أصـــداء/ سليمان الذهلي
استعرض اللقاء الدوري الرابع للمحافظين الذي استضافته محافظة الداخلية اليوم، 245 مشروعا تنمويا تشهدها المحافظة ضمن برنامج تنمية المحافظات للفترة (2021–2025)، وبرنامج إنمائي (2023-2025)، بإجمالي تكلفة تجاوزت 93.4 مليون ريال عُماني، منها مشاريع جاري تنفيذها، وأخرى في إجراءات التناقص والإسناد، ومشاريع مستلمة.
وتستمر أعمال اللقاء الدوري الرابع للمحافظين الذي تستضيفه محافظة الداخلية لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين، وأصحاب السعادة رئيسي بلديتي مسقط وظفار، وأصحاب السعادة الولاة، وعدد من المسؤولين، حيث يناقش اللقاء جملة من المحاور المرتبطة بالتنمية المحلية، تتضمن التخطيط العمراني، والتنمية الاقتصادية، والاستثمار السياحي، وإدارة المشاريع والخدمات البلدية، إلى جانب الاطلاع على التجارب التنموية في المحافظات، بما يعزز التكامل المؤسسي، وتبادل الخبرات، وتوحيد الرؤى التنموية، وبما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة تنسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.
وقال سعادة الشيخ هلال بن سعيد محافظ الداخلية إن استضافة المحافظة للّقاء الدوري الرابع للمحافظين تأتي تأكيدا على أهمية تعزيز التكامل المؤسسي بين المحافظات، وتوحيد الجهود الوطنية في التخطيط والتنفيذ، بما يدعم مسارات التنمية المحلية ويعزّز كفاءة العمل الحكومي في ظل نهج اللامركزية الإدارية.
وأضاف سعادته أن محافظة الداخلية تعمل وفق رؤية تنموية متكاملة، تستند إلى تعظيم الاستفادة من مقوماتها الاقتصادية والسياحية والتراثية، وتسعى إلى تنفيذ مشاريع نوعية تسهم في الارتقاء بالخدمات العامة وتحسين جودة الحياة، مع التركيز على تحقيق الاستدامة، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وتوسيع الشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار سعادته إلى أن المحافظة تشهد تنفيذ حزمة واسعة من المشاريع التنموية والاستثمارية في مختلف ولاياتها، وفق أولويات مدروسة تراعي الأثر الاقتصادي والاجتماعي، وتدعم تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بما يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص العمل، وتعزيز جاذبية المحافظة للاستثمار.
وكشف اللقاء عن أن تكلفة المشاريع الجاري تنفيذها في محافظة الداخلية بلغت نحو 42.3 مليون ريال عُماني بواقع 50 مشروعا، فيما تبلغ تكلفة المشاريع في إجراءات التناقص والإسناد والبالغ عددها 8 مشروعات نحو 11.02 مليون ريال عُماني، بينما بلغت تكلفة المشاريع المستلمة والبالغ عددها 187 أكثر من 40 مليون ريال عُماني، بما يعكس حجم الزخم التنموي الذي تشهده المحافظة في مختلف ولاياتها.
وتعمل محافظة الداخلية وفق استراتيجية “آفاق” التي تمثل الإطار العام للتنمية الشاملة بالمحافظة، وتركّز على تعظيم الاستفادة من المزايا النسبية والمقومات التنافسية التي تزخر بها ولايات المحافظة، وفي مقدمتها السياحة الزراعية، وسياحة المغامرات، والسياحة التراثية، وريادة الأعمال والابتكار، إلى جانب تنمية رأس المال البشري. وتهدف الاستراتيجية إلى تحقيق تنمية مستدامة قائمة على التنويع الاقتصادي، وتعزيز الاقتصاد المعرفي، ودعم المبادرات الشبابية، بما يسهم في رفع تنافسية المحافظة على المستويين الوطني والإقليمي، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.
وفي جانب المحتوى المحلي، حققت محافظة الداخلية مؤشرات متقدمة خلال العام الجاري، حيث بلغ مؤشر المحتوى المحلي نحو 90.25%، متجاوزا المستهدف المعتمد، كما تجاوزت نسبة الإسناد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة 52.8%، بما يعكس حرص المحافظة بدعم الاقتصاد المحلي، وتمكين رواد الأعمال، وتعزيز مشاركة المؤسسات الوطنية في تنفيذ المشاريع التنموية.
ويتضمن برنامج اللقاء زيارة متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح، إلى جانب جولات ميدانية لعدد من المشاريع والمواقع التنموية والسياحية والتراثية، من بينها ولايتا الحمراء وبهلاء، والاطلاع على معالمهما التراثية، مثل مشروع تطوير مسفاة العبريين ومشروع تأهيل وتطوير سوق بهلاء، بما يعكس تكامل التنمية مع الهوية الثقافية.
كما يتضمن جدول اللقاء زيارة ميدانية إلى عدد من المشاريع الاستراتيجية بالمحافظة، من بينها مشروع حديقة نزوى العامة الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 88%، ويُعد من المشاريع الحيوية الهادفة إلى توفير متنفس حضري متكامل يعزز جودة الحياة ويدعم الأنشطة المجتمعية والسياحية. كما يطلع الوفد على سير الأعمال في مشروع ميدان الداخلية الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 24%، ويُنتظر أن يسهم في تعزيز الحراك الاقتصادي والسياحي واحتضان الفعاليات الوطنية، إلى جانب مشروع بوابة ولاية نزوى.
وتشهد محافظة الداخلية مشاريع الطرق الداخلية التي تجاوزت أطوالها المنفذة خلال الأعوام الماضية 245 كيلومترا، بتكلفة تقارب 19.6 مليون ريال عُماني، إضافة إلى مشاريع رصف المخططات الصناعية بالمحافظة، بأطوال 33 كم وبنسبة إنجاز 80%، إلى جانب مشاريع ازدواجية الطرق الاستراتيجية وهي مشروع طريق إزكي ـ نزوى ومشروع مرفع دارس جبرين، التي تشرف على تنفيذها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والتي ستسهم إلى تحسين السلامة المرورية، وتعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية بالمحافظة.
وفي جانب الاستثمار وتنمية ولايات محافظة الداخلية، تعمل المحافظة وفق رؤية استثمارية واضحة تهدف إلى تطوير البنية الأساسية، وزيادة فرص العمل، وتعزيز القيمة المحلية المضافة والمحتوى المحلي، إلى جانب تحقيق تنوّع وتكامل في الخدمات، ودعم الحركة الاقتصادية والسياحية في مختلف ولايات المحافظة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة.
وتشير البيانات إلى أن قطاع الاستثمار بمحافظة الداخلية شهد نموا ملحوظا خلال الأعوام الأخيرة، حيث بلغت نسبة الزيادة في القيمة الاستثمارية الإجمالية 182% خلال الفترة من 2023 إلى 2025، فيما ارتفعت نسبة عدد العقود الاستثمارية بنسبة 52% خلال الفترة ذاتها، وذلك في إطار سعي المحافظة إلى بناء شراكة فاعلة مع القطاع الخاص، وتحقيق الاستدامة المالية، وتعزيز اللامركزية المالية، وزيادة مساهمة الاستثمار في الاقتصاد المحلي.
وأبرمت المحافظة خلال عام 2025 نحو 25 عقدا استثماريا، بقيمة استثمارية إجمالية تجاوزت 2.21 مليون ريال عُماني، تضمنت عددا من المشاريع الاستثمارية في القطاعات السياحية والخدمية والترفيهية، من بينها مشاريع تطوير وتشغيل المنتزهات، والمجمعات التجارية، ومحطات النقل العام التكاملية، بما يعزز جاذبية المحافظة الاستثمارية، ويدعم تنويع القاعدة الاقتصادية.
كما تواصل المحافظة طرح فرص استثمارية جديدة في عدد من المشاريع الاستراتيجية، من أبرزها مشروع واجهة جبل شمس، إلى جانب مشاريع استثمارية أخرى قيد إجراءات التعاقد، في إطار خطة تستهدف طرح 30 فرصة استثمارية متوقعة خلال عام 2026، وبقيمة استثمارية تتجاوز 2.5 مليون ريال عُماني، بما يعكس التوجه نحو توسيع الشراكة مع القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في التنمية المحلية.
وفي مجال التحول الرقمي، أظهرت مؤشرات عام 2025 تقدما ملحوظا لمحافظة الداخلية، حيث بلغت نسبة الالتزام الحكومي في المعاملات المنجزة نحو 99%، فيما تجاوز عدد المعاملات المنجزة 581 ألف معاملة، إلى جانب التكامل مع المنصات المركزية كمورد بلس وتجاوب وإسناد وتنمية، والربط الالكتروني مع بوابة الخدمات الذاتية “ثقة”، بما يعكس توجه المحافظة نحو بناء منظومة رقمية متكاملة تسهم في تسريع الإجراءات، وتحسين جودة الخدمات، وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي، وبما يدعم تطلعات المحافظة نحو مستقبل رقمي متكامل.
وفي إطار الارتقاء بالخدمات الصحية، تشهد محافظة الداخلية تنفيذ مشروعات حيوية في القطاع الصحي، من بينها مشروع مستشفى سمائل الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه 54%، إلى جانب إضافة مخزن طبي ووحدة لطب الكلى بمستشفى أدم، وتنفيذ مشاريع لإنشاء وتوسعة عدد من المراكز الصحية، من بينها مركز بسيح المعاشي، بما يسهم في تعزيز كفاءة المنظومة الصحية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين في مختلف ولايات المحافظة.
ويأتي تنظيم اللقاء الدوري الرابع للمحافظين امتدادا للقاءات الدورية السابقة التي استضافتها عدد من المحافظات، ويُعد محطة مهمة لتعزيز التعاون بين المحافظات، وترسيخ نهج اللامركزية الإدارية، وتفعيل دور المحافظات في تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة، ويعزز من جودة الحياة في مختلف ولايات سلطنة عُمان.
