أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

ثم لأخبرك سرّاً..

الكاتبة/ ياسمين عبدالمحسن إبراهيم

مدربة معتمدة ومحاضرة في اكتشاف الذات

 

ثم لأخبرك سرّاً..

 

“إنك لا تدرك مدى صعوبة الأمر، تخيل أن تشعر بشيء وتفعل عكسه لتبق على قيد الحياة، لتظهر بتلك الابتسامة التي يطريها الجميع، لتقف صامدًا قويًا أمام أعينهم، أنت لا تدري الكثير عزيزي………”

بتلك الكلمات نفتتح رسالتنا لهذا الأسبوع.

نحن جميعًا ككعكة متعددة الطوابق.

لا أحد يفكر كيف تكونت بهذا الشكل، لا أحد يفكر في الليالي والأيام التي استغرقتها أرقًا لتظهر بهذا الشكل الجميل الذي يألفونه ويتمنونه.

أنت وحدك من يدرك أن الشكل الجميل ليس بذات القيمة نفسها كتلك اللحظات التي وقع فيها كل الخليط على الأرض مئات المرات وفي كل مرة كنت تحاول وكأن شيئًا لم يكن.

أنت وحدك من يقدر أن تلك الابتسامة التي تزين وجهك المتصدع من أثر الخيبات بالشكل التي يليق بها.

أنت وحدك من احترقت طبقاته فاستبدلها عشرات المرات مغيرًا المكونات والأشخاص المساعدين.

لا أحد يدري بالتفاصيل يا عزيزي.

ربما لا يريد أحد أن يدري بتلك التفاصيل في الحقيقة.

سهل أن تُحسد على صمودك وقوتك وسعة صدرك وجميل تعاملك مع الناس، ولكن صعب أن يرفق بقلبك ويكن لك أحدهم ذاك الغصن الظليل الذي يمكنك التقاط أنفاسك عليه…

أنت دائمًا قوي..

الفرسان لا يتعبون هكذا صوّرك التاريخ.

يخرج من معركة فتلحقه أخرى، لا يعترف أحد بتلك “استراحة المحارب” صديقي.

دعنا نخبرهم بملء أعماقنا، دعنا نذكرهم بأن وراء كل شخص عظيم تجارب مؤلمة، حياة ليست سهلة وربما تميل لتكن قاسية نوعًا ما، ظروف مرعبة، أيام ثقيلة، محاولات عديدة، تنازلات كثيرة، وجروح أكثر وأعمق، إن كان وراء كل شخص عظيم أشخاص فأهمهم هو نفسه.

ثم لأخبرك سرًا……

“صدقني يا عزيزي لو كان الأمر بيدي لوجهت كل الجوائز لأولئك الذين يحاولون لقد اكتفينا من تكريم الأول في كل شيء، ألم يحن الوقت بعد لمن يحاول أن يكون الأفضل؟ لمن يحاول أن يكون ولم يصل قط.”

يا صديقي، ثمة أرواح ذات ندرة، لا يتكرر أشباهها كثيرًا، تلمس فيها الصدق، والجمال، والصفاء، ذات فكر نير، ومنطوق طيب، وسماحة مريحة، وبشاشة تفيض من القلب قبل الملامح، لا تجد منها السوء قولًا أو فعلًا، خُلقت كالسحابة المحملة بالمطر، أينما حلت هطلت بالخير، أنت منهم فلا تتراجع عن دورك.

استمر في المحاولة إلى أن ينطفئ الكون أجمع……

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى