قضايا أصداء

قاسم  جومارت توقاييف بعد عام فى السلطة .. إنجازات وإصلاحات تشهدها كازاخستان..

تقرير : أصـداء
في التاسع من يونيو الجاري يكمل الرئيس الثاني لكازاخستان قاسم جومارات توقاييف عاما في الحكم منذ انتخابه خلفاً للرئيس نور سلطان نزارباييف، بعد منافسة مع 6 مرشحين آخرين، وكان عامه الأول حافلاً بالإنجازات والكثير من الطموحات للشعب الكازاخستاني.
وقد أكد توكاييف في أول مؤتمر صحفي له بالقصر الرئاسي عقب إعلان فوزه في العاشر من يونيو العام الماضي، أنه سيعمل على استمرار عملية التنمية ورفع مستويات معيشة المواطنين، واستكمال مسيرة الديموقراطية، والإصلاح، وسيادة القانون، مشدداً على أنه يؤمن بضرورة دعم الشباب وتمكينهم لأنهم هم المستقبل.
وتعهد توكاييف بمواصلة الحرب على الفساد الذي اعتبره من أخطر التحديات التي تؤرق الدول، وقال: إن الفساد يمثل مشكلة بالنسبة لنا ونحن نحاربه، وعلى رأس أولوياتي محاربة الفساد وقد حفل العام الأول من حكم توقاييف بالديناميكية والعمل المتواصل لتحقيق ما تعهد به الرجل فأسس المجلس الوطني للثقة العامة (NCPT) وعمل على التواصل المباشر مع المواطنين بخاصة عبر التواصل الاجتماعي عبر نحو ألف تغريدة خلال العام، كما طرح مشروع الطريق إلى التنمية المستدامة، والحفاظ على المدونة الثقافية، وبرنامج اتصال لا ينفصل مع الوطن – دعم الكازاخستانيين في الخارج، وتوسيع قنوات الاتصال للتأثير الدبلوماسي، وتوحيد الجهود لتعزيز الرعاية الصحية للمواطنين.
كما شهد العام الأول لتوقاييف في الحكم إصلاحات سياسية وتشريعية تضمنت مشروع قانون “بشأن ترتيب وتنظيم التجمعات السلمية في كازاخستان” (في مجلس الشيوخ)، ومشروع قانون “التعديلات والإضافات على القوانين التشريعية لكازاخستان بشأن تنظيم وعقد الجمعيات السلمية في كازاخستان” (في مجلس الشيوخ)، وتطوير نظام التعددية الحزبية والمنافسة السياسية وتعددية الرأي، وصياغة قوانين لتقليل حاجز التسجيل لتسجيل الأحزاب (من 40.000 إلى 20.000 عضو) وإدخال حصة 30٪ للنساء والشباب على قوائم الأحزاب (في مجلس الشيوخ)، وكذلك مشروع قانون جمهورية كازاخستان “بشأن التعديلات على القانون الدستوري لكازاخستان” بشأن برلمان جمهورية كازاخستان وحالة أنشطته، الذي ينص على إدخال مؤسسة المعارضة البرلمانية (في مجلس الشيوخ)، والانضمام إلى البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدام، ومشروع مرسوم رئاسي بشأن توقيع البروتوكول (لاعتماد هيئات الدولة).
كما تضمنت الإصلاحات السياسية والتشريعية حزمة من التشريعات لتقوية المجتمع المدني، برسم مفهوم لتنمية المجتمع المدني حتى عام 2025، وإدخال تعديلات على التشريعات المتعلقة بالمنظمات غير الهادفة للربح، والعقود الاجتماعية الحكومية، والمنح والمكافآت للمنظمات غير الحكومية.
كما تم تعديل القانون الذي تم بموجبه تغيير نشاط النقابات: تم إلغاء الارتباط الرأسي، وتم تخفيف المسؤولية عن المكالمات في الإضرابات غير القانونية، وإجراءات التسجيل.
وقد تم العمل على توصيات منظمة العمل الدولية والأمم المتحدة في استمرار الإصلاح القضائي وإنفاذ القانون بحاصة قانون التعديلات والمكملات لبعض القوانين التشريعية لكازاخستان بشأن تحسين تشريعات الإجراءات الجنائية والإجرامية وتعزيز حماية الحقوق الشخصية، وتم إدخال تعديل على عدم تجريم المادة 130 من القانون الجنائي لكازاخستان “التشهير” (في مجلس الشيوخ).
أما بالنسبة للتشريعات المتعلقة بالحكم المحلي والحكم الذاتي في كازاخستان فتم إدخال العدالة الإدارية، من أجل تحديث وكالات الشؤون الداخلية، يتم النظر في 2019-2021 لنقل الرعاية الطبية المخصصة للمدنيين إلى وزارة الصحة وغيرها من الهيئات.
وتم نقل المسؤولية الجنائية عن العنف الجنسي من وسيط إلى جريمة خطيرة، وتصنف الجرائم ضد الأطفال على أنها جرائم خطيرة للغاية وسن عقوبات للعنف ضد الأطفال تحت سن 14 سنة، تصل إلى 20 سنة في السجن أو السجن مدى الحياة.
كما تم تشديد عقوبة القيادة تحت تأثير الكحول – لتصل إلى سحب رخصة القيادة مدى الحياة و 10 سنوات سجن، وتم تغليظ عقوبة توريد الأدوية للقصر من 15 سنة إلى السجن مدى الحياة، وشدد القانون جريمة الصيد غير المشروع ليساوي شكلاً خطيراً من أشكال الجريمة المنظمة، وتم تغليظ عقوبة السرقة بالبلاد.
وتم عمل تعديلات تشريعية تسمح بفرض حظر على أنشطة البنوك لتقديم القروض للمواطنين الذين يقل دخلهم عن الحد الأدنى للكفاف، وتقديم إعانات للعائلات التي لديها العديد من الأطفال، بغض النظر عن دخلهم.
كما تم تقديم الحزمة الاجتماعية للأطفال من الأسر منخفضة الدخل، وتشمل: النقل والغذاء والزي المدرسي، والفوائد المستمرة للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وزيادة رواتب المعلمين بنسبة 25٪ في عام 2020، أي الضعف في 4 سنوات إنشاء جوائز في 3 رواتب للمعلمين الذين أعدوا الفائزين في الأولمبياد العالمية والمسابقات الرياضية.
المنح الطلابية تم زيادة المنح لطلاب الجامعات والكليات بنسبة 25٪ وإلغاء تراخيص مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي لا تلبي مناهجها متطلبات العصر، وإلغاء تعيين رؤساء الجامعات بمرسوم وتعيين رؤساء الجامعات الوطنية على أساس تنافسي، ونبذ كلمة “أورلمان” لصالح “قندس”.
وفي مجال السياسة الخارجية انتهج سياسة أكدت أولويات البلاد بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين: روسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع استمرار مسار السياسة الخارجية التقليدية لكازاخستان كمسار متعدد التوجهات وواقعي واستباقي يلتزم بنهج مسؤول في العلاقات الدولية والالتزام بالقيم العالمية للسياسة الخارجية، وتعزيز الدبلوماسية الإقليمية لتخدم استراتيجيات السياسة الخارجية مصالح تعزيز الاقتصاد الوطني.
كما تم تحديث جدول الأعمال بالنسبة للسياسة الخارجية للبلاد لتقوم على: تنفيذ مبادئ مفهوم “دولة الاستماع”، وتقييم مفصل ومتعمق لتحديات السياسة الخارجية الحالية، والاستفادة المثلى من النفقات المالية في السياسة الخارجية، واعتماد المفهوم على تجربة الممارسة الدولية لـ FPC، وتحويل التركيز إلى الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية.
حسم قاسم جومارت توقاييف السباق الرئاسي في كازاخستان لصالحه  عام ٢٠١٩، ليصبح الرئيس الثاني لجمهورية كازاخستان، بعدما شغل لمدة عام منصب الرئيس المؤقت عقب استقالة الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف، في مارس 2018، بعد 3 عقود أمضاها في الحكم.
وشغل قاسم جومارت توقاييف مناصب عدة في الدولة من رئيس الوزراء الى وزير للخارجية الى رئيس لمجلس الشيوخ، وهو المنصب الذي كان يتولاه حين أعلن الرئيس نور سلطان استقالته.
ولد توقاييف في كازاخستان عام 1953 في عائلة من النخبة الثقافية السوفياتية، وفي 1975، حاز على شهادة من المعهد الحكومي المرموق للعلاقات الدولية في موسكو.
بدأ بعد ذلك العمل في السلك الدبلوماسي، حيث بات شخصيةً سياسية من الصف الأول بعد استقلال كازاخستان عام 1991. وعيّن مرتين وزيرًا للخارجية، ورئيسًا للوزراء بين عامي 1999 و2002.
وتولى توقاييف منصب رئيس مجلس الشيوخ مرتين، المرة الأولى بين عامي 2007 و2011، ثم في عام 2013 حتى استقالة الرئيس الأول نور سلطان؛ حيث إنه بموجب الدستور الكازاخستاني، يتولى رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة الموقتة للبلاد خلفًا لرئيس الجمهورية، وهو ما تم عقب إعلان الرئيس الأول للجمهورية الكازاخية نور سلطان استقالته في مارس 2013.
كما شغل توقاييف الذي يجيد الصينية والإنجليزية إلى جانب الروسية منصب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في جنيف بين عامي 2011 و2013؛ حيث كان أول كازاخي يتولى مركزًا على هذه الدرجة من الأهمية في منظمة دولية.
وتنافس قاسم جومارت توقاييف، رئيس كازاخستان مع 6 مرشحين رئاسيين وسعدي بيك توغل ممثلا عن الحركة الجمهورية “أولي دالا” و أمانجيلدي تاسبيخوف مثلا عن اتحاد نقابات العمال الكازخي، ودانيا إيسباييف من حزب أكهول كازاخستان الديمقراطي، وتولوتاي رحيمبيكوف من حزب أويل الاجتماعي الديمقراطي، وزامبيل أحمد بكوف من حزب الشعب الشيوعي، وأميرزان كوسانوف ممثلا عن حركة ألت تاجديري الوطنية.
واستطاع الرئيس الجديد أن يحسم الانتخابات الرئاسية، التي أجريت فى  9 يونيو ٢٠١٩، والتي شارك فيها 77% من إجمالي 11 مليونا و814 ألف ناخب كازاخي مسجل يحق لهم التصويت في أكثر من 10 آلاف صندوق اقتراع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى