
فريقُ البحث والإنقاذ العُماني يحصل على الشّارة الدّولية للمستوى الثقيل
أصـــداء /العُمانية
حصل فريق البحث والإنقاذ العُماني التابع لهيئة الدفاع المدني والإسعاف على الشارة الدولية للمستوى الثقيل من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة، تأكيدًا على كفاءته العالية وقدرته على التعامل مع حالات الطوارئ الكبرى، بعد فترة تقييم استمرت 4 أيام.

جاء ذلك في حفل ختام فعاليات التقييم الدولي لفريق البحث والإنقاذ الذي أقيم تحت رعاية سُلطان بن سالم الحبسي وزير المالية.

وقال أليسو مارازا من جمهورية سويسرا الاتحادية، أحد أبرز المقيمين في الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ حول العالم في كلمته إنه خلال الأيام الماضية، ومع فريقي المكوّن من عشرة أعضاء، أجرينا تجربة تقييم شاملة استمرت 36 ساعة متواصلة، حيث قمنا خلال هذه الفترة بمراجعة وتقييم ما مجموعه 172 متطلبًا من المتطلبات المعتمدة دوليًّا، وهي قائمة دقيقة وصعبة للغاية بالنسبة لأي فريق بحث وإنقاذ.
وأضاف أنّ فريق البحث والإنقاذ العُماني أظهر مستوى رفيعًا في مختلف الجوانب التنظيمية، سواء التنظيم الإداري، أو الفني، أو اللوجستي، حيث لمسنا أداءً احترافيًّا عاليًا من جميع أعضاء الفريق.
وأكّد على أنه خلال التحدّيات التي واجهناها أثناء التقييم والملحوظات التي سجلناها، يمكن القول بثقة إنّ فريق البحث والإنقاذ العُماني يمتلك جاهزية كاملة، تمكنه من تلبية معايير الأمم المتحدة، مما يتيح لنا التوصية باعتماد هذا الفريق ضمن التصنيف الدولي للمستوى الثقيل.

وأعلنت أولقا ممثلة الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة في كلمتها أنّ فريق البحث والإنقاذ العُماني قد حقّق مستوى التصنيف الدولي لفِرَق البحث والإنقاذ المستوى الثقيل رسميًّا، وهو إنجاز يُضاف إلى سجل سلطنة عُمان في مجال العمل الإنساني والاستجابة للطوارئ.
وأشارت إلى أنّ فريق البحث والإنقاذ العُماني قدّم خلال أيام التقييم أداءً يعكس جاهزيته العالية وقدرته على تطبيق المعايير الدنيا المعتمدة في إرشادات فريق البحث والإنقاذ الدولي (INSARAG).
وأضافت أنّ عمليات الإعداد والتنظيم والتنفيذ، بما في ذلك إجراءات التصنيف الدولي، تُعدّ من أكثر المراحل تعقيدًا وتتطلب التزامًا إداريًّا وفنيًّا ولوجستيًّا مستمرًّا، غير أنّ الدعم الذي حظي به الفريق من الحكومة وهيئة الدفاع المدني والإسعاف وجميع الجهات المساندة مكّنه من اجتياز التقييم بنجاح لافت.
ووضّحت أنّ فريق الخبراء من مختلف الدول قيّم أداء الفريق بدقة عبر مراجعة جوانبه الفنية والعملياتية واللوجستية، وقد سجّلوا مستوى رفيعًا من الاحتراف في مختلف مراحل التقييم.
وقال المقدم محمد بن حمود المحمودي، رئيس فريق البحث والإنقاذ ومساعد مدير عام العمليات والتدريب بهيئة الدفاع المدني والإسعاف في تصريح صحفي إنّ فريق البحث والإنقاذ العُماني بذل خلال العامين الماضيين جهدًا كبيرًا في تأهيل الفريق وتدريبه وتزويده بالإمكانات اللازمة، ليكون قادرًا على تلبية أعلى المعايير الدولية وتحقيق هذا الإنجاز على المستوى العالمي.
وأضاف أنّ الفريق تمكّن من استيفاء جميع المتطلبات، البالغ عددها 172 معيارًا، وتوفرت له كل الإمكانيات الضرورية لتحقيق هذا الهدف.
وأكّد على أنّ أهمية هذا الإنجاز تكمن فيما يضيفه من قدرة أعلى على إنقاذ الأرواح، وهو الهدف الأسمى، فالفريق اليوم مستعد للاستجابة والتدخل لإنقاذ الأرواح في أي مكان، سواء داخل سلطنة عُمان أو خارجها، إضافة إلى ما سيكتسبه من خبرات عبر مشاركاته الدولية.
ولفت إلى أنّ هذا الإنجاز يُعزّز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الدولية بوصفها دولة قادرة على تقديم خدمات إنسانية متقدمة في مجال إنقاذ الأرواح في مختلف أنحاء العالم.
وتسلّم اللواء سليمان بن علي الحسيني، رئيس هيئة الدفاع المدني والإسعاف خلال الحفل شهادة وراية الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، للتصنيف الثقيل من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة.
ويعكس هذا التصنيف الجاهزية العالية لفريق البحث والإنقاذ العُماني قدرته على تشغيل منظومة متكاملة تشمل الإدارة الميدانية والبحث الفني والطب الطارئ والدعم اللوجستي.
ويمثّل حصول الفريق على هذا الاعتماد إضافة مهمة للمنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، الذي سيسهم في رفع مستوى الجاهزية الوطنية لمواجهة مختلف المخاطر، وفي تطوير قدرات الكوادر العُمانية العاملة في مجالات الإنقاذ والإغاثة وإدارة الكوارث.
وقد تضمّن برنامج التقييم الدولي تنفيذ عدد من السيناريوهات الميدانية التي تحاكي الكوارث الطبيعية، مثل انهيارات المباني والزلازل، واختبار قدرة الفريق على إدارة موقع الحادث، والبحث تحت الأنقاض، وتقديم الدعم الطبي الطارئ، وتشغيل منظومة القيادة والسيطرة، إضافة إلى تقييم مستوى التنسيق بين فرق الدعم الفني واللوجستي.
ويأتي رفع مستوى فريق البحث والإنقاذ العُماني من المستوى المتوسط إلى المستوى الثقيل من قبل الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ خلال الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري كأحد المشروعات الاستراتيجية المخطط لها لتعزيز كفاءة الاستجابة على المستوى الوطني.
وجاءت فكرة إنشاء فريق البحث والإنقاذ العُماني بعد دراسة احتياجات سلطنة عُمان لمواجهة المخاطر الناتجة عن الزلازل والهزات الأرضية والأنواء المناخية، إضافة إلى الحوادث التي تقع في المناطق ذات التضاريس الجبلية الوعرة، حيث تم تكوين النواة الأولى للفريق في عام 2007م، وضمّ أعضاء من الجهات ذات العلاقة بأعمال البحث والإنقاذ وإخضاعهم للعديد من الدورات والبرامج التدريبية وتزويدهم بالمعدات والتجهيزات والمركبات التي تمكنهم من القيام بأعمالهم على أكمل وجه.

ويتكون أعضاء فريق البحث والإنقاذ العُماني من الجيش السُّلطاني العُماني، وسلاح الجو السُّلطاني العُماني، وشرطة عُمان السُّلطانية، والمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، ووزارة الصحة، ويبلغ عددهم 152.
وفي مارس 2012م حصل الفريق على الشارة الدولية من الهيئة الاستشارية للبحث والإنقاذ (المستوى المتوسط)، وفي ديسمبر 2017م أعيد تقييم الفريق من قبل الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، للتأكد من مدى جاهزيته للاستجابة للحوادث على المستوى المحلي والدولي، حيث أسفر ذلك عن اجتياز الفريق الاختبارات التقييم وحصوله على تقدير امتياز وجُددت الشارة.
وقد عزّز فريق البحث والإنقاذ العُماني حضوره الدولي من خلال مشاركاته الفاعلة في عدد من المهمات الإغاثية خارج سلطنة عُمان، حيث شارك لمدة أحد عشر يومًا في عمليات البحث والإنقاذ بجمهورية النيبال عقب الزلزال الذي طال 39 مقاطعة، وأسهم في توزيع المساعدات الإنسانية المقدّمة من حكومة سلطنة عُمان للمتضررين. كما شارك الفريق لمدة خمسة عشر يومًا في عمليات مماثلة بجمهورية تركيا، بالتعاون مع السلطات المحلية والفرق الدولية، وتمكن خلالها من انتشال عدد من الضحايا من تحت الأنقاض.
وفي إطار التنسيق الدولي والاستجابة السريعة للكوارث، قدّمت سلطنة عُمان عبر الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ إشعارات رسمية بجاهزيتها لتقديم الدعم والإسناد للأشقاء في المملكة المغربية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا عند تعرضها لزلازل خلّفت خسائر بشرية ومادية جسيمة، مؤكدة بذلك على استعدادها الدائم للإسهام في الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية.
وفي إطار تعزيز الشراكات الدولية وتطوير مستوى الجاهزية، نفّذ فريق البحث والإنقاذ العُماني عددًا من التمارين المشتركة مع فرق بحث وإنقاذ من دول شقيقة وصديقة، لتبادل الخبرات وتوحيد إجراءات العمل ورفع كفاءة الاستجابة في حالات الكوارث.
كما شارك عدد من ضباط الفريق في عمليات اختبار وتقييم فرق البحث والإنقاذ الدولية في عدة دول، واختير بعضهم لرئاسة مجموعات المقيمين، في تأكيدٍ على الثقة التي توليها الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ (INSARAG) لكفاءات وقدرات الفريق العُماني وإمكاناته الميدانية والتنظيمية.
وفي جانب التدريب والتأهيل، خضع فريق البحث والإنقاذ العُماني لبرامج تدريبية متقدمة داخل سلطنة عُمان وخارجها، شملت مجالات متعددة لتعزيز جاهزيته ورفع كفاءة أفراده. وتضمنت هذه الدورات التدريب على البحث والإنقاذ الحضري (التأسيسي)، ومهارات القيادة والسيطرة، وهندسة المباني، والتنسيق بين فرق البحث والإنقاذ، إضافة إلى التدريب على التجهيزات الفنية وعمليات البحث عن الأحياء والجثث تحت الأنقاض.
كما شملت البرامج تدريبًا متخصّصًا في الإنقاذ باستخدام الحبال من المباني العالية، والقيادة الميدانية، وعمليات قطع الحديد بالشعلة، وإدارة الأزمات، والتعامل الطبي تحت الأنقاض، والإسعافات الأولية المرتبطة بالطب البيطري.
وتلقّى الفريق كذلك تدريبًا في الإنزال من الطائرات العمودية، وتسلق الجبال، وعمل الدعامات الخشبية، والتعامل مع طائرات البحث المسيّرة، إلى جانب التدريب على عمليات البحث بواسطة الكلاب المتخصصة، بما يعزز القدرة الميدانية للفريق على التدخل السريع والاستجابة الفعّالة في مختلف البيئات والظروف الطارئة.
حضر الحفل الذي أقيم بقاعة صندوق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، وعدد من المسؤولين، بالإضافة إلى ممثلين من الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ، وجمع من القادة والضباط، وعدد من المسؤولين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
يُذكر أنّ هذا التصنيف يُعدُّ أعلى اعتماد تمنحه الهيئة الاستشارية الدولية للبحث والإنقاذ (INSARAG) لفرق البحث والإنقاذ حول العالم، ويعكس مستوى الجاهزية والاحترافية والقدرة على تنفيذ عمليات ميدانية معقدة وفقًا للمعايير والإجراءات المعتمدة لدى الأمم المتحدة.
كما يمنح هذا التصنيف فريق البحث والإنقاذ العُماني أحقية المشاركة رسميًّا في مهام الإغاثة الدولية، وتعزيز دوره في دعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والمساهمة في الجهود الإنسانية العالمية.














