أصداء وآراء

قـراءة في كـتاب : الوزيـر المـرافـق ..

فـهـد الجهـوري – كاتـب
almnsi2020@gmail.com
قـراءة في كـتاب : الوزيـر المـرافـق ..
إستقبل فخامة الرئيس أخيه فخامة الرئيس الفلاني ،

تبادل الرئيسان الأحاديث الودية ذات الاهتمام المشترك ،

لقاءات مثمرة جمعت الأخوة العرب في قمتهم المنصرمة ،

هكذا تبث القنوات الإخبارية الإذاهية والتلفزيونية والصحافة الرسمية وغير الرسمية أخبار لقاءات حكام الدول والوفود الرسمية الدبلوماسية ، ولكن الراحل الدكتور غازي القصيبي يعطينا حقيقة ما يدور في الاجتماعات أو ما دار اثناء تواجده كوزير مرافق في كتابه (الوزير المرافق) ، و الذي يلخص فيه تجربته كوزير مرافق لثلاثة ملوك راحلين للمملكة العربية السعودية.
فمن كان يعتقد مثلاً أن المرأة القوية أنديرا غاندي، التي حكمت قرابة المليار هندي بشتى اختلافاتهم الدينية و المذهبية ، تتحدث عن مشاكلها مع زوجة إبنها الراحل سانجاي كأي امراة قروية تعيش في أطراف إحدى القرى الهندية النائية.
أو الدفاع المستميت الذي شهده خلال لقائه مع الحبيب بو رقيبة (المجاهد الأكبر كما يلقبونه في تونس) عن قوانين خلع الحجاب ، ومنع تعدد الزوجات ، والذي أجتهد من منظوره في تفسير آيات القرآن ليعلن بطريقة غير مباشرة أن القرآن يبرأ مما اتفق عليه المفسرون.
ولكني أعتقد شخصياً أن لقاء الملك خالد مع القذافي في زيارته لليبيا ربما يكون الأمتع في الكتاب لما طرحه القذافي من أفكار صحت عليها مقولة يمن بن الأزرق (لقلة العقلاء لم يعُرف الحمقى).
وليس ببعيد يذكرنا الراحل غازي القصيبي بانقسامات العرب في قممهم على الهواء مباشرة ، التي كان يترأس مهاتراتها معمر القذافي ، ولكن هذه المرة يسرد القصيبي ما حدث من مشاحنات وخصومات في الجلسات المغلقة بقمتي فاس بالمغرب في تجلي صارخ لحال العرب اليوم وربما لغد.
إن هذا الكتاب بسيط الصفحات عميق بنقل بعض الأفكار لبعض القادة الغربيين ، خاصة  الذين التقاهم غازي القصيبي وهو على رأس عمله كوزير مرافق ، يضعها لنا كمرجع تاريخي أو كمواقف وحوارات للاستئناس بها لقادة كنا نراهم يوماً ما من خلف شاشات التلفاز كرموز مُهابة ، ولكن ما يدور خارج البروتوكولات الرسمية مختلف تماماً ، وفي كثير من الأحيان هو أقرب للهزل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى