جريمة على شاطى العشاق .. الفـصل 23 الأخير..
فـايـل الـمـطـاعـنـي
كـاتـب و قـاص
جريمة على شاطى العشاق .. الفـصل 23 الأخير..
الحكاية من البداية..
أطلقت النقيب منى رصاصة الرحمة فقالت : دكتورة لما تحدثت معك أول مرة عن عبدالعزيز لم ألمح ذلك الحزن في وجهك !! ، ونظراتك لم يكن فيها وجع رفيق العمر !!.
كيف لامرأة يُقتل زوجها وتكون طبيعية ؟!! ، بل كنت مرحة وتذهبين إلى عملك ، وكأنه يوم عادي !! ، ما تلك الأعصاب التي تجعلك تذهبين إلى الصالون وأنت تعلمين أن في ذلك اليوم زوجك سيزف إلى امرأة أخرى ؟!! ، سكتت النقيب منى وهي تنظر إلى الدكتورة نعمة ، ثم أضافت : دكتورة أنت متهمة بقتل زوجك بالتعاون مع المدعو شفيق عرب الذي ضربه فأفقده وعيه ، بينما أنت أعطيته الجرعة المسمومة ، وكانت الخطة ناجحة جداً ، أعراض سكتة قلبية وانتهي الأمر !! ، ولكن عدالة السماء رفضت ذلك السيناريو ، هناك من حمل الجثة إلى الممشى وألقى بها في طريقي ، والآن ما أقوالك ؟.
كانت الدكتورة نعمة في حالة ذهول ، وخبأت وجهها بكلتا يديها ، وأخذت تبكي وتقول : أنتم تقولون : إن عبدالعزيز مجني عليه !!.
أنا قتلته ولو بعثت فيه الروح مرة أخرى لقتلته مرات عدة ؛ عبدالعزيز لم يكن زوجآ؛ كان وحشاً ، لا يهمه سوى مصلحته وراحته ، أما أنا ومشاعري أذهب إلى الشيطان.
وتشاغل العميد حمد بكتابة شيء ما ؛ بينما هو كان يرسل للنقيب رحمة أن تحضر الدكتورة فائزة ، وترك الدكتورة نعمة تكمل كلامها دون تدخل من أحد الضباط فقالت : تزوجت عبدالعزيز وكنت في السنة الأولى جامعة ، صغيرة وفرحانة بالزواج ؛ ومن شخص أحبه ابن خالتي ؛ الذي يتمنينه بنات العائلة أن يخطبهن ، لكني أنا التي فزت به.
ومن أول يوم زواجي ؛ اتضح أنه أخذني هدفاً لأغراضه الشخصية فقط .. لمصلحته ، وكان كل فترة يسألني عن صديقتي فايزة ، -وهنا حضرت فايزة ، وسمعت اعتراف صديقتها – كان يهتم بها ويكثر السؤال عنها – وبالوقت نفسه يسخر منها امامي ، ويقول : بالله عليكم هذا لبس فتاة أبيها يملك بنكاً !!.
وأضافت قائلة : بعد أن رأت فايزة ، فايزة امرأة بسيطة ومتواضعة ومحبوبة ، وأكملت فايزة : كان يحاول قتل الأنثى في داخلي ؛ ما في شي ألبسه يعجبه ؛ قال لها العميد حمد : لو تكرمت نحن نريد أن نسمع اعتراف نعمة ، ثم قال موجهاً الحديث إلى نعمة : تفضلي دكتورة كملي.
فقالت : أنتم تقولون إن عبدالعزيز ضحية ؛ بالعكس أنا ضحية من ضحايا عبدالعزيز ؛ قتل كل شي في ، رمى بوالدي في السجن ، والدي الذي أفضاله لا تعد ولا تحصى على عبدالعزيز وعائلة عبدالعزيز كلها ، وكان يعايرني بوالدي ويقول : لن أعيش مع ابنة حرامي !! ، والنتيجة مات والدي في السجن قهراً وغماً.
وبكت الدكتورة ثم عادت تقول : نعم حقدت عليه وكل يوم أريد أن أقتله بيدي ، كنت أريده أن يتعذب بالسم وهو يدخل جسمه ، من هذا الرجل الذي يتزوج صديقة زوجته ؟! ، ويقول لي : صديقتك طلبت مني أن أطلقك ؛ وتريدون مني أن لا أقتله.
حين اتصل بي شفيق عرب وأخبرني بالقصة كلها ؛ جن جنوني ، حينها قررت تنفيذ حكم الإعدام في عبدالعزيز ، وليلة زواجه على الساعة السابعة والنصف مساء كنت موجودة مع عبدالعزيز بعد ما جئت من الصالون وقلت له : قبل لا تطلقني أنا أريد أن أشبع منك عبدالعزيز ؛ بهره ما شافه مني من دلع وجمال فتراجع عن طلاقي وحضنني.
حينها وصلت منال وطبعا شفيق الذي اتصل عليها بالاتفاق معي ، كنت أريدها أن ترى عبدالعزيز وهو في أحضاني ، وأشعل نار الغيرة.
جلست أنتظر خلف الباب بعد أن تظاهرت بمغادرة المكان ، وحين غادرت منال المكان غاضبة حضنته مرة ثانية ، بينما شفيق عرب وجه له ضربة اختل بعده توازنه ، فسقط ، مما سهل عليّ إعطاءه الجرعة المميتة.
وبكت نعمة وهي تتذكر أباها ، وأيضا بكت الدكتورة فايزة وهي تتذكر أباها كذلك.
وهنا طلب العميد حمد من النقيب رحمة والنقيب منى بأخذ الدكتورة نعمة والدكتورة فايزة إلى التوقيف ، ومن ثم تقديمها إلى الادعاء العام مع بقية المشتركين في جريمة مقتل المصرفي عبدالعزيز ، وقال العميد : أخيراً أسدل الستار على أغرب جريمة قتل !!..
★★★★★
الـخـتـام..
جلس العميد حمد يمزح مع أخته منى بقوله :
شكلي سوف أتزوج الثانية ؛ ضحكت النقيب منى وهي تقول : ما تخاف على نفسك …؟!!.
المرأة (لها شجاعة الأسد ، ولكن عندما تحقد .. حقدها مثل البعير) !!.
فأجاب العميد حمد متذكراً قصة مقتل عبدالعزيز والمتهمين الذين هم الآن في سجن سمائل ، كل واحد منهم حسب جرمه واشتراكه في هذه الجريمة ؛ قال : نحن خلقنا الله أسوياء محبين للخير ، ولكن البذرة التي غرسها الله فينا إما أن تنمو فتصبح شجرة مثمرة وزاخرة بالعطاء ، أو أنها تصبح شجرة رائحتها سيئة لا يُرجى منها خير ، وأضاف : فعلا كانت جريمة من اغرب الجرائم يشترك أكثر من شخص في قتل شخص واحد ، ولا يربطهم ببعض أي رباط ، وربما لا يعرفون بعضهم !!.
فعلاً الشيطان لم يمت.