بأقلام الكُتّابمقالات وآراء

أخـلاق المـسـلـم..

الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي

 

أخـلاق المـسـلـم..

 

ما أجمل الملحمة الوطنية خلال الأنواء المناخية، وما أجمل التعاون والتعاضد والتكاتف بل وما أجمل  تلك الهبة وتلك المواقف، لحظات عاشها الجميع تدمع لها العيون وتخشع لها النفوس من هول ما حدث ولله در الشجعان ورحم الله الشهداء، وهنيئًا للشرفاء من كل مكان، وهذه ليست إلا أخلاق أهل عُمان منذ قديم الزمان فما حدث مؤخرًا وقدره الله علينا أظهر السواعد الجلية والطاقات الخفية والحمد لله على ألطافه الزكية،  وفي الحقيقة أن هذه الأخلاق تجلت فينا أكثر وأكثر بعد اعتناق الإسلام ورسوخ الإيمان ودعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وشهادته في أهل عُمان، فالدعوة خير مستمر والشهادة أعظم وسام، وخطبة خليفته الراشد أبا بكرٍ الصديق فينا كذلك من أشهر الخطب في البلاغة وفصاحة الكلام ، وكما سمعنا من فضيلة الشيخ كهلان مساعد المفتي حفظه الله أن هذه هي شيم الإسلام وتعاليم القرآن ولا ينبغي أن يأخذنا العُجب والغرور عندما نسمع المديح من الغير وكلمات الثناء والاستحسان، بل يجب علينا مواصلة أعمال البر والإحسان والمضي قُدمًا في التعاون معًا من أجل رفعة وطننا عُمان، وأقول فيما يتعلق بهذا الشأن وقد رأينا هذا التدافع السريع  والإيثار في التضحيات والمبادرات، ليتنا نرى ذلك من جميع الأفراد في المُؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بتوفير الوظائف الملموسة للمواطنين الذين ظهرت سواعدهم في هذه الهبة بل وظهرت سواعد معظم الشعب من كل حدب وصوب، وتتحقق هذه الهبة هنا أيضًا وهذا أقل ما يمكن مكافأتهم به، كما أن تطبيق فرض الزكاة التي فرضها الله علينا يكون حاضرًا بعد هذه الهبة وذلك لمن لا يخرج زكاة ماله ويؤثر بها على نفسه فأين نحن من هذه الأمور ؟ حينما تُقام حدود الله في أرضه ويطبق شرعه وتؤدى فروضه تنهمر على هذا الإنسان النِعم تلو النِعم ويجنبه الله شر النِقم، هل وقفنا مع أنفسنا وقفة صادقة ؟ ونحن أمة مُسلمة ينبغي أن تكون قائدة ورائدة، عزيزة وقوية بإسلامها غير ذليلة ومُهانة وأمة متبوعة لا تابعة، وماذا بعد المدح والثناء من الغير ؟ هل تجردنا من الظلم والمحسوبيات ؟ وماذا عسى أن ينفعنا هذا المدح والثناء وهناك من يضيع الحدود ويفرط في الفروض ويحارب الأمر بالمعروف ويبارك المنكر والحرام ؟ نريد أن نكون معًا فيما يرضي الله وعلى طاعة الله ولا نريد أن نجامل بعضنا البعض في معصية الله وأن نتناصح بالخير ونتواصى به ونعمل بما في القرآن وتعاليمه ونواميسه لا بما في تعاليم البشر المخالفة للقرآن ولا توجد شريعة كشريعة القرآن في هذا الكون الفسيح، فهو النور المبين والصراط المستقيم وبه الفلاح في الدارين، فلا بأس في إبداء الصدقات ولا بأس أيضًا في إخفائها، فهذا مشروع وهذا مشروع والإخفاء أعظم، وما نرجوه أن توزع هذه الصدقات والتبرعات لمستحقيها وجزى الله المحسنين جميعًا خير الجزاء، لابد من الاستنفاع بهذه الأموال والتبرعات لكل أسرة تضررت ولكل بيت تهدم في المقام الأول حتى يكتفي الجميع من هذه الأموال من جميع الاحتياجات حتى تعود هذه البيوت كالسابق بل وأفضل مما كانت عليه ثم لابد من النظر في شبكات الطرق والبُنى التحتية وكل ما من شأنه يضمن العيش الكريم لكل مواطن على أرض عمان الطيبة، مثمنين سعي الحكومة الرشيدة وما تخطط له بقيادة جلالة السلطان هيثم المعظم حفظه الله، وما خطط له في رؤية 2040، ومثمنين أيضًا جهود هذا الشعب المناضل والمكافح في كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن العظيم، لإكمال حركة التعمير والبناء ومواصلة الخير والنماء لخدمة هذا الوطن المعطاء.

 

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك يا أستاذي الفاضل الكريم أبو يوسف ماجد الوهيبي هذه هي والله شيم أهل عمان شيم الرجال والعزة والكرامة لأيأبهون بالمديح ولا يركنون إلى الناس يستجدون مديحهم فهم أشرف وأعز من طلب المديح أو يتأثروا به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى