
ملتقى الدراية الإعلامية والمعلوماتية يناقش التحدّيات الرقميّة وتعزيز الممارسات الناجحة
أصـــداء /العُمانية
بدأت اليوم أعمال الملتقى الإقليمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية تحت عنوان “تمكين العقول في عصر الذكاء الاصطناعي”، ويناقش لمدة 3 أيام الممارسات الناجحة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتعزيز الوعي بالتحديات الرقمية، إلى جانب دور السياسات الوطنية والإقليمية في دعم الوعي الإعلامي، والعلاقة بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والإعلام والمعلومات.
رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزيرُ الإعلام، بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومشاركة خبراء وممثلين من منظمات دولية وجهات حكومية ومؤسسات أكاديمية وإعلامية من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ويستهدف الملتقى المعلمين والمشرفين ومصممي المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم المدرسي، والأكاديميين والطلبة في تخصصات الإعلام بمؤسسات التعليم العالي، والصحفيين والمحررين في وسائل الإعلام المختلفة، والعاملين في دوائر وأقسام التواصل والإعلام بمختلف مؤسسات الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ويهدف الملتقى إلى التعريف بمفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والتركيز على دور منظمة اليونسكو في تعزيز الوعي حول تعريف المستخدمين بحقوقهم في الفضاء الرقمي، والاستخدام الواعي والأخلاقي للمعلومات، والقدرة على التمييز بين الموثوق والمضلل في ظل تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمته خلال الافتتاح على أن الواقع العالمي الجديد الذي تعاد فيه صياغة طرق إنتاج المعرفة وتداولها بفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي يدعو إلى الابتكار وتحسين التعلم والخدمات وتعزيز الوعي المجتمعي بالاستخدام الأخلاقي للتقنيات الحديثة خصوصًا فئة النشء للمحافظة على أسس السلام المجتمعي والتنمية المستدامة.
وأضاف في كلمته: “نؤكد على التزامنا بتجسيد التوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/، الداعية إلى الاهتمام بالسمت العُماني والمحافظة على الهُوية الوطنية في ظل الانفتاح الرقمي، وتسخير الذكاء الاصطناعي كأداة تنموية تدعم تقدم الوطن وتُسهم في بناء اقتصاد معرفي متطور، ومجتمع رقمي آمن ومتوازن انسجامًا مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040”.
وفي كلمة مسجلة لسعادة صلاح خالد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة، أكد على أن العالم يشهد ثوره سريعة وغير مسبوقة في طريقة إنتاج المعلومات، واستهلاكها، ومشاركتها، موضحًا أنه مع تزايد تدفق المحتوى عبر الوسائط الرقمية باتت المهارات التقليدية في القراءة والكتابة غير كافية وحدها لمواكبة هذا العصر؛ ولهذا تؤكد منظمة اليونسكو على أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية تمثل إحدى الركائز الأساسية لبناء مواطن واعٍ قادرٍ على التفاعل النقدي والمسؤول مع الإعلام والمعلومات في جميع أشكالها، سواء كانت مكتوبة مرئية أو رقمية.
وتطرق في كلمته إلى جهود منظمة اليونسكو في تمكين الدول الأعضاء بمجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرًا إلى عملها على دمج هذا المجال في السياسات التعليمية والإعلامية، ودعم المناهج والبرامج التدريبية وبناء القدرات من أجل تعزيز التعاون الدولي عبر مبادرات وشراكات مثل التحالف العالمي للشركات.
وشهد حفل الافتتاح جلسة رئيسة حول “أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية في زمن الرقمنة من منظور المنظمات الدولية”، كما اشتملت أعمال اليوم الأول على جلستي عمل، بعنوان “التعاون الإقليمي والدولي في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية”، وتضمنت ثلاث أوراق عمل عن الجهود الإعلامية لتجربة سلطنة عُمان في ترسيخ الدراية المعلوماتية في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتجربة التونسية في هذا المجال، ودراسات الإعلام “التجربة الأردنية”.
وناقشت الجلسة الثانية السياسات العامة والتشريعات الداعمة للدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتناولت دور وزارة الإعلام في تعزيز الاتصال المؤسسي لمواجهة التضليل الإعلامي، ونموذج شرطة عُمان السُّلطانية في مجال الإعلام الأمني ودوره في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والحماية الجزائية للمجتمع في العصر الرقمي، والحوكمة والسياسات المؤسسية في تعزيز منظومة الأمن السيبراني.
يأتي تنظيم الملتقى بإشراف وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن بالدوحة، بالتعاون مع وزارة الإعلام، وبشراكة مع منظمتي الإيسيسكو والألكسو.