يسمى محليًّا بـ (الآد) وهو مقسم إلى ١٣ آدًا وهي: بشام، والخالص، والبقل، وعلي، ومهنا، وسليمان، وحم سليمان، والسحتن، والنير الكبير، والنير الصغير،و شاذان، والجابري، والقعد وهذا الأخير ملك للفلج ويتم تأجير مياه هذا الآد لمن يرغب وتمم صيانة الفلج بهذه المبالغ، و(الآد) مدته ( 24 ) ساعة.

وذكر أنّ توزيع المياه حتى هذا اليوم يكون بنظام “الأثر” والأثر الواحد مدته نصف ساعة ويعرف دور كل شخص من أرباب الفلج عن طريق عريف الفلج الذي يميز ذلك بنظام الساعة الشمسية المعروف بـ (اللمد) وهو عبارة عن مكان مبني بالحصى ومُقسم بشكل يضمن العدالة، وهذا النظام مُتعارف عليه ليس في ولاية الرستاق فحسب بل في العديد من الولايات، أما في فترة الليل فيتم تقسيم مياه الفلج بنظام الساعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى