
أصـــداء /العُمانية
أقيم بمتحف “عُمان عبر الزمان” اليوم ملتقى الوثائق والمحفوظات بعنوان “إرث يبقى”، بمشاركة عدد من المتخصصين والباحثين في مجالات التوثيق والإدارة المعلوماتية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية حفظ الوثائق وصون الذاكرة المؤسسية وترسيخ ثقافة الأرشفة الحديثة في المؤسسات التعليمية.
تضمن الملتقى، الذي نظمته المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، خمس أوراق علمية، الأولى قدمها الدكتور حسين عبد العظيم يونس، الباحث في مركز أبحاث تقنية النانو بجامعة السلطان قابوس، بعنوان “تقنية النانو من رقائق المادة إلى ديمومة الوثيقة”، والثانية بعنوان “التقنية النووية درع خفي لحماية ذاكرة الأمم” قدمها الدكتور منذر بن حمد المنذري من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية.
وجاءت الورقة الثالثة التي قدمها الدكتور سليمان بن صالح الراشدي، الباحث والمدرب في العلوم الإدارية والوثائقية، بعنوان “أتمتة دورة حياة الوثائق نحو مستقبل ذكي مستدام”.
واستعرضت الورقة الرابعة التي قدمها خير الله بن مرزوق الجراح، رئيس قسم تنظيم الوثائق بهيئة المشاريع والمناقصات والمحتوى المحلي، موضوع “حوكمة الوثائق في عصر التحول الرقمي نحو إدارة آمنة للمعلومات”، فيما جاءت الورقة الخامسة بعنوان “تجربة وزارة التربية والتعليم في إدارة الوثائق” قدمها يحيى بن عمر الهنائي، رئيس قسم الحفظ بدائرة الوثائق بوزارة التربية والتعليم.
وشهد الملتقى جلسة حوارية ناقشت التحديات الحديثة في إدارة الوثائق الورقية والرقمية وسبل تطوير آليات الأرشفة وفق متطلبات التحول الرقمي الوطني.
وقالت زهرة بنت زاهر العبرية، رئيسة قسم البريد والوثائق بتعليمية الداخلية، إن ملتقى الوثائق والمحفوظات “إرث يبقى” يأتي ليجسّد البعد المعرفي والتقني في حفظ الذاكرة الوطنية ويعكس في مضمونه رؤية تعليمية الداخلية نحو تطوير منظومة الأرشفة وفق أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها قطاع الوثائق والمحفوظات على المستويين الوطني والعالمي.
وأضافت أن هذا الملتقى يفتح آفاقًا أمام المتخصصين لتبادل الخبرات واستعراض أبرز التقنيات الحديثة في صيانة الوثائق وحمايتها من التلف، مثل تقنية النانو والتقنية النووية، لما لهما من دور محوري في حماية الوثائق من الرطوبة والتأكل والعوامل البيئية وضمان إطالة عمرها الزمني دون المساس بمحتواها الأصلي.
وأشارت إلى أن الملتقى يركز كذلك على حوكمة الوثائق وأتمتتها بما يعزز جودة إدارة المعلومات وسهولة الوصول إليها ويحافظ على سريتها وأصالتها، مؤكدة أن الوثيقة تعد ذاكرة وطنية توثق مراحل التنمية وتروي معطيات العمل المؤسسي في مختلف قطاعاته، وأن تعليمية الداخلية تولي اهتمامًا بالغًا بمجال إدارة الوثائق والمحفوظات وتعمل على تطوير نظم الأرشفة الإلكترونية وتدريب الكوادر على أحدث الممارسات التقنية، إيمانًا منها بأن حفظ الوثائق هو حفظ للهوية وصون للإرث الوطني واستدامة للمعرفة التي تمثل الركيزة الأساسية لمسيرة التطور الإداري في سلطنة عُمان.
وفي الختام، قام سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري، محافظ الداخلية، راعي المناسبة، بتكريم مقدمي أوراق العمل.