أصــداء منوعةشعـر ، خواطـر

زهـرة الأوريـس..

مـريـم الشـكـيـلـيـة

 

زهـرة الأوريـس..

 

أتعلم ما هو أكثر جزء يضج بالحياة في أجزائي كلها ؟! هي أصابعي عندما تشرع في كتابة رسائلي تلك .. أشعر عندها أنها الوحيدة التي تخرج من تلك القوقعة التي أنا فيها منعزلة عن الضوء والوجوه.

لا أعلم لِمَ كانت رسالتك الأخيرة تفوح منها رائحة البحر والقهوة ! هل كتبتها من شرفتك المقابلة له؟ هل كان البحر هادئاً ككلماتك ؟ .. أستطيع تخيلك عندما ترتب الأحرف المكتوبة على الورق الهائج بفعل الرياح الآتية من الموج .. كما أستطيع أن أقرأ عادتك عندما تنسى قهوتك حتى تبرد وتستشيط غضباً من نسيانك.

أعلم أن رسائلي تصلك وهي مكتظة بالأحاديث الطويلة، وأنني أشعرك بحجم الكلمات التي تخرج من موقد قلمي وتهطل إليك كالغيث بلا مظلات توقيك هذا الهطول الكثيف.

سألتني في رسالتك الأخيرة هل أفكر في السفر إلى فلورنسا ؟ .. كنت أود أن أسير نحو ذاك المقهى الصباحي على جانبي الرصيف المبلل بنكهة الشتاءات الباردة في منتصف شهر كانون الجليدي وأجلس في ذاك المقعد المطل على الخارج وأحتسي فنجانك وأبخرة القهوة تعانق برودة المكان .. ولكن لا لن أكون متواجدة هناك رغم إغراء صفير القطارات.

كنت أود أن أسأل لماذا تختبئ أوريس في منتصف الكتب التي نستعيرها من أدراج المكتبات؟.

هل يمكن أن تكون الزهور شاهداً على نزيف أحاديثنا؟.

هل يمكن أن تكون البتلات هي أحرف سقطت سهواً لتواري خيبات كتاباتنا؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى