
مركز الشباب.. بيئةٌ حاضنةٌ تواكب تطلعات رؤية “عُمان 2040”
أصـــداء /العُمانية
يشكّل مركز الشباب في سلطنة عُمان أحد أبرز المنجزات الوطنية الحديثة التي جاءت لتجسّد رؤية القيادة الحكيمة في تمكين الشباب واستثمار طاقاتهم، انسجامًا مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040” التي جعلت من الشباب محورًا للتنمية وأساسًا لبناء المستقبل، ويأتي الحديث عن المركز تزامنًا مع يوم الشباب العُماني الذي يصادف 26 أكتوبر من كل عام، ليُبرز دوره الحيوي في رعاية طاقات الشباب وصقل مهاراتهم، وما حققه من منجزات ومشروعات نوعية أسهمت في تعزيز حضور الشباب العُماني، وإتاحة مساحات واسعة أمامهم للإبداع والابتكار والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية، ليكون بحقّ بيئة حاضنة تجمع بين الفكر والعمل والإلهام، وترسّخ مفاهيم الريادة والعطاء والمسؤولية في نفوس الشباب العُماني الطموح.
وقد حقق المركز منذ انطلاقته نموًا ملحوظًا في عدد المستفيدين من برامجه وخدماته، إذ بلغ عددهم خلال الفترة من عام 2022 وحتى سبتمبر 2025 نحو 458 ألفًا و606 مستفيدين، فيما بلغ عدد البرامج التدريبية المنفذة 380 برنامجًا، وتعاون مع 1,227 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وأصحاب عمل حر. كما شهد عام 2025 تنفيذ 66 برنامجًا تدريبيًا استفاد منها أكثر من 8,500 شاب وشابة، بينما تجاوز عدد المستفيدين من المساحة المشتركة بالمركز 104,800 مستفيد حتى سبتمبر 2025.
وبفضل برامجه النوعية وأنشطته المتجددة، أصبح مركز الشباب منصة وطنية تجمع بين الفكر والإبداع والعمل، ومصدرًا لإلهام الشباب وتحفيزهم على الابتكار والمبادرة، وأسهم في خلق بيئة شبابية نابضة بالحياة تعزز روح التعاون والمشاركة، وتدعم بناء اقتصاد معرفي يقوم على الإبداع وريادة الأعمال.
وقالت علياء بنت سعيد الشنفرية المدير التنفيذي لمركز الشباب: “منذ انطلاقة المركز تبنينا نهجًا يقوم على تكامل الأدوار الوطنية وتوحيد الجهود، من خلال بناء شراكات نوعية مع القطاعين العام والخاص؛ إيمانًا منّا بأن التمكين الفعلي للشباب يحتاج إلى منظومة تكاملية تعمل بروح الشراكة والمسؤولية المشتركة”.
وأضافت: “يمضي مركز الشباب اليوم نحو مرحلة توسع استراتيجي شامل في مختلف محافظات سلطنة عُمان، ضمن خطة تطويرية متكاملة تبلغ تكلفتها الإجمالية نحو 14 مليون ريال عُماني، تهدف إلى تعزيز حضور المركز في المحافظات وتوفير بيئات شبابية متكاملة تدعم الابتكار والإنتاج وتواكب تطلعات الشباب”.
وحول أهم المشروعات التي يعمل عليها مركز الشباب، قال عمر بن سعيد الصواعي مدير الشؤون المالية والإدارية بالمركز: “يعمل مركز الشباب على عدد من المشروعات الجاري تنفيذها بعدد من المحافظات، ومن أبرزها المجمع الثقافي الشبابي بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، الذي يُقام على مساحة تقارب 50 ألف متر مربع في موقع استراتيجي متميز، ويضم مركز الشباب والمكتبة العامة بقيمة إنشائية تبلغ نحو 4 ملايين ريال عُماني، إضافة إلى عدد من الفرص الاستثمارية منها مركز للمؤتمرات والمعارض وفندق بتصنيف 4 نجوم بإجمالي استثمارات تتجاوز 6 ملايين ريال عُماني”.
وتتضمن خطة التوسع أيضًا إنشاء عدد من مراكز الشباب في مختلف المحافظات، من بينها مركز الشباب بمحافظة الداخلية بولاية نزوى، ومحافظة مسندم ضمن مشروع مركز مسندم للثقافة والابتكار، ومحافظة ظفار بولاية صلالة، كما سيتم الإعلان عن عدد من الفروع الأخرى خلال حفل يوم الشباب العُماني في 26 أكتوبر الجاري، بما يتناسب مع خصوصية كل محافظة واحتياجات الشباب وتطلعاتهم فيها.
ويولي مركز الشباب أهمية كبيرة لمبدأ الاستدامة المالية بوصفه ركيزة أساسية لنجاح المشروعات الوطنية، حيث يعمل على تطوير فرص استثمارية مبتكرة تضمن استمرارية أعماله وتعزّز أثره في تمكين الشباب، بما يواكب تطلعاتهم ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف ربوع الوطن.