عُـمانمحليات

سلطنة عُمان تختزن تراثاً زراعياً عريقاً وتستشرف مستقبلاً واعداً في ندوة “سناو” للزراعة بمشاركة منظمات دولية

أصـــداء/ سليمان الذهلي

 

 

احتضن مركز سناو الثقافي الأهلي اليوم فعاليات الندوة العلمية “يوم الزراعة: عراقة الماضي واستشراف المستقبل” تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة، بمشاركة واسعة من الخبراء والمختصين وممثلي منظمتي الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العربية للتنمية الزراعية وتستمر لمدة يومين.

 

وأعرب سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلت في تنظيم هذه الندوة، مؤكداً في تصريح صحفي أنها تمثل منصة مهمة لعرض إنجازات الوزارة في مجال الأمن الغذائي والتي تمثلت في 431 مشروعاً استثمارياً بتكلفة تجاوزت 1.7 مليار ريال عماني خلال الخطة الخمسية العاشرة.

وأشار إلى أن الندوة ساهمت في إطلاع المجتمع على هذه الإنجازات واستشراف خطة الوزارة لمنظومة الأمن الغذائي خلال الخطة الخمسية الحادية عشرة 2026-2030.

كما أعرب عن تطلعاته في أن تخرج الندوة بتوصيات عملية ورؤى مبتكرة تساعد صناع القرار في تحويل الأفكار إلى مشاريع استثمارية حقيقية تدعم الرؤية المستقبلية للقطاع الزراعي في سلطنة عْمان مع التركيز على نظم الأفلاج والمحاصيل ذات الميزة النسبية في المحافظات.

وكان الحفل قد استهل بكلمة الدكتور عبد العزيز بن علي المشيخي، مدير عام الثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية، الذي رحب فيها بالحضور الكريم مؤكداً أن هذه الندوة تأتي تتويجاً للجهود المشتركة بين الوزارة والمركز في إطار احتفالات يوم الزراعة العماني.

من جانبه، أعرب الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي، رئيس مجلس أمناء مركز سناو الثقافي الأهلي، عن اعتزازه بالتعاون المثمر مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مشيداً بالجهود المشتركة التي بذلت لإنجاح هذه الندوة التي تجسد الاهتمام بالتنمية الزراعية والاكتفاء الغذائي.

 

وأكد أن المركز يحرص على أن يكون منصة للعلم والمعرفة تساهم في إثراء الحركة العلمية والتنموية في سلطنة عْمان.

من جانبها قدمت المهندسة أسماء بن حمود الهنائية مديرة مكتب متابعة تنفيذ رؤية 2040 بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه عرضا توضيحيا استعرضت خلاله ان الجهات المعنية كشفت عن الأداء الاستثماري المحوري لبرنامج الأمن الغذائي في سلطنة عُمان، ضمن جهودها الرامية إلى تحقيق الاستدامة والنمو تماشياً مع مستهدفات “رؤية عمان 2040”.

 

وقالت ان الأداء الاستثماري للمرحلة الحالية يظهر تركيزاً غير مسبوق على تمويل ودعم حزمة شاملة من المبادرات والمشاريع التنموية التي تمس حياة المواطن والاقتصاد الوطني بشكل مباشر.. مشيرة إلى ان قطاع الثروة السمكية يستحوذ على جانب كبير من هذه الاستثمارات، من خلال تطوير البنية التحتية لموانئ الصيد، ودعم مشاريع الصيد البحري، وتطوير أسواق ومنشآت الصناعات السمكية. كما أن لقطاع الموارد المائية أهمية قصوى في هذه الاستراتيجية، حيث توجهت الاستثمارات نحو مشاريع تحلية المياه، وإنشاء السدود، ودعم المصانع الخاصة بإنتاج المياه، لضمان استدامة هذا المورد الحيوي.

واكدت ان هذه الاستثراتيجية الاستثمارية تعمل بالتوازي مع مجموعة من الأولويات الوطنية التي تهدف إلى موائمة قطاع الأمن الغذائي مع “رؤية عمان 2040”. وتشمل هذه الأولويات تحسين كفاءة حوكمة الجهاز الإداري للدولة عبر رقمنة الخدمات الحكومية ومنصات البيانات المفتوحة. كما يتم التأكيد على استغلال البيئة والموارد الطبيعية لضمان توفير مصادر طاقة ومياه وغذاء متجددة ومستدامة.

كما قدم سعادة الدكتور ثائر حسين ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عرضاً متكاملاً حول “الابتكارات في التقنيات الزراعية”، استعرض خلالها مجموعة من الحلول الرقمية المتطورة التي تهدف إلى تحويل النظم الغذائية نحو الاستدامة. وشمل العرض منصة SFS-MED المتخصصة في تحويل النظم الغذائية في منطقة البحر المتوسط، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة موارد المياه، وتقنيات التبريد السلبي التي تساهم في توفير أكثر من 81% من الطاقة وتقليل الفاقد الغذائي بأكثر من 50%.

كما تطرق إلى مبادرة 1000 قرية رقمية التي تهدف إلى تحويل القرى الريفية إلى مجتمعات ذكية من خلال البنية التحتية الرقمية والتدريب على الزراعة الذكية.

عرض المنظمة العربية للتنمية الزراعية

بدوره قدم الدكتور عبداللطيف حسن ابراهيم ممثل المنظمة العربية للتنمية الزراعية بسلطنة عْمان رؤية شاملة حول “دور الزراعة الحديثة في الأمن الغذائي العربي”، حيث استعرض أحدث الأساليب والتقنيات في مجال الزراعة المائية والعمودية والذكية وأبرز دور الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار في مراقبة المحاصيل، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل جودة الأعلاف ومراقبة الحيوانات.

وأشار إلى أن هذه التقنيات تساهم في زيادة الإنتاجية بنسبة 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 50%، وتخفيض استخدام الأسمدة بنسبة 30%.

أوراق عمل علمية متنوعة

وشهدت الندوة تقديم مجموعة متميزة من أوراق العمل العلمية، حيث قدم الدكتور أحمد بن حميد التوبي من وزارة التربية والتعليم دراسة معمقة حول “الزراعة في عصر دولة البعارية من خلال الفقهيات والأدبيات”، سلط فيها الضوء على المكانة الاقتصادية والاجتماعية للزراعة في ذلك العصر.

فيما تناول الدكتور باسم الكلياني من شركة تنمية زراعة عْمان في ورقته “تطور واستدامة الأنظمة الزراعية في سلطنة عْمان” التحول الكبير الذي شهدته الزراعة العمانية بفضل إدخال التقنيات الحديثة.

كما قدم المهندس ياسر السعدي من المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بشمال الشرقية تحليلاً علمياً شاملاً حول “تأثير التغير المناخي على الموارد الطبيعية في سلطنة عمان – دراسة حالة على محافظة شمال الشرقية”.

 

وقد جمعت الندوة بين عراقة الإرث الزراعي وابتكارات المستقبل، مؤكدة على أهمية التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في سلطنة عْمان، حيث شكلت منصة حوارية علمية ساهمت في إثراء المعرفة وتبادل الخبرات بين المشاركين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى