تـرانـا طـيـن..

الكاتبة/ ياسمين عبدالمحسن إبراهيم
مدربة ومحاضرة في مجال اكتشاف الذات
تـرانـا طـيـن..
قرأت جملة مؤخرًا تقول : “ترانا طين، يلامسنا المطر ونلين”..
استوقفتني كثيرًا تلك الكلمات، ومرت من خلالها تفاصيل عام كامل جمع بين ثقال الليالي وبين الحَسَنِ منها.
وبين ذلك وتلك لمست كم كانت تحفنا رحمات الله من كل جانب بينما كنا نمضي في أيامنا بحزنٍ وضيقٍ وكدر.
حقًا لم نيأس ولم نستسلم لوهن قلوبنا، ولكن ظن البعض أنه كان عامًا مليئاً بالأعوام، وكأنه كان الأصعب والأكثر ضراوة.
ولكن حقيقة الأمر أن الله برحمته قد غمر أراضي قلوبنا المقفرة بشخوصٍ كثيرة منهم من كان وجودهم كحبيبات المطر أزهرت قلوبنا في قربهم، دفعتنا زخاتهم لنكمل الطريق بكل قوة ويقين، وأشخاص كان مرورهم كسحابة بيضاء جميلة ساعدتنا على التقاط أنفسنا، كاستراحة محارب كان يحتاج لأن يجمع قواه ليعود لأرض المعركة بشجاعة فهو لا يقبل إلا بالنصر ولا يعترف بالموت، فهو يدرك أنه دائمًا حي إما بجسده وروحه إما بأثره…
وأشخاص كانوا كالشوك ومنهم كالحنظل، وقد أرسل الله لك آخرين كالرياح الطيبة أزاحت من دربك هذا الأذى، وأنقذت قلبك من تلك العلاقات السامة.
أصدقائي الأعزاء لقد كان عاماً مليئاً بالحب والستر والرحمات…
متى يحبسنا الحزن، ويقيدنا الأسى، يرسل الله قلبًا رحيمًا يحملك بين طياته، ليلملم أنينك، ويجبر كسر قلبك..
انظروا حولكم، لا تنظروا في القلوب التي خذلتكم، أمعنوا النظر في القلوب التي ساندتكم دون طلب مسبق منكم، دققوا في الأشخاص التي متى ضعفتم كانوا هم اليد التي تشد من أزرك.
كم يبهرني دائمًا الشخص الذي يسعى في تهوين الأمر العظيم الحزين بقلب أي شخص، أفكر يا ترى كيف يكون أجره؟
كيف لشخص يكون مستعد أنه يزيل شعور سيء من قلب شخص، ولو كلفه الأمر أنه قد ينتقل له جزء من هذا الشعور، شخص يحمل في قلبه من اللين والود والحب ما يكفي لإعادة الحياة في قلوب الآخرين رغم ما به من هموم وأوجاع.
وتذكر أنك أيضًا كنت الخير في حياة الكثير، ذلك الخير الذي زرعته في طريقهم بصدق، والعثرة التي أقلتها، والنفس الكسيرة التي رممتها، والكرب الذي كنت سبب في تفريجه، والجانب السمح الذي بذلته لرسم بسمة على وجه بائس.
كل ذلك لن يمضي سُدًى..
نحن طين نستقبل المطر بحفاوة ونثمر ليعم الخير بكل الحب..
أسأل الله لكم الأمان، فإن نلنا الأمان فورب الكعبة قد نجونا..
 
				 
					











