الدكتور/ محمد بن ناصر الصوافي

القـرآن الكـريم .. الإجازة الصـيـفـية..

قبل أيام قلائل دقت أجراس الساعة مُؤَذِّنهً بَدْءَ الإجارة الصيفية، والتي تتزامن هذا العام مع ساعات الحظر الليلي بسبب الظروف المعروفة.

والمربي الحريص على استغلال أوقات فلذات أكباده هو من رسم خطةً محكمةً لهم ليستغلوا هذه الفترة الذهبية من حياتهم فيما ينفعهم في الدنيا والعقبى، مقسمًا أوقاتهم بين الجد والراحة، والعمل والترفيه.

وإن من أجل وأعظم ما يستثمر المرء سويعات عمره، وأوقات من يعول هو: حفظ كتاب الله تعالى، وكما يقال: (الاستغلال العظيم للحياة هو أن تقضيها في عمل شيء يبقى إلى ما بعد الحياة).

وخلال هذا المقال نتطرق إلى موضوع مهم فيما يخص تحفيظ الأبناء كتاب الله، وذلك من خلال السؤال الآتي :

كيف تقوم بتحفيظ ابنك القرآن الكريم عن طريق الاستفادة من هاتين الآيتين :

الآية الأولى : (ٱلرَّحۡمَـٰنُ*عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ).

الآية الثانية : (فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِ) ؟.

وسوف نجيب عن هذا السؤال من خلال مجموعة من الفوائد:

الفائدة الأولى : الرفق واللين في تحفيظ القرآن.

يؤمر المربي الفذ بالتلطف والعطف والصبر في تعامله مع ولده بشكل عام، وعند تحفيظه لكتاب الله بشكل خاص.

الفائدة الثانية : مشاورته في الأوقات المناسبة ومقدار الحفظ حسب سِنّه.

فقد يُخيرُ الأب ابنه بين وقتين معينين أو مقدار الحفظ والمراجعة، ولا سيما أوقات الإجازات الطويلة مثل الإجازة الصيفية.

الفائدة الثالثة : الدعاء والاستغفار له.

من الدعوات المستجابة دعاء الوالد لولده، فحريٌ أن تكون هذه الدعوة له بحفظ ما تيسر من كتاب الله، والعمل بما حفظ وتعلم، والعفو والغفران للابن عند حدوث زلل أو تقصير منه.

وفي الخـتـام :

أحيانًا ودون قصد يكون تعاملنا مع أبنائنا أثناء تحفيظهم لكتاب الله منفرًا لهم عن الحفظ أكثر من أن يكون مشجعًا، ولا سيما عندما تقترن أوقات التحفيظ بالصراخ والضرب والتهديد.

فترتبط أوقات الحفظ في ذهن الطفل بخبرات منفرة، فيولي دبره مهرولًا عن والديه ومعلميه، فنلوم هذا المسكين، في حين كان من الأولى إلقاء اللوم علينا.