بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

مُصاب يُسـعِـف مُصاب !!..

عـائـشـة بنت صـالـح الشـحـيـمـيـة

 

مُصاب يُسـعِـف مُصاب !!..

 

هذه القصة حدثت معي شخصيا في عام ٢٠١٨م، كنت في طريقي من مسقط إلى قريتي، وكنت في حافلة مليئة بالطالبات حيث أنه في تلك الفترة كنت ادرس تخصص العناية الحرجة كبار، وفي الطريق حدث أمر لم يكن في الحسبان، وشاء الله أن تصطدم الحافلة بسيارة لنقل المياة الصالحة للشرب، وأدى ذلك إلى إصابات عدة ومختلفة بين الطالبات والسائق الذي امتلأ رأسه بالدماء إثر اصطدامه بعجلة القيادة، وقمت أتفقدهم جميعا وأطمئن عليهم، وأرى مدى وعيهم وتأثرهم، وأعلنت لهم بأني ممرضة، وذلك من أجل أن أزيل الخوف من قلوبهم بسبب الإغماءات والصرخات التي تعالت بسبب الهلع من الموقف الذي أذعر الجميع ، ورغم أن رجلي اليمنى مصابة برضوض أدت إلى عرقلة مسيري بعض الشيء إلا أنني جاهدت نفسي من أجل إنقاذ أرواح الآخرين وبث الطمأنينة في قلوبهم، فنسيت ما أنا عليه أو بالأحرى تناسيت ذلك من أجلهم.

والحمد لله بدأوا يتجاوبون معي وينصتون إلي إلى أن جاءت الإسعاف لتنقل من هم بحاجة إلى الرعاية الصحية.

والحمدلله شُفِيَ الجميع، وربما إلى الآن مازلت أعاني قليلا من آلام طفيفة من رجلي اليمنى إلا أنني في كل مرة أتذكر فيها ما حدث، وكيف أن الله أنعم علي وثبتني بفضله ورحمته وسخرني من أجل انقاذ الآخرين ، والحمد لله.

ولطالما كنت ومازلت افتخر بهذه المهنة التي يسرها الله لي ، والتي أحببتها بشغف ، وأسأل الله أن يكون العمل شفيعا لي يوم الحساب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى