أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

نساء عُـمانيات خَلَّدَهُـنَّ التاريـخ..

كـاتـب وبـاحـث سـعـودي

 

 

نساء عُـمانيات خَلَّدَهُـنَّ التاريـخ..

 

حينما تذكر عُمان السلطنة يذكر مجتمعها برجاله ونسائه الذين خلد التاريخ أسماؤهم ، وظل ذكرهم مصدر فخر وعز جيلا بعد جيل ، تقديرا لما  قدومه من أعمال عظيمة ، وقبل قراءتي لكتاب (عُمانيات في التاريخ) لمؤلفه خليفة بن عثمان بن محمد البلوشي ، تذكرت الحكمة القائلة “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة” ، وتلك التي تقول “إن كان الرجل بحراً فالمرأة هي الجسر” ، وهي إشارة إلى قوة المرأة وقدرتها على الصبر ليصل الرجل إلى بر الأمان.

وإن كان التاريخ القديم قد حفظ لنساء عظيمات أعمالهن ، وأبرز أثرهن كحتشبسوت ” التي طالما تشبهت بمظهر الرجال ليتقبلها المصريون خليفة لأبيها تحتمس الأول، وقادت البلاد لمدة 21 سنة وهى من اطول فترات الحكم في العصر الفرعوني، واتسم عصرها بأنه من اكثر العصور سلاماً ورخاء” ، و “قادت الجيوش للحرب في مستهل حكمها، ولكنها وجهت جل طاقتها لتوطيد العلاقات التجارية مع البلاد المجاورة مما عاد على مصر واهلها بالثراء والرخاء وساهم في بدء حقبة ارتقت فيها الفنون والعمارة وشيدت فيها مشروعات عملاقة لم يعرف التاريخ القديم مثيلاً لها”.

كما سجل التاريخ العربي الحديث أسماء نساء عربيات صنعن أعمالا خالدة كالأميرة فاطمة إسماعيل إحدى سيدات الأسرة الملكية البارزة في مصر ، والتي أسست أول جامعة في مصر والشرق الأوسط على نفقتها الخاصة، وكانت تلك الجامعة هي “جامعة القاهرة”.

وفي عُمان هناك نساء لعبن دورا هاما في المجتمع العُماني وتحدث عنهن الرحالة البريطاني جيمس ريموند ولستد، في كتابه (تاريخ عُمان) ، وتبرز السيدة/ موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية كواحدة من نساء عُمان اللواتي برز دورهن في الحياة الاجتماعية والسياسية ، وقد تحدث عنها الأستاذ/ خليفة بن عثمان بن محمد البلوشي بإسهاب ، فهي من مواليد مدينة الرستاق عام 1749م ، وذكرها المؤرخون بعدة أسماء فهناك من أطلق عليها (فاخرة) ، ومن أسماها بــ (معادة) ، ووصفتها السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان فـي كتابها (مذكـرات أميرة عربية) ، بأنها : “سياسية من الدرجة الأولى وعارفة بنفوس الرجال، واسعة الحيلة والدهاء ، غيورة علـى ملك أبيهـا ووحدة وطنها”.

وقد تولت السيدة/ موزة مقاليد الحكم بعد مقتل أخيها السيد سلطان بن أحمد فعقدت لها الوصاية على إبني أخيها، وبقوة شخصيتها وشجاعتها استطاعت أن تدفع الخطر عن مسقط وأن تحتفظ لابني أخيها بملك أبيها.

وذكرت  السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان سلطان عمان وزنجبار ، في مذكراتها المعروفة باسم (مذكرات أميرة عربية رسائل إلى الوطن) ، ” أن عمتها السيدة موزة عندما حوصرت مسقط خرجت في إحدى الليالي متنكرة بملابس الرجال بعد أن سمعت أن خصومها قد لجأوا إلى الرشوة والمال لإغراء الجنود المدافعين عن العاصمة بهدف السيطرة عليها، بعد عجزهم عن ضمها بالقوة، فذهبت بنفسها تريد أن تمتحن ولاء جنودها، فالتقت بأحد العساكر، وحاولت باعتبارها من رجال المعارضة إغراءه بالمال كي يتخلى عن السيدة وينضم إلى صفوف خصومها، ولكن انفعال الجندي وغضبه أسعد السيدة موزة ورفع من معنوياتها، وكاد الموقف أن يكلفها حياتها على أيدي أنصارها باعتبارها من المعارضين، لو أنها لم تكشف لهم عن هويتها” ، توفيت السيدة موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد عام 1832م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى