أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الابتـلاء لا يسـتـثـني أحـداً..

حبيب بن مبارك الحبسي 

 

الابتـلاء لا يسـتـثـني أحـداً..

 

يخيل لنا عندما ترى شخص يمتطي سيارة فاخره تغبطه نقول في انفسنا هذا السعيد بعينه ولكن لو عرفنا احواله لأشفقنا عليه  قد تجده يعيش معاناة مرض السرطان ولكننا لا نرى إلا الظاهر.

ولو رأينا آخر يخرج من بيت فخم يتراءي لنا من بعيد أنه يعيش في بحبوحة من العيش  لقلنا هنا النعيم مع هذا الرجل لكننا  لو اقتربنا منه وعرفنا ما يمر به من صراع للبحث عن ذرية ، لحمدت الله تعالى.

وإذا صادفت شيخا في السن يمشي وحيدا لقلت أن هذآ الرجل بلا هموم  ولا تدري أن ابناءه هجروه واستقل كل فرد في بيته بينما الأب واقعه كمعيشة غير مرضي لحاله  

وإذا التقيت برجل يتكلم عن الأموال والعقارات، لحسدته لكننا لا ندري كم من الأموال الغير شريفة لوثت يديه بها، لشكرت الخالق على وضعك وان الله جنبك ذلك.

وإذا رأيت رجلاً يملأ لقاءاته ابتسامة وبشاشة، لغبطته لكنك لا تعرف عنه ما الذي يعانيه من هموم واحزان قد تفاجأك. 

وإذا رأيت رجلاً في المشفى وحده بلا اولاد يقيمون عليه. ستشفق عليه لماذا كل ابناءه هجروه.

وإذا رأيت رجلاً يدفع كرسي متحرك سخر وقته  لخدمة  ابن له به اعاقه  لتساءلت كم من الوقت يقضيه مع ابنه ولماذا هذا الصبر.

وإذا انتقلت الى حياة الفرد كمجتمع.. لقلت هؤلاء حياتهم أفضل لكنك إذا تعرفت عن مدى التفكك والصراع فيما بينهم لحمدت الله تعالى لما أنت فيه من الأمن والأمان مان مع مجتمعك.

وإذا رأيت  سترى  من أحوال البشر بها وجوه متعددة ..فاعرف أن كل فرد لديه هم وابتلاء ويعيش مأساة وصراع.

وإذا رأيت سترى الكثير من النعم على بعضنا البعض. فهذه ارزاق يهبها الله تعالى لمن يشاء وسنسال  عنها.. لا تحسدوا احد فأنتم لا تعلمون ماذا اخذ الله تعالى منه 

يا من ترى نفسك تعيش في ابتلاء.. احمد ربك فالبلاء يكفر الخطايا ويمحوا الذنوب.. ويجعلك قريب من الله تعالى في مناجاته والدعاء فهذه منحه وكرم لا يسوقه الخالق إلا لمن احبه وكتب له الفضل في ذلك.

وإذا نظرت لسيرة الأنبياء تجد اغلب حياتهم تقابلها النفور  والتكذيب والصدود في دعواتهم لله رب العالمين تحملوا في سبيل ذلك وايدهم الله تعالى بنصره.

من الابتلاء نتعلم الأنس والقرب من الخالق .. لأنك لا ترى أحداً غيره .. وتدرك بإيمانك أن هذا الابتلاء مؤقت .. وفيه الخير ألم يقل الحبيب الصادق محمد عليه افضل الصلاة والسلام .. ما أصيب الإنسان من هم وغم إلا كتب له به أجر.

لا تزعل من قضاء الله وقدره .. لأن الخالق أراد من هذا خيراً أنت لا تعلمه في حينه.

ثق بربك سيدهشك بتباشير الفرج، وإياك ثم إياك أن تقول لماذا أنا ؟؟ .. نحن مأمورون بالتسليم لقضاء الله وأمره؛ لأننا عبيده وهذه مملكته.

إذا أردت أن تتعلم دروساً عن الابتلاء كن مع القرآن الكريم سيحدثك الخالق في كتابه الحكيم عن الأفراد والأمم، وكيف تغيّرت أحوالهم، وستزداد قوة إيمانك من فرط الابتلاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى