أصــداء منوعةقصص ، روايات

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الرابع عشر .. (شفيق عرب)..

فـايـل الـمـطـاعـنـي

الـكـاتـب و الـقـاص

 

جريمة على شاطئ العشاق .. الفصل الرابع عشر .. (شفيق عرب)..

 

إدارة التحريات..

دخل النقيب محمد إلى مكتب العميد حمد مسرعاً وبعد أن ألقى السلام قال : سيدي لم نجد العامل شفيق عرب ، لقد بحثنا عنه ولكن لم نعثر عليه لحد الآن !!.
العميد حمد الذي كان يكتب بعض التحليلات فوجئ بدخول النقيب محمد ، وبعد أن رد السلام : ومن شفيق عرب ؟!!.
محمد : سيدي إنه عامل النظافة الذي كان موجوداً في فيلا عبدالعزيز ليلة مقتله.
وهنا قاطعه العميد حمد قائلاً : نعم الذي قال إنه شاهد منال غازي وهي تدخل الفيلا وتعرف عليها بينما لم يتعرف على زوجات عبدالعزيز الأخريات ، ومادام أنه يعرف عبدالعزيز ويتردد على الفيلا أكيد يعرف باقي نسائه على الأقل من قبيل الفضول لابد أن يسأل.
وبالذات هذه العمالة لديها فضول فيما يفعله الأرباب خلف الجدران ، فكيف هذا العامل لا يعرف زوجات عبدالعزيز ؟!! هل كان يدخلن ويخرجن من البيت عبر طاقية الإخفاء لكي لا يشاهدهن أو يعرفهن ، وهن سيدات مجتمع من الدرجة الأولى؟!!.
النقيب محمد : سيدي ربما هذا العامل فعلاً لا يعرف شيئاً خاصة وأن عبدالعزيز كان حريصآ على إخفاء أمر زواجه عن الكل.
وقف العميد حمد ، و وضع كلتا يديه خلف ظهره ومشى مبتعداً عن مكتبه باتجاه النافذة ، وقال : يا نقيب محمد ؛ عبدالعزيز لم يخف زواجه ، والدليل أن آخر زوجاته طلبت أن يطلق ضرائرها ، ووجود زوجاته الثلاث وإن كان في أوقات متفاوتة دليل على معرفتهن بزواجه ، ولكن توقيت حضورهن هو الغريب ، وأيضاً لاحظ حضورهن إلى الفيلا دليل معرفتهن بأمر هذه الفيلا ؛ يعني الأمر ليس خافياً عليهن ، ولكن الخافي أن عبدالعزيز لم يطلقهن كما أرادت عروسه منال ، ولكن دعنا من هذا الآن ما خطب هذا الشفيق؟!.
النقيب محمد : لقد ذهبت إليه لكي آخذ منه بعض المعلومات عن عبدالعزيز بحكم معرفته به ، ولكني لم أجده على رأس عمله فسألت أصدقاءه فعلمت أنه سافر قبل يومين إلى بلاده ، وللعلم يا سيدي هو مقرب من عبدالعزيز فلا يغرك أنه عامل نظافة.
العميد مؤشراً بيده : أحسنت نقيب محمد ، ولكن السؤال هو : لماذا هرب هذا العامل ؟!! ، وما السر الذي يحمله ؟!! ، ثم قال مضيفآ إلى كلامه : وربما ذهب في إجازة اعتيادية ؛ فهو لم يكن مطلوباً لدينا بشيء.
وجلس على الكرسي المقابل للنقيب محمد وقال : أنت قلت : سافر قبل يومين ونحن الآن اليوم السادس من عثورنا على جثة عبدالعزيز ؛ إذا كان هذا العامل يحمل سراً لماذا لم يسافر بعد مقتل أربابه مباشرة ؟!! ، لماذا أنتظر أربعة أيام كاملة من مقتل عبدالعزيز ثم سافر ؟!.
وهنا قال النقيب محمد : سيدي تعتقد أن هناك قاتلاً غير منال ؟.
نظر إليه العميد حمد ؛ ثم ضحك وأجاب : ومن قال لك إن منال قتلت زوجها ؟ ، وأضاف قائلاً بعد أن أخذ ورقة كانت بيده قبل أن يدخل عليه النقيب محمد : أنظر يا محمد إلى هذه الورقة . فنظر النقيب محمد إلى الورقة ووجد فيها بيوتا والعدد من خمسمائة إلى الألف بيت وكلمة متر!!.
ونظر العميد حمد إلى النقيب محمد فوجد علامة استفهام تعلو وجهه ؟ ، ولكنه قال موضحاً: خرجت أمس أتجول حول فيلا عبدالعزيز وأسأل جيرانه إن كانوا قد شاهدوا أشخاصاً غرباء ؛ انت تعلم ؛ قالها العميد حمد وهو ينظر إلى النقيب محمد : هذا حي راقٍ ، وبالتأكيد السكان يعرفون بعض ، على الأقل يكونوا قد ألفوا بعض وليس بالضرورة المعرفة الكاملة ، وكلهم قالوا : لم نر أحداً ولم نسمع شيئاً إلا سيدة واحدة تبعد عن فيلا عبدالعزيز مسافة ألف متر ، يعني تقريباً سبعة بيوت أو أكثر قليلاً.
قالت بعد أن علمت من أنا : في ذلك اليوم كان الصبية يلعبون بالكرة ، وأنها سمعت شجاراً ، ومن ثم صوتاً قوياً ؛ قالت أظنه أن أحداً ما يصرخ يعني سمعت صرخة تصدر من تلك النواحي فنظرت إلى نافذتها ، فقلت لها : هل النافذة كانت مفتوحة حين سمعت تلك الصرخة ؟ سكتت قليلاً ، وكأنها تتذكر ، ثم قالت وهي واثقة من نفسها : كلا يا سيدي ولكنها ليست جيدة الإغلاق!.
انظر يا محمد إلى المسافة بين فيلا عبدالعزيز وفيلا هذه السيدة ، وهذا السهم
الذي رسمته هو فيلا السيدة والسهم الآخر هو فيلا عبدالعزيز ؛ فكيف استطاعت تلك السيدة أن تنظر إلى الأطفال وبعدها سمعت صرخة في تلك النواحي عن طريق نافذة ليست جيدة الإغلاق؟؟!!
قفز العميد حمد من مكانه وطلب النقيب رحمة قائلا لها : نقيب رحمة سوف ياتي إليك النقيب محمد وأريد تقريراً عن سيدة تدعى صالحة بنت علي أريده اليوم.
ثم طلب النقيب منى : نقيب منى الليلة ستصل الدكتورة فائزة بنت سعيد إحدى زوجات عبدالعزيز أريد أن تشرفنا هنا ؛ لا أريدها أن تذهب الى بيتها وأيضا قال بحزم : ألقي القبض على الأستاذة منال بتهمة قتل زوجها.
وكانت نظرات النقيب محمد تزداد دهشة واستغراباً وتعجباً!!.

★★★★★

الـمـصـيـدة..

نظر العميد حمد إلى النقيب محمد نظرة انتصار ثم قال العميد حمد : لماذا الاستغراب يا نقيب محمد ؟.
النقيب محمد مجيباً : سيدي قبل قليل قلت أن منال ، وهنا أشار العميد حمد بيده مؤيداً قول النقيب محمد
وأضاف قائلاً : أيها النقيب القاتل يريد أن يزج بمنال إلى السجن ، حسنا لنعطيه تلك المتعة أنفذ له طلبه ، وسنأتي بمنال إلى هنا ولكن لن تسجن طبعاً ، بل ستكون ضيفه كريمة عندنا وستتولى النقيب منى ضيافتها.
وأضاف ضاحكاً ولكننا سنقول للإعلام أننا أرسلنها إلى سمائل ؛ أظن سمائل الآن جميلة فأجواؤها ممتعة.
وهنا ابتسم النقيب محمد ثم قال : سيدي والدكتورة فائزة لماذا لا تريدها ان تذهب إلى منزلها؟.
هنا استغرب العميد حمد من حديث النقيب وقال له : أيها النقيب هل تريد أن تذهب إلى الأكاديمية تتعلم فن المراوغة ؟ ، يا عزيزي، هذه الدكتورة لا تعلم ماذا حدث لزوجها ، فهي ذهبت لمؤتمر ولا بد أن نكون في استقبالها وإخبارها عما حدث لزوجها بأنفسنا لكي تنصدم ، وعندما تنصدم ستبوح بالكثير من الأسرار.
هذه الأسرار نحن نريد ان نسمعها ، ثم قال بعدها : ألم تعرف أن القاتل يريدنا أن نسجن حريم عبدالعزيز ؟ إذاُ نقدم له هذه الخدمة ونبعث بهن إلى السجن ، ثم قال ضاحكاً : لندع المجرم يمرح قليلاً ؛ فأيامه معدودة ، أما الدكتورة ستكون في ضيافتنا مالم نشعر أنها قد تكون طرف في القضية بعد أن تبوح لنا إثر إبلاغها بخبر زوجها ، وجلس على كرسيه وهو يقول : إلى الآن القضية تمشي في طريقها المرسوم لها ، ولكن سؤال قد خطر الآن : لماذا طلبت منال من عبدالعزيز أن يطلق زوجاته ليلة زفافها ؟ لماذا لم تطلب ذلك من قبل أم أساساً هي لم تطلب وأن ادعاء عبدالعزيز بأنها أجبرته هو من وحي خيال القاتل الذي يريد أن يلف حبل المشنقة حول رقبة منال ؟؟!!!
النقيب محمد مفكراً ، ثم قال : سيدي المسألة ليست فقط انتقام من عبدالعزيز هناك شيئ آخر.
وهنا ضرب العميد حمد بيده الطاولة قائلاً : أحسنت ؛ هناك أحد ما يريد أن ينتقم من منال وليس من زوجات عبدالعزيز الأخريات ؛ منال فقط ؛ هناك من يحاول أن يوجهنا لكي نعتقل منال ونلحقها بزوجها ؛ يا ترى من ؟! ولماذا منال بالذات؟!
ثم قال موجها كلامه إلى محمد :
نقيب محمد ؛ بعد مهمتك الأولى أريد تقريراً عن منال بنت غازي ، وكل شي متعلق بها ، أنت والنقيب منى مهمتكم منال واتركوا موضوع ضيافة الدكتورة فائزة للنقيب رحمة.
هيا يا صديقي فالوقت يداهمنا.

 

يـتـبـع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى