العالمسياسة

أوزبكستان_ تركمانستان.. مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية

أصـــداء/ وكالة أنباء أوزبكستان

تتطور الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية أوزبكستان وتركمانستان بثبات، وتُثرى بمضامين عملية جديدة ذات أهمية إقليمية وعالمية. إن السياسة التي ينتهجها الرئيسان، والقائمة على مبادئ الثقة والاحترام والتضامن المتبادل، لا تضمن النمو الاقتصادي للبلدين فحسب، بل تُسهم أيضاً في تعزيز السلام والاستقرار والقدرة التنافسية العالمية في منطقة آسيا الوسطى.

التعاون الاقتصادي: إنجاز بقيمة ملياري دولار

شهدت العلاقات الاقتصادية بين أوزبكستان وتركمانستان نموًا غير مسبوق في السنوات الأخيرة. ففي الفترة من 2017 إلى 2024، ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما بمقدار 6.4 أضعاف، متجاوزًا 1.14 مليار دولار أمريكي. ويتمثل الهدف الرئيسي الآن في رفع هذا الرقم إلى ملياري دولار أمريكي في المستقبل القريب. ويستند هذا التعاون إلى التكامل الاقتصادي بين البلدين: فبينما تنمو صادرات أوزبكستان بفضل المنتجات ذات القيمة المضافة العالية (المواد الكيميائية والهندسة الميكانيكية)، تهيمن ناقلات الطاقة والمنتجات النفطية على واردات تركمانستان. ويتعمق التعاون الصناعي، ويتجلى ذلك في إطلاق منطقة التجارة الحدودية “شافوت-تاشخاوز”، بالإضافة إلى مشروع إنشاء شركة مشتركة لإنتاج السيارات باستثمار يصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي بين شركتي “تركمانستان موتورز” و”أوزفوتسانوات”.

حركة عدم الانحياز والدبلوماسية الوقائية

يهدف نشاط أوزبكستان في الساحة الدولية، ولا سيما رئاستها المقبلة لحركة عدم الانحياز، إلى تعزيز ثقافة السلام والحوار والثقة في العلاقات العالمية.

 خلال رئاستها لمجلس الأمن، ستركز أوزبكستان على دعم ثقافة السلام واللاعنف، وبناء الثقة بين الدول على أساس الحوار السياسي. ومن بين المبادرات الاستراتيجية، خطة إعلان عام 2027 عامًا للدبلوماسية الوقائية، بهدف دعم الجهود المبذولة لحل النزاعات. وتتضمن هذه المبادرة الاستفادة الفعّالة من خبرات مؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة، بما في ذلك المركز الإقليمي للدبلوماسية الوقائية في عشق آباد. وستعزز هذه الإجراءات التي تتخذها أوزبكستان مكانتها في الساحة الدولية، وستسهم إسهامًا عمليًا في بناء نظام عادل ومستقر.

ممرات السلامة والمرور

يُعدّ التعاون الوثيق بين البلدين أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الأمن الإقليمي والبنية التحتية للنقل. وتتسم المقاربات تجاه القضايا الأمنية، لا سيما فيما يتعلق بأفغانستان، بالاتساق التام. وتلتزم أوزبكستان وتركمانستان بإشراك أفغانستان في العمليات الاقتصادية الإقليمية ودعم تنميتها السلمية من خلال تعزيز الربط البنيوي.

يُعدّ التكامل في مجال النقل والخدمات اللوجستية الاتجاه الرئيسي للتعاون. وقد اتفق الطرفان على تطوير ميناء تركمانباشي بشكل مشترك لزيادة حجم الشحن العابر وتنويع مسارات التصدير. ويُمثّل الميناء حلقة وصل مهمة في ممر النقل الدولي عبر بحر قزوين، الذي يُوسّع نطاق الوصول إلى البحر الأسود وأوروبا عبر بحر قزوين. كما يجري تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات نقل الكهرباء، والاستخدام الأمثل للموارد المائية، وحماية البيئة.

يُسهم نمو التجارة بين أوزبكستان وتركمانستان، ومشاريع التعاون الكبرى، وتعزيز الدبلوماسية الوقائية، والإجراءات الاستراتيجية لتقوية ممرات النقل، في خلق نموذج في آسيا الوسطى يجمع بين الإرادة السياسية والمنطق الاقتصادي والمصالح الأمنية. ويُشكل هذا التكامل أساسًا متينًا لتعزيز مكانة المنطقة في النظام التجاري العالمي وضمان تنميتها المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى