
الرمزية في الروايات.. هروب من الواقع أم أداة إبداعية؟
أصـــداء /العُمانية
تشكل الرمزية في الأعمال الروائية أداة أدبية يستخدمها الكُتّاب لإضفاء عمق وثراء على النص المكتوب، والسماح لهم بإيصال أفكار ومشاعر معقدة بأسلوب غير مباشر وجاذب. ووفق ما تُعرف الرمزية في الأدب فهي أسلوب يمثل فيه الشخص أو الكلمة أو الفعل شيئًا يتجاوز معناه الحرفي، ويمكن من خلالها نقل أفكار أو موضوعات أو مفاهيم معقدة دون التعبير عنها مباشرة، بالتالي يُخفي الرمز خلفه معنى أكبر مما يظهره. وقد لا يتوصل بعض القراء إلى فهم ذلك الرمز، لكنه في المجمل العام يشكل طريقة أشمل لإغناء النص وحث القارئ على التفكير والتمعن فيما يقرأه.
وبحسب ما يرى العديد من النقاد في كتاباتهم وطرحهم لهذا الموضوع، وبعض الكتاب الروائيين كذلك، فإن الرمزية في الرواية يُنظر لها اليوم على أنها لغة أخرى للنص يقرؤها المتلقي ويعيد من خلالها اكتشاف العالم من جديد، وبالتالي لم تعد ترفًا جماليًّا يلجأ إليه الروائيون لإعطاء نصوصهم غموضًا متعمدًا أو عمقًا واهيًا.

ويصف الناقد المصري محمد الخولي الرواية على أنها في حد ذاتها “بنية مجازية” و”بلورة السرد المسحوبة”، التي تنعكس عليها صورة العالم، تلك الصورة المتخيلة والمركزة في ذهن الروائي، وهذا يعني أن الرواية بنية مجازية رمزية، تُبنى في العالم الباطني للروائي، ثم تتجلى لنا عن طريق اللغة.

في السياق نفسه، يرى الكاتب والروائي محمد العجمي أنه من الأهمية أن يأتي الرمز بشكل طبيعي دون تصنع، ويقول: “إن الرمز يجب أن يكون طبيعيًّا داخل العالم الروائي، لا شيئًا مضافًا من الخارج، فحين يصبح الرمز جزءًا من تكوين الشخصية، وعاداتها وخوفها أو طريقتها في الكلام، فإنه يبدو حقيقيًّا”.
من جانبها أكدت الكاتبة والروائية شريفة التوبية أن الرموز لا تعد شرطًا لنجاح العمل، لكنها تأتي لخدمة النص، لأن اللغة المباشرة الخالية تمامًا من الرمز تُضعف العمل الأدبي، وأن متعة الكتابة تتمثل في وجود الرمزية دون إفراط أو مبالغة، ومتعة القراءة تأتي في البحث عن المعنى غير المباشر، ووجود مساحة للتأويل والتخيّل، وذلك بُعد آخر لا يدركه سوى القارئ المثقف العميق.

وحول ما إذا كانت الرمزية التي نقرؤها في الأعمال الروائية بناءً مقصودًا بشكل متعمد أم ظاهرة تنشأ من تلقاء نفسها نتيجة لإبداع الكاتب وعالمه الداخلي، تقول إن كل ما يكتبه الكاتب نابع من وعيه التام بما يقوم به، فاختيار الرمزية في عمل من الأعمال راجع إلى نية الكاتب المسبقة في القيام بذلك، لأسباب هو يدركها، قد تكون فنية جمالية أو لأسباب اجتماعية أو أمنية، أو محاولة من الكاتب للنأي بنصه من الرفض أو الانتقاد أو حتى المساءلة.
من جانبه وضح الكاتب إسلام علي حسن بأن الروائي لا يتعمد التدخل بقصدية في إظهار رمز معين إلا إذا كانت هناك ضرورة تتطلب وجوده في سياق درامي له مبرراته وحيثياته، أما الكاتبة والروائية آية السيابي فأكدت على أنها لا تتعامل مع الرموز كأدوات تتعمد وضعها في الطريق، بقدر ما تتعامل معها كأدوات حسية تتناسل مع عمق اللحظة السردية نفسها.
وفي السياق ذاته، ترى الكاتبة عبير العطار أن بعض الروائيين يتعمدون اختيار رموز معينة لاستخدامها داخل النص الروائي مما يضيف عمقًا للنص ومعاني أكثر، وأحيانًا تخرج هذه الرموز وحدها أثناء الكتابة دون وعي صريح لاستخدامها.
وبدورها أشارت الروائية منى النجار إلى أنه غالبًا ما تتولّد الرمزية في ذهن الروائي منذ البداية، لأن الفكرة الأولى للقصة تكون مرتبطة بصراع معيّن أو إحساس يريد التعبير عنه، فينشأ معه في البداية رمز أساسي واحد على الأقل.
وينقسم الروائيون، فيما يتعلق بالرمزية التي تتضمنها الروايات، إلى ثلاث مجموعات، فهناك من ينظر للرمزية على أنها ضرورة، إذ تؤخذ كوسيلة للتعبير غير المباشر عن جملة من القضايا السياسية والاجتماعية إذ يخططون بشكل متعمد لوضع إشارات ورموز وعلامات تكون في مجمل العمل مفاتيح تشرح البناء العميق للرواية.
ومن وجهة نظر الكاتب إسلام علي حسن فإن الخصوصية في كل عمل أدبي هي التي تطرح رموزها للعلن وتعطي للقارئ مفاتيح لتناولات شتى، ولكن في المجمل الرواية هي فن تشكيل العالم وإعادة تدويره، في حين أن الكاتبة عبير العطار تؤكد بشكل صريح على أنها تصنع رموزًا بطريقة متعمدة في محاولة لتوصيل رسالة للمتلقي فتقول: “نحن من خلال الرموز نقول ما لا نستطيع قوله بشكل مباشر وجلي، وأن المتعة الحقيقية هي أن يعرف الإنسان نفسه من خلال كتاباته الرمزية”. أما الروائية منى النجار في حديثها حول هذه الجزئية فتقول: “أميل إلى صنع الرموز بطبيعتي، فهناك دائمًا مما لا يُقال إلا عبر الإيحاء”.

وعلى الجانب الآخر، هناك من الروائيين من يرى بعدم أحقية الكاتب في صناعة الرموز ليترك المجال لتلك الرموز في الظهور من تلقاء نفسها أثناء الكتابة، معتبرين أن الرموز في الروايات هي أقرب ما تكون بالكائنات البرية التي تتوالد جراء تراكم المشاهد والصور.
وتعبّر الكاتبة آية السيابية عن هذا الجانب بالقول: “ليس مطلوبًا من الكاتب أن يصنع رموزه بالطريقة التي توجد بها المجازات عمدًا” فيما يشبّه الكاتب والروائي محمد العجمي الرمز بالظل الذي يتقدمه أثناء الكتابة، وبالبذرة الصغيرة التي تتشكل في يد النص قبل أن يدرك أنها صارت شجرة.
وما بين القصد والعفوية تقف المجموعة الثالثة، في المنطقة الوسطى، لتظهر الرمزية في أعمال بعض الروائيين دون تخطيط مسبق. في هذا الإطار، يرى بعضهم أن “الرمزية ليست ترفًا جماليًّا، بل طريقة لإيصال ما تعجز عنه اللغة المباشرة” بينما يذهب آخرون إلى أن “الرمز يولد تلقائيًّا من التجربة، وليس قرارًا منهجيًّا قبل بدء الكتابة”.
وهنا يحضر رأي الكاتب والناقد محمد الخولي إذ يقول: “إن كل نص لا يُبنى على قصدية فهو ركام من العلامات اللغوية لا يُعول عليه ولا يُلتفت إليه”، مؤكدًا أن حال الكتابة متغير، ليس ثابتًا، فربما ينوي الراوي إلى رمز بعينه أو يتعمده، ثم يتوسع هذا الرمز أو يتغير بتغير المرتكزات السردية التي تنشأ عليها الرواية”.
كما يؤكد الكاتب والروائي يوسف الكندي على أن الحبكة هي من يقود الكاتب إلى صناعة الرمز، والبناء السردي يقوم فيما بعد بتطوير الرمز، كما تتوفر أيضًا القصدية في ابتكار الرموز، لكن يجب أن تكون قادرة على إقناع المتلقي وألا تكون عبئًا ثقيلًا على النص.

أما بالنسبة للكاتب محمد العجمي فإن الكاتب الجيد لا يفرض الرمز، بل يفتح الطريق له، ويرى أن الرموز مثل الطيور المهاجرة، تأتي حين تجد مناخًا مناسبًا، وما على الروائي إلا أن يُوجد هذا المناخ، والباقي يحدث لوحده، بشيء يشبه السحر.
وفي سياق آخر، يتحدث بعض الكتاب والنقاد عن أنه من الممكن أن تتغير المواقف من الرمزية، بفعل الوقت، ونتيجة لنضج التجربة وتراكماتها، واستجابة للاستشعار بأهمية تواجدها في بعض المواضع.
“لا شيء ثابت، كل شيء قابل للتغيير”، هكذا عبرت الروائية شريفة التوبية مؤكدة أنها لا تعتمد على الرمزية كأداة من أدواتها الكتابية، ولا تستعين بها إلا وفقًا لمتطلبات السرد، ومقتضيات الحديث، لكنها تقدم رؤيتها فيما يتعلق بقابلية التغيير.
ويدعو العديد من الكتاب والنقاد إلى الاشتغال بجدية على تذويب الرمز في النص السردي بشكل احترافي، ويرون أنه إذا ما تمكن الكاتب من جعل الرمز جزءًا من نصه دون تكلف فإنه سيعطي القارئ المساحة اللازمة لاكتشاف عمق الرمزية دون أن يشعر أن الكاتب يفرضها عليه، وبالتالي يكون النص قد حقق هدفه: “رمزية تُرى من خلال زوايا متعددة”.
وأكدت الكاتبة عبير العطار على أهمية أن يكون الكاتب على درجة من الوعي الذي يسمح له ببناء سياق درامي يتضمن رمزياته دون تكلف، فيما يعد الكاتب إسلام علي حسن أن هذه المعادلة شديدة الصعوبة، إذ إن بعض الموضوعات قد لا يكون من المستحب أن يتحدث الكاتب فيها بمنتهى الأريحية فيلجأ مرغمًا بالتواري وراء الرمزية.
وترى الكاتبة آية السيابية أن الرمزية الصريحة تحتاج إلى قدر من الشفافية كي تخدم الفكرة دون أن تتحول إلى خطاب وتوجيه مباشر، بينما الرمزية الضمنية تحتاج إلى ثقة كاملة بالقارئ كي يستشعر معناها بنفسه.
وبدورها ترى الناقدة فاتن محمد علي أن الكاتب المتمرس يعرف كيف يجعل الرمز يعمل في الأعماق دون أن يرفع صوته، بينما يميل الكاتب المبتدئ إلى المباشرة التي تفقد الرمز قيمته. وفي السياق نفسه، يدعو الكاتب يوسف الكندي إلى عدم التورط في استسهال ابتكار الرموز، وأن يكون أسلوب الروائي حقيقيًّا في منح المتلقي الدلالة التي يريدها السياق من خلال هذا الرمز.
فيما يصف الروائي محمد العجمي اشتغاله على توظيف الرمزية بشكل مناسب بالقول: “إن التوازن بين الرمزية الصريحة والضمنية يشبه التوازن بين الضوء والظلّ في لوحة فنية، إذا أفرطت في الصراحة تحوّل الرمز إلى شعار، وإذا أكثرت من الغموض صار لغزًا بلا جدوى”.
وتتحدث الروائية عزيزة الطائية عن التوازن فتقول: “إن الروائي بحاجة إلى وعي وإدراك كبيرين للقضية الروائية، وتشكل الأحداث حتى لا يأتي الرمز متكلفًا ثقيلًا على القارئ، بل يتجلى منسابًا سلسًا في المتن، مما يعزز قيمة النص، ويعمق حضوره حسب طبيعة الثيمة المطروحة، والرؤية المراد معالجتها، كون النص وما به من إشارات رسالة تتجاوز الحدود”.
وتتفق الروائية منى النجار معها إذ ترى أن الرمزية المعلنة قد تفقد النص جزءًا من قوّته مشيرة إلى أن الموازنة تتحقّق حين يترك الروائي إشارات كافية ليفهمها القارئ دون أن يشرحها، فيظل الرمز الضمني جزءًا طبيعيًّا من النسيج السردي دون أن يبدو متكلفًا أو مصطنعًا.
وفي الحديث عن القارئ أو الجمهور المستهدف، لا يمكن إهمال أن الجمهور يتنوع بين المحلي والعالمي الأمر الذي يتطلب في بعض الكتابات تغير الرموز لتتناسب مع بيئته ومخيلته الشعبية وخلفياته الثقافية، فيقول الخولي إنه إذا كان النص في عموميته يتغير معناه، وتختلف تأويلاته من قارئ لآخر على المستوى المحلي للنص ذاته، فمن باب أولى أن يتغير معنى وتأويل النص عندما يهاجر إلى بيئة أخرى، فلكل بلد سياقاتها المعرفية وبناءاتها الثقافية.
أما الكاتب محمد العجمي فيرى أن الرمز كائن حساس جدًّا للسياق، فما يثير مشاعر قارئ عربي قد يمرّ على قارئ أجنبي بلا حساسية خاصة، والعكس صحيح، والرمز مثل الضوء ينعكس بألوان مختلفة تبعًا للسطح الذي يقع فيه. بدوره يقول الكاتب إسلام علي حسن إنه إذا كان المتلقي من مجتمع مختلف ولديه وعي بالموضوع المطروح وخلفيات كتابته فسيتفاعل مع الرموز بسهولة، وهو في حديثه قاصدًا القراء ممن لديهم شغف معرفي وتاريخ في ممارسة الفعل.
وتتفق الكاتبة عبير العطار مع هذا القول معتبرة أن معنى الرمز أو تفسيره يتوقف على نوعية الجمهور ودرجة الوعي والثقافة، وهذا ما ذهبت إليه كذلك الكاتبة آية السيابية بقولها: “إن الرمز كائن قابل لإعادة التشكل، وما يقرؤه قارئ محلي بوصفه إشارة اجتماعية قد يلتقطه قارئ عالمي كعلامة إنسانية أوسع”.
وبدورها ترى الروائية منى النجار أن الرمز في نهاية الأمر ليس عنصرًا ثابت الدلالة، بل هو مساحة مفتوحة للتأويل، تتشكل معانيه بحسب خلفية القارئ وثقافته ووعيه، وقدرته على التقاط ما بين السطور.
وفي ظل تعدد وجهات النظر في هذا الجانب، يمكن القول إن الرمزية تتجلى قوتها في قدرتها على الوصول إلى أي جمهور في أي مكان، فيمكن تأويلها دون أن تفقد جوهرها. مع ذلك يشغل النقاد تساؤل مهم: “هل الرمز ثابت أم متحوّل؟”. يرى بعض هؤلاء النقاد أن الرموز تحمل دلالات تاريخية شبه ثابتة لكنّ الرموز الأخرى قابلة للتبدّل الجذري بتغير اللحظة الثقافية. فعلى سبيل المثال، الصحراء التي قد ترمز للفضاء المفتوح قد تتحول في بعض الروايات إلى رمز للعزلة أو الضياع أو التمرد، وقد تصبح المدينة رمزًا للغربة أو الاغتراب الداخلي بعد أن كانت تعد مكانًا للصخب والتنوع، وبسبب هذا التحول النسبي، يلخص أحد النقاد الفكرة بقوله: “الرمز لا يموت، لكنه يتغيّر مثل البشر تمامًا”.
على الجانب الآخر، تبرز مسألة أخرى في غاية الأهمية عند الحديث عن الرمزية في الروايات، تتعلق بكيفية النظر إلى تلك الرمزية، وإمكانية اعتبارها أداة نقد اجتماعي وأداة جمالية صرفة في الوقت ذاته، فمن وجهة نظر الكاتب يوسف الكندي فإن ذلك يعتمد على الغاية السردية للنص، وترى الروائية منى النجار أنه ليس هناك قاعدة تُلزم الروائي بهذا الاتجاه أو ذاك، وأن الروائي يمتلك حرية مطلقة في تشكيل عمله وفق رؤيته الخاصة، وفي توظيف الرموز والتلاعب بها كما يشاء.
وفي هذا يرى النقاد أن الرمز لا يجب عليه أن يكتفي بالنقد وبالتالي تحوله إلى خطاب مباشر يضر بالنص، لكن يمكنه أن يكون قادرًا على البقاء عندما يدفع القارئ للتفكر في النص وفي الوقت نفسه يستمتع بجمالياته الإبداعية.
ويؤكد الكاتب إسلام علي حسن على أن الرمز إجمالًا وسيلة وليس غاية، والموضوع المطروح هو الذي يفرض على الكاتب إذا كان سيستخدم الرمز بشكل يسهل التعامل معه من القارئ أو سيكون مستغلقًا، مشيرًا إلى أن تستر الكاتب وراء الرمزية إذا كان استخدامها بغرض نقد اجتماعي فإن تقبل القارئ لهذه الرمزية لا يكتمل إلا إذا تمت بشكل جمالي يجعل القارئ متعاطفًا مع القضية حتى ولو كان توجهه مختلفًا عنها.
وعبّر الكاتب محمد العجمي بالقول إن الرواية ليست مقالة، وأن الرمز الجمالي أحيانًا هو الطريق الوحيد للوصول إلى النقد، والجمال يفتح الباب، والنقد يدخل بهدوء من ورائه. وترى الكاتبة فاتن محمد علي أن الرمزية الأعمق هي تلك التي تجمع بين الوظيفتين: الجمالية والنقدية معتبرة أن الرمز يمكن أن يضرب في الجماليات بينما يضيء مناطق العطب في المجتمع في الوقت ذاته.
وبشكل عام، تتوزع وجهات النظر حول الرمزية في الرواية ما بين أربع نقاط رئيسة: ترى الأولى أن الرمزية هي أداة تكثيف تمنح الرواية عمقًا واسعًا وإيحاء أكبر من السرد المباشر، والثانية ترى في الرمزية اختبارًا للقارئ وتحديًّا ذهنيًّا للمشاركة في الوصول للمعنى. فيما تشير وجهة النظر الثالثة إلى أن الرمزية كونها قناعًا يخفي خلفه طرحًا لا يمكن قوله بشكل مباشر في بعض المجتمعات التي لا تسمح بالطرح الصريح. وترى وجهة النظر الرابعة أن الرمزية لا تتطلب بالضرورة الغموض، وتشدد وجهة النظر هذه على أن الرمز الجيد لابد أن يكون مفهومًا في سياق العمل الأدبي دون الحاجة لجعله عصيًّا على الإدراك.
وملخص القول إن العديد من الكُتّاب والنقاد يرون أن “استخدام الرمزية ليس رفاهية” وأن “الكاتب ليس من مهمته الإفصاح عما يريده ولا حتى شرح رموزه” كما تقول الكاتبة عبير العطار إن “الكاتب الواعي والمثقف لا يطرح إلا قضاياه بابتكار من خلال صناعة الرمز بحبكة فنية لها صندوقها السردي الخاص بها” مثلما تعبر الكاتبة عزيزة الطائية.
ويبدو أن العديد من النقاد والأكاديميين المتخصصين في السرد الأدبي متفقين على أن حضور الرمزية في الرواية سيظلّ قويًّا كونها لغة قادرة على مواكبة التغيرات والتحولات التي يعيشها الإنسان بشكل مستمر. ويرى هؤلاء أن الرمز – رغم اختلاف وجهات النظر حوله – جزء من روح العمل الروائي، و”جسر يربط بين القارئ وعوالم لا يمكن خوض غمارها بشكل مباشر.














