أصــداء منوعةندوات ومحاضرات

نظمتها جمعية الصحفيين العمانية .. ندوة حوارية متزامنة مع فترة انتخاب أعضاء مجلس الشورى حول تعزيز أدوار المجلس وأهم التطلعات..

كـتـب : محمد بن عبدالله الدغيشي

 

عقدت صباح الأحد ندوة حوارية تحت عنوان “مجلس الشورى الواقع والتطلعات”، وذلك بتنظيم من جمعية الصحفيين العُمانية، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، بمشاركة خبراء ومختصين في مجلس عمان ومن عدد من المؤسسات الأكاديمية والقانونية والمجتمع المدني بسلطنة عمان.

جاء تنظيم أعمال الندوة التي أقيمت بفندق انتر ستي انطلاقاً من الأدوار التي تعمل عليها جمعية الصحفيين العُمانية في التعاطي مع المشهد الوطني، وتزامناً مع فترة انتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة بهدف تقديم قراءة علمية واضحة للمراحل التي مرت بها مسيرة الشورى والعملية الانتخابية في سلطنة عُمان ، وأهم التطلعات المجتمعية لعمل المجلس وصلاحياته خلال الفترة المقبلة ، ودور الإعلام في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المشاركة في العملية الإنتخابية ، وأهمية دعم مشاركة المرأة والشباب وحضورهم في عضوية مجلس الشورى للفترة العاشرة.

افتتح الندوة الحوارية الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية بكلمة أشار فيها بأن انتخابات الفترة العاشرة لأعضاء مجلس الشورى تأتي وسط متغيرات كثيرة على المستوى الوطني ، بالإضافة إلى صدور قانون جديد لانتخاب أعضاء مجلس الشورى 54 / 2023 استمراراً لتحديث منظومة التشريعات في سلطنة عُمان في العديد من المجالات، ومواكبةً لأهداف رؤية عُمان 2040 بما يتوافق في مواده مع قانون مجلس عُمان 7 / 2021.

وأوضح الدكتور محمد بأن جلسات الندوة ترتكز في مضمونها على جملة من المحاور، منها : التركيز على مسيرة الشورى من سلطنة عمان للتعرف على أهم أعمال مجلس الشورى في إطار صلاحياته وتشريعاته خلال الفترة التاسعة ، ومناقشة دور قانون مجلس عُمان في تعزيز الدور التشريعي في مجلس الشورى ، بالإضافةً إلى تحديد دور الإعلام لتعزيز الوعي المجتمعي للمشاركة الفاعلة في انتخاب أعضاء مجلس الشورى ، ومناقشة أهمية التطور التشريعي في تنظيم عمل مجلس الشورى وانتخاب أعضائه من خلال قانون مجلس عمان ، وقانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى.

كما تناقش محاور الندوة واقع المشاركة السياسية والتطورات والممكنات لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة ، والوعي القانوني للمترشح والناخب وتأثيره على نجاح العملية الانتخابية ، إلى جانب أهمية إشراك المرأة والشباب في العملية الانتخابية ، وصناعة مرحلة جديدة لمجلس الشورى.

وفي الجلسة الأولى ناقشت الندوة مجلس الشورى الواقع والتطلعات ، حيث تحدث الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي أستاذ القانون الدستوري ، بأن ممارسة الشورى في المجتمع العماني هي ممارسة متجذرة منذ القدم مثل السبلة والبرزة، كل هذه نماذج من الممارسة الشورية التي ترسخت في المجتمع العماني ؛ والممارسة الحديثة المؤسساتية بدأت في العام ١٩٧٩ من خلال إنشاء مجلس الزراعة والأسماك والصناعة ، من ثم ألغي هذا المجلس في عام ١٩٨١ وعقبه المجلس الاستشاري للدولة، والذي ظل يعمل حتى العام ١٩٩١ ومن ثم تم إنشاء مجلس الشورى ، وبدأت عملية الانتخابات النسبية وليست الانتخابات بصورتها العامة.

وأشار مسلم بن سعيد مسن نائب الأمين العام المساعد للجان والمعلومات بمجلس الشورى ، بأن الفترة التاسعة لأعمال مجلس الشورى تأثرت كثيراً بسبب جائحة كرونا ، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد ، ولكن رغم كل ذلك إلا أن أداء الشورى في تلك الفترة كان جيداً إلى حد ما وخصوصاً في السنتين الأخيرتين.

وأضاف مسلم بن سعيد مسن بأن المجلس شهد تعديل 11 قانوناً نافذاً ، وجزء من هذه القوانين مشروعات كاملة ، وأحيلت إلى مجلس الدولة ، 12 في الفترة التاسعة ، 7 في الفترة الثامنة و 5 في الفترة السابعة.

وأشار الدكتور محمد العريمي بأن الهدف من الجلسة النقاشية هو رفع توصيات صادقة إلى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم من أبناء شعبه ، وأكد الدكتور بأن الدول المتطورة تقاس بمستوى مشاركة أبناء المجتمع في عملية اتخاذ القرار ، وفي الفترة الماضية بدأت ثقة المواطن تضمحل وأن المجلس بدأ يفقد قناعة المواطن لأسباب قد تكون خاطئة أو قد تكون صحيحة ، وقد لوحظ ذلك خلال الفترة التاسعة بأن هناك عزوفاً واضحاً عن الترشيح.

في إحدى الأسئلة التي طرحت على الدكتور سالم الشكيلي عن ما الذي يجب أن تكون عليه الدورة القادمة لمجلس الشورى ، أجاب الدكتور بأنه أولاً يجب تغيير فكر المواطنين عن عدم وجود صلاحيات لمجلس الشورى ، حيث يعتبر هذا سبب من أسباب العزوف عن الترشح أو الممارسة الانتخابية ، وكذلك لابد من وعي المواطنين باختصاصات المجالس البرلمانية ؛ فهناك اختصاص تشريعي، رقابي، واختصاص مالي.

أما الجلسة الثانية، فقد تحدثت المكرمة الدكتورة ريّا بنت سالم المنذرية عضوة مجلس الدولة ، عن الوعي والمشاركة المجتمعية للمرأة وإشراكها في الشورى ، وأشارت بأن المرأة أصبحت عضواً أكثر فاعلية في العملية التنموية ، واستشهدت بعدد من الفتيات العمانيات اللواتي لهن شأن كبير في الإسهام من أجل دفع عجلة التنمية نحو الاستمرار في الحقب الماضية ، وأن للمرأة دور كبير في النطاق الأسري ، وهو أن تحمل مسؤوليات عظيمة ومن بينها اقترانها ببيئة العمل الرسمية ، وجهودها المبذولة في هذا الإطار ، ولابد أن تكون المرأة أكثر حضوراً ولا تكتفي بأن تظهر في الفترة الانتخابية فقط ، بل لابد من أن تستمر في الظهور لكي تكسب ثقة الجمهور بها.

وتطرق الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أستاذ الاتصال الجماهيري ، إلى دور الإعلام في توصيل المعلومة الحقيقية والتفاعل مع هذا الحراك في تعزيز وتلميع الوعي المجتمعي ، بضرورة وأهمية مشاركة المواطنين في انتخابات مجلس الشورى.

وناقش الدكتور أحمد بن سعيد الجهوري محامي واستشاري قانوني، الوعي القانوني لدى المترشحين والناخبين في ممارسة حقوقهم وأداء واجباتهم ، وأشار بأن الوعي يقاس بمقدار الرغبة من قبل الجمهور في الحصول على الوعي ، وذلك بسبب أن المعلومات منتشرة ، والوسائل موجودة ولكن تبقى الرغبة الأكيدة في استقبال تلك المعلومات.

استعرض أحمد بن سليمان السواقي رئيس المجلس الاستشاري الطلابي بجامعة السلطان قابوس ، الدور الذي تقوم به الجامعة في سبيل خلق الرغبة لدى الطلاب في أهمية ممارسة الشورى ، وإيصال أصوات عدد هائل من الطلاب في الصرح الأكاديمي إلى رئيس الجامعة من أجل السعي في تنفيذ مقترحات الطلاب ، وتدريب الطلاب إلى أهمية الشورى وإشراكهم في عملية التصويت في انتخابات مجلس الشورى.

وصدر عن الندوة عدد من التوصيات وذلك في ختام أعمال الندوة ، حيث تم التطرق إلى أهمية استفادة أعضاء مجلس الشورى من الصلاحيات التشريعية وأدوات المتابعة التي حددها قانون مجلس عمان ( 7/ 2021) لتحقيق مزيد من التطلعات الوطنية لمواكبة رؤية عمان 2040 ، والخطة الخمسية العاشرة لسلطنة عمان ، وتعزيز دور مجلس الشورى في مجال المشاركة المجتمعية بما يسهم في ربط المجتمع بمستوى واقع مؤسسة الشورى وأدوارها في مناقشة القضايا الوطنية.

كما أوصت الندوة على أهمية تعزيز الوعي والمعرفة السياسية لدى الشباب عبر دور مؤسسات التعليم العالي من خلال المناهج الجامعية ، والارتقاء بصلاحيات وأدوار المجالس الاستشارية الطلابية ، وإيجاد مساحات داعمة لحوار الشباب عبر اللقاءات الحوارية المباشرة بينهم وبين مجلس الشورى لمناقشة قضاياهم وقضايا مجتمعهم ؛ بما يعزز الثقة بين المجلس والمجتمع ، ومراجعة الآليات المرتبطة بعملية الترشح والانتخاب في سلطنة عُمان بما يواكب متطلبات المرحلة والتي تتناسب وتطور المجتمع ، وتركيبته السكانية من ناحية أخرى.

كما أوصى المشاركون على أهمية وضع آلية تساهم في تعزيز حضور المرأة في مجلس الشورى ومشاركتها ؛ كونها لم تستطع خلال الفترات الماضية الوصول إلى تلك العضوية بالرقم المرضي عبر الانتخاب المباشر وتعزيز الأدوار التوعوية للإعلام العماني في مجال المشاركة السياسية في المجالس المنتخبة ، وفتح نوافذ أوسع للحوار الإعلامي عبر برامج متخصصة تناقش وتحلل وتقيم أدوار تلك المجالس ، وتقدم المعرفة بواقع العمل ومستجداته فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى