أصداء وآراء

شكـراً المخيـني .. وتبّـاً لهـواة المال فـقـط !!..

الإعـلامي/ د . خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

شكـراً المخيـني .. وتبّـاً لهـواة المال فـقـط..

 

لا تربطني علاقة بالأخ العزيز محمد المخيني سوى معرفة عابرة منذ سنوات طويلة، نعم كتبت عنه مقال سابق لما كان في العناية ودعيت الناس للدعاء له بالشفاء وسألت عنه في مواقع التواصل الاجتماعي وفرحت عندما عرفت أنه تعافى بفضل الله ولكن كل ذلك من واجب إنساني بحت، وأؤمن أن الإنسان مهما قدم سوف يجد هناك من يختلف معه ومحمد من هؤلاء البشر، وحقيقة أنه من الشباب الذين اشتغلوا على أنفسهم واجتهدوا لكسب معيشتهم ومع رغبته في الكسب كانت له جوانب مضيئة للبلد والمجتمع لا تنسى، ونرفع القبعة لمحمد ولجميع الشباب الذين سعوا لكسب معيشتهم بالحلال ولم يصلوا لهوس الشهرة بالتخلي عن قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم والمتاجرة بشرفهم. 

بالأمس أرسل لي أحد الأعزاء مقطع فيديو للأخ محمد المخيني الذي يجوب السلطنة من أقصاها إلى أقصاها لكسب الرزق وعنون المقطع بقوله (في مثل هذه المواقف النبيلة يشكر المخيني وبارك الله في مسعاه)، هذا المقطع مؤثر جدا وأحسب إن ما فيه صادق ولوجه الله ولا أزكى مع الله أحد حيث ألتقي بطفل يشتغل ببيع الحلويات عند احد المساجد في العيجة بولاية صور رغم البرد وحاول إن يشتري معه والدفع له إلا أن الطفل عرفه فرفض استلام أي مبلغ فقدم له المخيني هديه ثمينة، وهذا التصرف يذكرني بتلك الطفلة التي كانت ترغب في فتح مشروعها البسيط لبيع الآيسكريم وطلبت من عدد ممن يزعموا أنهم مشاهير فرفضوا الترويج لها إلا بمبلغ مالي تراه كبير لمشروعها المتواضع فقررت تصوير نفسها والترويج فكانت المفاجئة غير المتوقعة عندما أشترت السيدة الجليلة زوجة مولانا السلطان منها كل منتجاتها وأكرمتها وأجبرت بخاطرها، وحينها أصبح هؤلاء المشاهير في الحضيض نتيجة جشعهم المفرط. 

وفي المقابل هناك أمثلة عديدة باعت نفسها وأهلها وشرفها وكسرت كل العادات والتقاليد والقيم المحافظة للمجتمع لكسب المال من خلال عرض أنفسهم مع زوجاتهم وأخواتهم وغيرهن في مواقف مخجلة فقط لكسب الشهرة والمال السريع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحوا للأسف حديث المجالس والسهرات واللمز والهمز، ولم يراعوا أننا في مجتمع محافظ فقلدوا عدد من المشاهير في دول أخرى في التصوير مع أهلهم وليتهم كانوا على قدر المسؤولية بل رأينا العجب العجاب، ومثل هؤلاء للأسف ينبذهم المجتمع ولا يمثلونه، ونقول لمثلهم تبا لكم إذا المال دعاكم لعمل ما ينافي الأخلاق الإسلامية والعربية، فالعربي يغار على أهله وعرضه، والقصيدة المشهورة لذلك الشاعر الذي يغار على حبيبته حتى من أبيها وأمها فكيف لا يغار من يعرض زوجته وحبيبته على الملا. 

على مشاهيرنا أن لا يعميهم المال عن المحافظة على شرفهم وعرضهم والحفاظ على أهلهم وهو كلام يسري على الجميع، فالعزيز يبقى عزيز لو قل ماله وفقر حاله والوضيع مهما كسب المال سيظل وضيع، تمسكوا بالأخلاق والقيم والمبادئ ولا تعثوا في الأرض الفساد، ودمتم ودامت عمان بخير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى