أصـــداء /العُمانية
تُعد محمية الظاهرة من أبرز المواقع البيئية في سلطنة عُمان، لما تزخر به من تنوع أحيائي يضم عددًا من الكائنات النادرة، من بينها الغزال العربي الذي يُجسّد رمزًا للاستدامة البيئية وقدرة الكائنات الحية على التكيف في البيئات الصحراوية القاسية.
ويمتاز الغزال العربي بقدرته على التعايش مع شح المياه وارتفاع درجات الحرارة، ما جعله جزءًا أصيلًا من البيئة العُمانية عبر العصور، إلا أن هذا الحيوان المهدد بالانقراض يواجه تحديات عدة، أبرزها الصيد غير المشروع وتقلص الموائل الطبيعية التي يعتمد عليها في حياته وتكاثره.
وقال ياسر بن حمود الهنائي رئيس قسم الرقابة البيئية بإدارة البيئة بمحافظة الظاهرة لوكالة الأنباء العُمانية: إن الغزال العربي يعيش في الجبال والسهول في وسط مجموعات مع أقرانه، وتصعب مشاهدته.
وأضاف أن فرق الرصد البيئي بالمحافظة تمكنت من توثيق وجود الغزال العربي باستخدام الكاميرات الفخية في عدد من المواقع، حيث تم تسجيل نحو 120 مشاهدة للغزال العربي خلال الأشهر التسعة الماضية في محمية الظاهرة الطبيعية.
وأشار إلى أن هيئة البيئة تبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على الغزال العربي وموائله الطبيعية، تشمل تنفيذ دوريات مراقبة مستمرة، والتعاون مع المجتمع المحلي للإبلاغ عن أي انتهاكات، إلى جانب برامج توعوية تهدف إلى ترسيخ أهمية الحفاظ على هذا النوع النادر الذي يُعد أحد أبرز مكونات الحياة الفطرية في سلطنة عُمان.
وفي إطار التزامها بالاستدامة، تواصل الهيئة تنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، وتعزيز مشاركتهم في حماية الثروات الطبيعية، فالاستدامة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لتحقيق التنمية المستدامة.
الجدير بالذكر أن وجود الغزال العربي في محمية الظاهرة لا يمثل قيمة بيئية فحسب، بل يُعد إرثًا وطنيًّا يعكس ارتباط العُماني ببيئته، والحفاظ عليه اليوم هو استثمار لمستقبل أكثر توازنًا، حيث تبقى الأجيال القادمة شاهدة على تناغم الإنسان مع الطبيعة.
