
سلطنة عُمان تشارك دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للمواصفات
أصـــداء /العُمانية
تشارك سلطنة عُمان، ممثلةً بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، دول العالم غدًا /الثلاثاء/ الاحتفاء باليوم العالمي للمواصفات تحت شعار “رؤية مشتركة لعالم أفضل”، الذي يُصادف الرابع عشر من أكتوبر من كل عام. ويُجسّد هذا الاحتفاء أهمية المواصفات والشراكات كركائز لتحقيق التنمية المستدامة، ولا سيّما الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يركّز على تعزيز التعاون بين المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة لتحقيق التقدّم الصناعي والاقتصادي.
ويأتي هذا اليوم العالمي للتأكيد على الدور الحيوي الذي تضطلع به المواصفات القياسية، ليس فقط بوصفها وثائق فنية، بل بوصفها لغة عالمية تُبنى بها جسور الثقة، وتُعزَّز بها بيئة التكامل الصناعي والاقتصادي بين الدول، بما يسهم في تطوير البنية الأساسية للجودة، وتسهيل التبادل التجاري، ودعم الابتكار الصناعي.
وأوضح عماد بن خميس الشكيلي، مدير عام المواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المواصفات القياسية أصبحت اليوم أساسًا للتعاون الدولي، إذ تُسهم في تحقيق الانسجام بين العمليات الصناعية، وتعزز الثقة المتبادلة بين الشركاء، وتدعم جهود التنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي.
وقال إن المديرية العامة للمواصفات والمقاييس تضطلع بدورٍ محوري في دعم القطاع الصناعي، من خلال رفع كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات، وتسهيل نفاذها إلى الأسواق العالمية، إلى جانب تطوير شراكات فاعلة مع المؤسسات الصناعية والبحثية، بما يعزز تنافسية الصناعات الوطنية.
وأضاف أن قطاعاتٍ حيوية مثل البتروكيماويات والتشييد والبناء والصناعات الغذائية تُعد من أبرز المستفيدين من جهود التقييس في سلطنة عُمان؛ ففي قطاع البتروكيماويات ساهمت المواصفات في توحيد الممارسات الفنية وتعزيز السلامة والجودة، مما مكّن الشركات العُمانية من التوسع في الأسواق الإقليمية والدولية بثقة، مستندةً إلى منظومةٍ متكاملةٍ من المعايير المعترف بها عالميًّا.
أما في قطاع التشييد والبناء، فقد ساعدت المواصفات القياسية على تعزيز الاستدامة البيئية ورفع كفاءة مواد البناء والعزل الحراري، وتطوير نماذج للبنى الأساسية الذكية بما ينسجم مع توجهات سلطنة عُمان نحو المدن المستدامة، كما شملت الجهود اعتماد معايير دقيقة لمواد التغليف ومكونات البناء المقاومة للصدأ، بما يطيل عمر المنشآت ويحسّن كفاءتها التشغيلية.
وفي الصناعات الغذائية، كانت المواصفات عاملًا حاسمًا في ضمان سلامة المنتجات وجودتها، من خلال الرقابة المستمرة على عمليات التصنيع والتعبئة والتوزيع، الأمر الذي مكّن العلامات التجارية العُمانية من كسب ثقة المستهلكين محليًّا ودوليًّا، وترسيخ مكانتها في الأسواق العالمية.
وأكد عماد الشكيلي أن دائرة المواصفات لا تقتصر على الدور الرقابي والتنظيمي فحسب، بل تعمل كشريكٍ استراتيجيٍّ للقطاع الصناعي، من خلال تمكين المصانع والشركات من تبنّي أفضل الممارسات والمعايير الدولية، وإعداد المواصفات الوطنية بما يتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، كما تسعى الدائرة إلى مواءمة المواصفات العُمانية مع تلك الصادرة عن الهيئات الدولية والإقليمية، لضمان انسيابية المنتجات العُمانية ورفع تنافسيتها على المستوى العالمي.
وتواصل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العمل على تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، ودعم توجهات الحكومة نحو صناعةٍ مستدامةٍ واقتصادٍ متنوعٍ قائمٍ على الجودة والابتكار، ويمثّل اليوم العالمي للمواصفات فرصةً لتجديد العهد بمواصلة الجهود نحو تحقيق رؤيةٍ مشتركةٍ لعالمٍ أفضل، تتجسد فيها قيم الجودة والاستدامة والتكامل الاقتصادي لصالح الأجيال القادمة.