مـحـمــود الـكـنــزي

صـحـفـي وأديـب – السـودان

في مسـيرة الحياة .. أيام لهـا إيقـاع..

في إصرار عنيد يمضي العمر مسرعاً برعونة ولا مبالاة .. وتتسرب الأيام هاربة من بين أيدينا من غير استئذان أو تمهيد .. ودائماً ما تحمل هذه الأيام على عاتقها أحداث وشجون .. تشغلنا وتحرمنا من متعة ومعايشة الاحساس الحقيقي لساعات وساعات من العمر المتناقص .. بل أصبحت هذه الأيام سنينا تتراكم وتتضاعف بأرقام مخيفة ومرعبة في شهادة الميلاد.

ولكننا نقول الحمد لله على كل حال .. فلقد عشنا كل فترة من عمرنا بنكهتها وعنفوانها وحلاوتها .. فكان لنا في الطفولة مراتع مترعة بالحبور والانطلاق والمرح .. وكانت لنا في الشباب جولات وصولات من المغامرات والتحديات والقصص اللذيذة العجيبة .. المليئة بالسحر والخيال وأحلام الصبا الوردية .. عندما كنا نتقمص شخصيات نجوم السينما أمثال أنطوني كوين ورشدي أباظه وعمر الشريف .. وكانت لنا حيوية مفرطة مع المغنى والطرب الشجي الجميل .. وكل مفردات الشعر والقصائد الفخمة الرائعة.

هكذا فإن الأيام بين الناس دول .. جيل يأتي أثر جيل .. والأيام تمضي والأعمار تتناقص .. والمسؤوليات تتعاظم .. والتبعات تتجسم .. والوقار يرفع لنا عصا الطاعة دائما للامتثال والتقيد بالانضباط والرزانة .. ويهزم فينا روح الانطلاق والتجلي والإبداع .. ويخيم على كل تفاصيل حياتنا.. ويجبرنا على الامتثال لقانون الاستكانة والملل البليد القاتل.