ثقافة وأدب

“خربة الذريح” جنوب الأردن.. توثيق للحياة زمن الأنباط قبل الميلاد

أصـــداء /العُمانية

تُعدّ “خربة الذريح”، الواقعة جنوب الأردن، واحدة من أبرز المواقع الأثرية التي توثق جوانب الحياة الدينية والاقتصادية والاجتماعية في زمن الأنباط قبل الميلاد، وكانت مركزًا مهمًا يتبع العاصمة النبطية “البترا”.

وتكشف المكتشفات الأثرية في الخربة عن معالم معمارية بارزة، من بينها معبد الإله “ذو الشرى” المشيد فوق منصة حجرية مرتفعة، والذي تميز بواجهته المزخرفة ونقوشه الفلكية وصوره الأسطورية، في دلالة على تتابع الثقافات النبطية والهلنستية والرومانية. كما تضم الخربة معابد أخرى ومذابح محفورة بالصخر يُرجّح أنها استُخدمت في الطقوس الدينية.

وتتميز الخربة بطرازها المعماري النبطي القائم على الحفر في الصخر، وتنتشر فيها البيوت الحجرية، والمعاصر، والسدود، والآبار التي استخدمت لتجميع المياه، ما يعكس ازدهار الحياة الزراعية إلى جانب النشاط التجاري. وتشير الدراسات إلى أن الموقع شكّل محطة مهمة للقوافل التجارية التي كانت تربط البترا بوادي عربة والبحر الميت.

كما توثّق النقوش المكتشفة في الموقع للغة النبطية وتطورها، وتعدّ مرجعًا علميًا مهمًا لدراسة البنية الاجتماعية والاقتصادية لتلك المرحلة.

ويؤكد الباحثون أن “خربة الذريح” تجسّد ملامح النظام العمراني والديني للأنباط، وتعكس مدى قدرتهم على التكيف مع الطبيعة واستثمار الموارد، لتبقى شاهدًا أثريًا على حضارة ازدهرت في قلب الصخر، وما تزال تروي قصتها حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى