إقتصادالعالمسياسة

الشراكة الاستراتيجية بين أوزبكستان واليابان: مرحلة جديدة وفرص جديدة

أصـــداء/ وكالة أنباء أوزبكستان

 

 

تُعدّ تنمية التعاون المتبادل المنفعة مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إحدى أولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان. وفي هذا السياق، تحتل اليابان مكانةً خاصة كشريك استراتيجي هام وموثوق لأوزبكستان. وتقوم العلاقات بين البلدين، التي تمتد لما يقارب 34 عامًا، على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والتعاون طويل الأمد، وتشهد تطورًا مستمرًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

يُعد التعاون الاقتصادي، على وجه الخصوص، أحد أهم مجالات العلاقات الأوزبكية اليابانية. وتُعتبر اليابان من الدول الرائدة التي تستثمر بكثافة في الاقتصاد الأوزبكي، حيث تُنفذ عدداً من المشاريع الكبرى في قطاعات الطاقة والنقل والصناعات الكيميائية والرعاية الصحية والبنية التحتية.

ونتيجة لذلك، تضاعف حجم التجارة خلال السنوات الثماني الماضية، وزاد عدد المشاريع المشتركة عشرة أضعاف، وتجاوزت القيمة الإجمالية للمشاريع المنفذة 20 مليار دولار. ويولى اهتمام خاص لتعميق التعاون الصناعي في العديد من المجالات، مثل تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، والطاقة البديلة، وخفض الانبعاثات الكربونية، والمواد الخام الأساسية.

في الوقت نفسه، شهدت السنوات الأخيرة زيارات رفيعة المستوى بشكل منتظم. وتعترف اليابان بأوزبكستان كشريك مهم في آسيا الوسطى، وتدعم المبادرات الرامية إلى ضمان الاستقرار والتنمية في المنطقة.

على وجه الخصوص، يكتسب تعاون اليابان مع أوزبكستان في إطار حوار “آسيا الوسطى + اليابان” أهمية بالغة. واليوم، بفضل قيادة ومبادرة الرئيس شوكت ميرزيوييف، تُبدي دول أخرى في آسيا الوسطى اهتماماً متزايداً بهذا الحوار وتسعى جاهدةً لتحقيق تعاون واسع النطاق. 

يولي البلدان اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات في مجال التشريع، لما لذلك من أهمية بالغة في تحسين الإدارة العامة والنظام القانوني.

سيسمح اجتماع رئيس الدولة مع رئيس مجلس المستشارين في البرلمان الياباني، ماساكازو سيكيجوتشي، ورئيس مجلس النواب في البرلمان الياباني، فوكوشيرو نوكا، في إطار زيارته الرسمية لليابان، بمزيد من تطوير العلاقات البرلمانية في المستقبل القريب، من أجل تطوير شراكة استراتيجية وتعاون متعدد الأوجه.

والجدير بالذكر أنه تم التوصل إلى اتفاقيات لدعم المبادرات البرلمانية الشبابية، وعقد منتدى أوزبكستاني ياباني للبرلمانيين الشباب، وإقامة تعاون بين اللجان البرلمانية والمجالس المحلية لنواب الشعب والمجالس الإقليمية اليابانية، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجال سن القوانين في مجال التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.

ستُمكّن الاتفاقات المُبرمة البرلمان الأوزبكي، في المقام الأول، من تطوير الدبلوماسية البرلمانية على أساس منهجي ومؤسسي. وسيسهم إرساء تعاون مباشر بين اللجان في تبادل الخبرات المعمقة في مجالات محددة خلال عملية التشريع. وهذا أمر بالغ الأهمية لتحسين القوانين في المجالات الاقتصادية والصناعية والبيئية والرقمنة والاجتماعية.

تُعدّ مبادرة عقد منتدى البرلمانيين الشباب الأوزبكي الياباني ذات أهمية استراتيجية طويلة الأمد للبرلمان الأوزبكي، إذ ستساهم في تطوير المهارات التشريعية للنواب الشباب والقادة السياسيين الشباب، كما ستُقدّم مناهج مبتكرة وحديثة للعمل البرلماني.

بشكل عام، تكتسب زيارة رئيس أوزبكستان إلى البلاد أهمية خاصة نظراً للنتائج المتميزة التي تحققت في جميع المجالات. ويتجلى ذلك في اللقاءات التي عُقدت خلال الزيارة مع الإمبراطور ناروهيتو، وقادة البرلمان الياباني، ونائب رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، تارو آسو، ووزير الاقتصاد والصناعة والتجارة الياباني، ريوسي أكازاوا، فضلاً عن رؤساء كبرى الشركات والمؤسسات المالية والجمعيات التجارية في البلاد. 

وختاماً، ستفتح هذه الزيارة آفاقاً استثمارية جديدة أمام الاقتصاد الأوزبكي. وستؤثر مشاريع التعاون التي تنفذها اليابان بشكل مباشر على خلق فرص عمل جديدة للسكان، وإدخال التقنيات الحديثة، وتحسين جودة الخدمات. 

لم تقتصر الزيارة الرسمية إلى اليابان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فحسب، بل أحدثت أيضاً تغييرات إيجابية ملموسة في حياة السكان. ولذلك، يعتبر الخبراء هذه الزيارة حدثاً سياسياً هاماً من شأنه تعزيز مكانة أوزبكستان على الساحة الدولية، وتسريع التنمية الاقتصادية، ومواصلة الإصلاحات بشكل مطرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى